برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يسدل اليوم الستار على آخر البطولات المحلية وذلك بإقامة المباراة الختامية لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي ستجمع الهلال والاتحاد في التاسعة مساء بإستاد الملك فهد الدولي بالرياض. وسيكون الهلال والاتحاد محط الأنظار وهما يتشاركان في تقديم المتعة لعشاقهما وعشاق الكرة السعودية بعدما نالا مجد اللعب على نهائي البطولة الأهم والأغلى والأثمن محلياً، خصوصاً أن لقاءهما هو الأول في المسابقة، وهذه الأولية ربما تخدم الاتحاد أكثر من الهلال، لأنه اعتاد اللعب في نهائي البطولة في نسختيها السابقتين اللتين ذهب لقبهما للشباب, كما اعتاد مواجهة الكبار فيها مثل الشباب والنصر وتعرف لاعبوه على الكيفية التي يلعب بها لاعبو تلك الفرق فأعد لهم عدته. في المقابل سيكون النهائي بمثابة اللغز الكبير أمام الهلال الذي لم يتشرف بعد بالحصول على البطولة، خصوصاً أن اللقاءات الدورية ومنافساتها تختلف كثيراً عن لقاءات النهائيات الحاسمة، وقد يتأثر كثيراً حال خطف الاتحاد هدفا مبكرا قد يتسبب في إحداث صدمة للخطوط الهلالية الأربعة (حراسة المرمى, الدفاع, الوسط الهجوم), فينعكس ذلك على الجوانب النفسية للاعبين، ويجعل الأمور تسير لمصلحة الفريق القادم من عروس البحر الأحمر ولاعبوه يتحسسون الخطر الذي يتوقعونه من فريق متكامل يلعب على أرضه وبين جماهيره الغفيرة. ويركز الاتحاد على كثير من عناصر القوة والتميز اليوم، فهناك الروح العالية التي يتمتع بها الفريق في الوقت الحاضر، وهناك تصاعد أدائي ملحوظ تدعمه نتائج إيجابية تحققت في الآونة الأخيرة، ويتمتع الاتحاد بمنهج يصعب مهمة الخصوم نتيجة لتكتيكات مدربه الأرجنتيني إنزو هيكتور، ناهيك عن توفر عنصر الخبرة في كافة خطوطه، وتوفر القدرة على الحسم من كرات ثابتة من خلال هشام أبو شروان. في المقابل يبدو الهلال الأقدر على تلبية شروط اللعب الذي يمكن تصنيفه في نطاق المنهج الحديث نتيجة منهجية مدربه البلجيكي المتميز إيريك جيريتس الذي يعد الأفضل في مسألة التهيئة والتحضير الجيد للاعب وللمجموعة معاً، ولذلك تواجد الفريق بشكل مستمر في البطولات المحلية وفي دوري أبطال آسيا. ويركز جيريتس على أسلوب "السهل الممتنع", فثمة إيحاء أن هناك سهولة في التوزيع العناصري داخل الميدان, وقد يبدو أن تحركات اللاعبين بسيطة يمكن للاعبين آخرين القيام بها, لكن تطبيقها الفعلي يحتاج توفر لاعبين من عينة لاعبي الهلال الذين تلقوا تدريباً عالياً جداً. ويتميز الهلال بالتحركات المتتابعة من أكثر من عنصر مثل خالد عزيز ومحمد الشلهوب وكريستيان ويلهامسون وياسر القحطاني, إلى جانب تميز تسديدات اللاعب الأميز البرازيلي تياجو نيفيز الذي حسم أكثر من لقاء بتسديداته المحكمة، وتحدث هذه التحركات الهلالية خللاً كبيراً لخطي الوسط والدفاع للفريق المقابل. ويكمن مصدر الخطورة في الفريق الهلالي في الخماسي أسامة هوساوي وبيو يونج ونيفيز وويلهامسون والقحطاني، يضاف إليه المنهج الفني للمدرب جيريتس، فيما تتركز المواضع الأقل قوة في ظهيري الدفاع اللذين يحدث فيما بينهما اتكالية في عملية متابعة الانطلاقات الجانبية من مهاجمي الفرق المنافسة, وسوء التعامل مع الكرات العرضية. وسيركز الاتحاد حتماً على استثمار أي نقطة خلل لدى الهلال، وهو الذي استحق التقدير والإعجاب في المراحل الأخيرة من المنافسات الكروية السعودية, وشق طريقه بكل جسارة وجدية ساهمت في بلوغه هذه المرحلة المهمة، وفي التحفيز الكبير الذي يجده لاعبوه الذين تألقوا وتجاوزوا منافسيهم على قوتهم متمسكين بزخم أدائي ممتع بدءاً من حراسة المرمى من خلال مبروك زايد, مروراً بخط الظهر المتكامل في أدائه برباعيه الخبير, وخط وسطه الذي يعد أفضل خطوط الفريق بقيادة محمد نور الذي يعد بمثابة (ترمومتر) الفريق. ويعتمد الاتحاد في هجومه على خطافيات الجزائري عبدالملك زيايه, ومتابعات نور الرائعة من الخلف، إضافة للتسديد المباغت والقوي من هشام بو شروان.