يعد فصلا الشتاء والربيع من الفصول التي يتكرر فيها هبوط التيارات النفاثة الغربية نواحي المناطق شبه المدارية - بمشيئة الله - مما ينتج عن هذه الظاهرة تعرض التيار النفاث لعملية قطع تقوم بها رياح تعرف باسم Wind shear. وتعني هذه الظاهرة تدرج ميول الرياح في طبقات التروبوسفير واختلاف السرعة الأفقية، حيث يبدأ التيار النفاث الغربي بالتموج ناحية الجنوب والجنوب الغربي في ظاهرة تعرف علمياً بموجات رسوبي (أخدود بارد علوي) لكن هذه التموجات الجوية في بعض البقاع يعرضها لهجوم عنيف من قبل رياح القص التي تجبر قسما من التيارات العلوية على الهبوط إلى مستويات أدنى في غلاف التروبوسفير ثم تشكل الأحواض التي مع مرور الوقت تتحول إلى منخفضات عميقة تلامس السطح تستغرق هذه العملية من ثلاثة إلى خمسة أيام، حيث يظهر بعد ذلك منخفض كامل النضج يكونُ عنيفاً حسب قوة الطاقة الحركية التي تنشأ بعد ذلك في المستويات المتوسطة والسطحية وتتمثل هذه الطاقة بالفوارق الحرارية ووفرة الرطوبة التي تسوقها الرياح إلى مناطق الضغط المنخفض وتعرف بالمنخفضات الإعصارية. حيث تتعرض السعودية بين عامين وخمسة أعوام إلى واحد من هذه الأنواع العنيفة التي عادةً ما يستفحل عند التقائه بمنخفض البحر الأحمر الحراري الرطب والتي كان آخرها المنخفض الذي نشأ فوق شمال غرب ليبيا الإثنين الماضي ثم تحول إلى حوض بارد مستقل فوق الصحراء الليبية ثم اتجه بعد ذلك إلى مصر متسبباً في هطول أمطار غزيرة جداً ورياح شديدة بلغت سرعتها أكثر من 70 كيلومترا في الساعة على بعض المحافظات خاصةً الشرقية والشمالية الشرقية نتج عنها وقوع خسائر في الممتلكات والأرواح حسب مصادر إعلامية مصرية. ثم شق طريقه شرقاً ليضرب غرب وشمال غربي السعودية مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح شديدة أدت إلى جريان الأودية والشعاب الكبيرة وجرف بعض الطرق وحدوث انهيارات جبلية خاصةً جنوب غرب منطقة تبوك ومنطقة المدينةالمنورة ومنطقة مكة حيث غمرت السيول محافظة جدة وينبع وضبا والعلا وسالت على أثرها الأودية الكبيرة ويذكر بعض كبار السن في محافظة ينبع أن الأمطار التي هطلت خلال يومي الأربعاء والخميس لم تشهد لها المنطقة مثيلا منذ أكثر من 15 عاما وكانت مصحوبة بكميات من البرد تسببت في تحطيم بعض النوافذ الزجاجية للسيارات على طريق أملج ينبع منتصف ليلة الخميس الماضي. كما تعرضت مدينة جدة لسيول قوية ورياح شديدة تسببت في غمر كثير من أحياء المحافظة وسقوط بعض الأشجار واللوحات الإعلانية الكبيرة وإغلاق بعض الطرقات وتسجيل أضرار مادية وبشرية. ظواهر مماثلة من الأرشيفات المناخية كانون الثاني (يناير) 1979 الحجاز والمنطقة الشمالية تتعرض وتسجيل أضرار في الأرواح والممتلكات خاصةً في منطقة مكة. شباط (فبراير) 1982 المنطقة الجنوبية وتسجيل خسائر في الأرواح والممتلكات. أيار (مايو) 1982 القصيم ومنطقة المدينةالمنورة وتسجيل بعض الأضرار وجريان وادي الرمة بكامل طاقته. كانون الأول (ديسمبر) 1985 منطقة المدينةالمنورةوجنوب غربي منطقة تبوك وحائل وتسجيل خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. نهاية شباط (فبراير) 1987 القصيم تتعرض لموجة عنيفة من السيول تجرف بعض الطرقات والسيول تدخل بعض البيوت قرب مجاري السيول وتحاصر السكان في منازلهم. كانون الثاني (يناير) 2005 السيول تدهم الحجيج وتجرف بعض الطرق في منطقة المدينةالمنورة و80 مليمترا للقصيم. تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 السيول على غرب منطقة الرياضوالقصيموالمدينةالمنورة تتسبب في جريان وادي الرمة بكامل طاقته وتعيد للذكريات سيول 1982. هذه باختصار بعض الأحداث المرافقة لتمدد الأخاديد وتشكل المنخفضات العميقة عبر البحر الأحمر وشمال شرقي البلاد،