نجوم سطعت أسماؤها في عالم المجد والشهرة حققوا نجاحات باهرة صالوا وجالوا يدفعهم الطموح ويحدوهم الأمل وفي لحظة مظلمة ودعوة مشبوهة بدأت بوخز إبرة وتجربة جرعة كانت كافية لإطفاء البريق وسقط النجم في الهاوية. سلسله من القصص تقدمها أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمشاهير ونجوم ناجحين أسقطتهم أوهام المخدرات من سماء النجاح إلى مستنقع الضياع في عالم المخدرات. قصة لم تكن بعيدة عن الأذهان نجمها فرض اسمه وحضوره منذ وقت مبكر في صباه فقد ولد (س) وترعرع بين اهتمام وتربية حسنة من والديه والتحق بركب التعليم كغيره من الطلاب وكان خجولا في مدرسته حريصا على تعليمه ومستواه الدراسي حتى كسب احترام معلميه وتقديرهم له واكتشفوا موهبته الكروية التي كان يصقلها في ملعب الحارة بجوار منزل والده الذي كان يسمح له بمزاولتها لتكون له متنفسا من عناء التركيز والمذاكرة، ولم تكن مزاولته لكرة القدم يوما عائقا عن مواصله تفوقه الدراسي، وقد كان صوت المؤذن لنداء الصلاة بمثابة صفارة النهاية والعود للمنزل ليهيئ نفسه لأداء الفريضة جماعة. لا تعيره تجمعات الشباب بعد نهاية المباراة، والاستعراض والتفحيط أو السمر معهم ليلاً في المقاهي والاستراحات. وكان نتيجة ذلك النجاح والتفوق نهاية كل عام، إضافة لنجوميته الكروية التي بز بها أقرانه وصار يشار له بالبنان. لمعان نجوميته الكروية بجانب نجاحه الدراسي ومحافظته على الصلاة تميز بفنه وإبداعه الكروي حتى صار محط أعجاب الآخرين، لاعب مميز وخلوق ما أن تصل الكرة إلى اقدامة إلا وتسمع أهازيج المشجعين وحماسهم لمهارته وفنه وطريقة أسلوبه ومراوغته وكأنك أمام مدرسة كروية بالفن والإبداع وكثيرا ما حالف فريقه الفوز والانتصارات حتى ذاع صيته واشتهرت نجوميته في وقت مبكر، واصبح الجمهور يطلق عليه العديد من الالقاب الجميلة. وبتوجيه من احد معلميه الذي رغب أن يقدمه هدية للوطن في مجال الرياضة بعدما اكتشف موهبته الكروية التحق (س) بأحد الأندية الرياضية الشهيرة ليواصل نجوميته ويخدم وطنه، وزاد فنه وإبداعه وصقلت مواهبه الكروية تحت إشراف مدربين عالميين وجدوا فيه الذكاء والإخلاص والحضور المتميز والانضباطية والمحافظة على ساعات التدريبات، ولمعت نجوميته من جديد لتتعدى الحدود ويحقق مع نادية العديد من البطولات المحلية والخارجية حاز من خلالها على الكؤوس والميداليات الذهبية، ليتم اختياره ضمن صفوف منتخب وطنه ويسجل حضورا مشرفا ويحقق بطولات عالمية ونجومية واسعة وحصل على العديد من الألقاب الكروية كونه النجم الأبرز والطائر المحلق في الملاعب. ولم تسرقه هذه الموهبة من مواصلة تعليمة الجامعي، ونال درجة البكالوريوس يرافقه التواضع والأخلاق الحميدة وحرصه على بره بوالديه واحترام الآخرين متميزا بجده ومثابرته يدفعه الطموح لمواصلة الماجستير والدكتوراة. نقطة التحول بعد خمسة أعوام من النجاح العلمي والإبداع الكروي وتحقيق الشهرة الواسعة تعرف (س) على لاعب آخر إلا انه من المشاغبين وليس له انجاز سوى اختلاق المشاكل وتوطدت صداقة بائسة بينهما وبواسطة هذا اللاعب التفت عليه (شلة) شباب ممن تعثرت بهم سبل النجاح وتدرجت العلاقة التي كانت في بداية الأمر زيارات قصيرة وضحكات وبإصرار منهم وإلحاح تطورت العلاقة ليدعونه ذات مرة لجلسة شيطانية رضي بها لتقذف به إلى فوهة الضياع حيث قدمت له أول حبة مخدرة ثم تلاها حبات لا حصر لها بدون مقابل حتى اعتمد عليها وأصبح يبحث عنها. نجم هوى تلاشت طموحات ذلك النجم وضعفت إرادته أمام مقاومة ورغبات هؤلاء ليستمر في تعاطيه حتى تغلغلت السموم في جسده مجرباً أنواعها وأصنافها المختلفة المهلكة بين التشفيط ودخان سجائر الملفوف بالحشيش والليالي الساهرة، لينطفئ لمعان نجوميته وتقتل مواهبه وطموحاته تدريجياً، أحساسه بالضياع يتعاظم كل يوم. فتارة يعض أصابع الندم والحسرة على حاله وسمعته وسقوطه، وتارة يستسهل كل ذلك من أجل جرعة زائفة لتنسيه همومه وحسرته. اختار العزلة والانطوائية، وانقلبت أخلاقه الحسنة إلي شراسة وانتقام مع الأهل والخلان. حتى أصبح وحشا بالمنزل لا تسمع إلا صرخاته عند اشتياقه للتعاطي، أويغرق في سبات عميق بعدما يتجرع سمومها. هو اليوم جسم نحيل وعضلات متقلصة بسبب المخدرات التي بدلت مضمار ملعبه الذي صال فيه وجال إلى عيادات الصحة النفسية وأقسام الشرطة إنها المخدرات تهوي بنجم إلى مهاوي الضياع. لم يعد(س) حاليا الا ضحية للمخدرات همه هو الحصول على الجرعة فقط وضاع مستقبله الرياضي ولم يستفد من دراسته، ولم يعد الجمهور يهتم به لانه لم يعد صاحب انجاز بل هو ضحية ومجرم ومريض يحتاج الى علاج مكثف وطويل على أمل أن يستعيد ماتبقى من حياته. الرياض