من المقرر أن يتوجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جنوب لبنان، والحدود اللبنانية الإسرائيلية الخميس، في اليوم الثاني لأول زيارة له إلى لبنان منذ توليه السلطة عام 2005، وهي الزيارة التي اثارت العديد من الإنتقادات، خاصة من إسرائيل، إلى حد توجيه تهديدات له من قبل عدد من الزعماء الإسرائيليين. فمن المنتظر أن يتوجه أحمدي نجاد إلى جنوب لبنان في الثالثة إلا ربعاً بحسب التوقيت المحلي، أما صباحاً، فسيلتقي مع فعاليات ومرجعيات دينية في مقر إقامته، قبل أن يلقي محاضرة في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدث، حيث سيتم منحه شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية. هذا، وقد اثارت زيارة نجاد للبنان العديد من الإنتقادات، خاصة من إسرائيل، إذ اقترح عضو الكنيست عن حزب الاتحد الوطني اليمني المتطرف، أريه إلداد، القيام بعمل عسكري، مضيفا: "إن من مسؤوليتنا إيقاف أي شخص يدعو علانية لتدميرنا.. والمسؤولية تعني أن نفعل شيئاً ما، وعدم انتظار العالم أن يفعل شيئاً.. وإذا ما نجم وضع عن زيارة أحمدي نجاد وكان في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي، فينبغي قتله." أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فقال في تصريح نقله موقع الإذاعة الإسرائيلية على الإنترنت، إن إسرائيل تراقب التطورات عن كثب، مضيفاً أن زيارته للبنان "تعكس اعتماد منظمة حزب الله المتزايد على الإيرانيين وحقيقة تحول لبنان بشكل تدريجي أداة طيّعة تتلاعب فيها جهات أخرى." وكان الرئيس نجاد قد أكد الأربعاء، في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، ميشال سليمان أن إيران تريد "لبنان واحداً متحداً قوياً ومتطوراً"، معلناً رفضه وشجبه "للاعتداءات الصهيونية التي تستهدف السيادة اللبنانية"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا." وأضاف: "نحن ندعم الكفاح المرير للشعب اللبناني في مواجهته للاعتداءات الصهيونية، ونصر بكل جد وإصرار على تحرير الأراضي المحتلة في لبنان وسوريا وفلسطين." أما سليمان فأكد أن محادثاته مع نجاد "كانت معمقة واستعرضت واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها بين دولة ودولة"، معرباً عن شكره لإيران على "وقوفها الدائم إلي جانب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية والتهديدات"، وعلى الدعم الذي قدمته طهران لبيروت "إثر عدوان تموز 2006." وكان نجاد قد التقى في لبنان الأربعاء رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعرب الحريري خلال اللقاء عن رغبته "في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية." من ناحيته، رحب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بنجاد خلال زيارته للضاحية الجنوبية لبيروت، ووصفه بأنه "سند للمجاهدين والمظلومين." وقال نصرالله: "أرحب بكم أخاً عزيزاً وسنداً للمجاهدين والمظلومين نشم فيك رائحة الخميني ونتلمس منك أنفاس قائدنا الخامنئي ونري في وجهك وجوه كل الايرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه." ووجه نصرالله كلمة للعرب حول إيران و"مشروعها"، مشيراً إلى أنه مشروع العرب، وقال: "أنا أشهد أيها العرب أن ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، ما يريده العرب وما أرادوه خلال 60 عاماً أن تعود أرض فلسطين لشعب فلسطين أن تعود من البحر إلى النهر وأن يعود كل لاجئ وأن يقيم هذا الشعب دولته المستقلة علي أرضه المحررة بالدم." وأضاف: "هذا هو مشروع إيرانلفلسطين وهذا هو موقف الإمام الخميني وقرار الخامنئي، وذنب الرئيس نجاد أنه يعبر بشفافية ونقاء وصلابة وشجاعة عن هذا الموقف وعن هذه الرؤية في كل مكان في العالم." وشدد على أن الجمهورية الإسلامية مع لاءات العرب التي أطلقوها في زمان (الرئيس المصري الراحل جمال) عبد الناصر ثم تخلى عنها الكثيرون.