تواجه أربع مناطق من مناطق المملكة تقلبات ومنخفضات جوية وهي: الجوف, وتبوك, والمدينة المنورة, ومكة المكرمة (جدة). أمطار شديدة أدت إلى فيضانات لم تعرفها المملكة منذ سنوات طويلة نزلت فيها الأمطار بكثافة وفي زمن قصير أدت إلى فيضانات حاصرت المدن والقرى وجرفت الطرق والأنفاق ومجاري السيول الأسمنتية وعطلت الدراسة بالمدارس والجامعات وبعض المصالح الحكومية... تشكل هذه المناطق شمال غرب المملكة وأجزاء من وسط الشمال وهي نواحي عرفت بارتباطها بالبحر الأبيض المتوسط تتأثر بتغيراته الجوية. يقابلها ناحية الجنوب الغربي: مناطق جازان وعسير الباحة. تتأثر بالرياح وتقلبات بحر العرب والمحيط الهندي وتأثير المحيط الأطلسي. الناحية الثالثة الشرقية وتمثلها: مناطق الحدود الشمالية, والشرقية، ونجران. يتأثر شمالها بتأثر منخفضات ورياح سيبيريا ومتغيرات الرياح التي تهب من روسيا، وجنوبها الربع الخالي ونجران تتأثران برياح مياه بحر العرب والمحيط الهندي. إذاً ليس هناك من جديد في الرياح والمنخفضات التي تهب على المملكة لكن الغريب أننا لا نتعلم الدرس فالأودية الأخدودية التي تنزل من الدرع العربي باتجاه الشرق ومن مرتفعات الحجاز بطولها من أعلى تبوك وحتى أسفل نقطة في جازان تصرف أوديتها شرقا على وسط المملكة وغربا على البحر الأحمر, وكذلك الأودية العظيمة السطحية (الضحلة) تصرف مياهها باتجاه الشرق وتقطع مئات الكيلومترات. الغريب أن الاستيطان وإنشاء المدن والقرى يتجاهل تماما الأودية ومجاري المياه الطبيعية الظاهرة والشاخصة وتقام عليها المدن ومثال ذلك في الجوف وادي السرحان حيث لا وجود لهذا الوادي الآن وغاب وسط الاستيطان البشري، وكذلك وادي الدواسرجنوب منطقة الرياض لا وجود لهذا الوادي إلا على الخرائط القديمة فقد استحوذت عليها المدن والسكان, كذلك شرقي وادي الرمة الذي يغوص في نفود الثويرات شرقي بريدة, فقد حاصرت بعض مجارية التجمعات السكانية... لذا نتوقع أن تحدث فيضانات مع كل تقلب مناخي وتغيرات في الطقس, ونتوقع أن تحدث كوارث بسبب الأمطار للمدن التي قامت على مجاري الأودية الجافة... وهنا يأتي دور الجهات التخطيطية في وزارات: التخطيط, والبلديات، والمياه. كيف تسمح بالسكن والإقامة في مدن وقرى غير آمنة.