يفتتح وزير الثقافة والإعلام الليلة معرض الرياض الدولي للكتاب، بمشاركة 950 دار نشر محلية وعربية وعالمية، وتزيد الكتب المعروضة عن 300 ألف عنوان في مختلف العلوم. ويقام المعرض، الذي يستمر 11 يوما، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. ويكرم المعرض رواد الثقافة الراحلين، إضافة للبرنامج الثقافي الذي يتضمن 18 نشاطا من المحاضرات والندوات، وآخر للطفل تحت شعار «جيل يقرأ لأمة اقرأ». كما ستكون الهند ضيف شرف المعرض. وخصصت وزارة الثقافة والإعلام أربع منصات لتوقيع الكتب، ومركزين للإعلاميين، ومقهى ثقافيا، وتكريم دور النشر الرائدة، وتسمية ممرات المعرض ال 28 بأسماء محققي التراث العربي، منهم ثمانية من السعوديين. ويعد المعرض أهم قنوات التواصل الثقافي، بوجود أبرز دور النشر السعودية والعربية والأجنبية في مختلف فنون المعرفة، واستضافة عدد من المثقفين والمؤلفين والناشرين. ومن جانب آخر، فإن المعرض يقدم لمسة وفاء تجاه أربعة رواد راحلين غادروا المشهد الثقافي، غازي القصيبي، محمد عبده يماني، عبدالله الجفري، وأحمد علي آل الشيخ المبارك. وأوضح عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة الثقافية في المعرض حمد القاضي أن الاحتفال بهؤلاء الرواد يتضمن عرض أفلام قصيرة عن مسيرتهم، وطباعة كتب عن حياتهم، معتبرا ذلك وفاء من وزير الثقافة والإعلام تجاه رواد الثقافة في المملكة. وحول البرنامج الثقافي في المعرض، أشار القاضي إلى أن اللجنة الثقافية بذلت جهودا كبيرة برئاسة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر، ليكون هذا النشاط على مستوى المعرض الذي يتطلع إليه المثقفون في الوطن العربي «ولعل ميزة النشاط الثقافي للمعرض هذا العام هو إعطاء الطفل اهتماما كبيرا عبر قناة خاصة لإغرائه بالكتاب، وتشجيعه على اقتنائه وقراءته». المعرض بقدر ما يتوجه إلى الكبار فإنه يتوجه أيضا إلى الصغار، لذا أتمنى زيارة المدارس له؛ لإغراء أجيال المستقبل بالكتاب «وهذا أحد أهداف المعرض، وهو غرس حب القراءة في عقول الناشئة»، متطرقا إلى الحديث حول ضيف شرف المعرض الهند، مشيرا إلى أنها بلد عريقة ومعروفة بثقافتها، حيث سيكون هناك العديد من المناشط لتعريف زائري المعرض بالثقافة الهندية. وتطلع القاضي إلى تنظيم معارض محلية للكتاب في المناطق، خاصة أن هناك شرائح كثيرة من محبي القراءة لا تستطيع السفر للرياض لحضور المعرض. وفي سؤاله عن إلغاء الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي المطبوع، قال القاضي «لا شيء يلغي آخر، فالتلفزيون لم يلغ الإذاعة، والإنترنت لم يلغ التلفزيون، ولكنه قضية تكامل في المشهد الإعلامي، وكل متلق يحصل على المعلومة حسبما يريحه، فمثلا في أمريكا طبع 100 مليون كتاب، ولو لم يكن هناك قارئ لم تطبع هذه الكمية الكبيرة من الكتب، ومعنى ذلك أن الثقافة الرقمية لم تلغ الورقية، ولذلك فإن المطابع تدفع بالكم الكبير من الكتب والصحف، ومعارض الكتاب يزداد الإقبال عليها سنويا، فالقراءة المكتوبة ورقيا باقية إلى جانب أدوات المعرفة الحديثة وقنوات الإعلام الجديد».