تنظيم القاعدة عرض في اليمن تسجيلاً مرئياً جديداً تضمن تفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية في العام الماضي، كما كشف عن تفاصيل محاولة إسقاط طائرته قبل هبوطها في صنعاء. وظهر في الفيديو القائد العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي وهو يهدد بمزيد من العمليات والقتل ويقف إلى جانبه المطلوب الذي نفذ عملية انتحارية في منزل الأمير محمد، حيث كان يقول "سنأتيكم إلى مكاتبكم وإلى غرف نومكم، وننصحكم نصيحة قبل أن تناموا انفضوا فرشكم، إن لم تجدوا أحد هؤلاء، مشيراً إلى عبدالله بن حسن بن طالع عسيري، ويضيف: قد تجدون عبوة قد زرعوها وانسحبوا. وجاء حديث الريمي ضمن مادة فيلمية لتنظيم القاعدة في اليمن، تجاوزت مدتها الساعة وخصصت لاستعراض مخططات استهداف مساعد وزير الداخلية السعودي. واستعرض الفيلم مراحل التخطيط للعملية الفاشلة التي جرت داخل قصر المسؤول السعودي في السادس من رمضان من العام قبل الماضي، وفيه يشرح تولي أحد المطلوبين اليمنيين عملية التنسيق الكاملة بإشراف مباشر من الريمي. ويظهر في الفيلم أحد الأشخاص، وهو المسؤول عن تنسيق العملية، بإشراف مباشر من قبل الريمي وهو يقول: "كان الدور المطوب مني أن أعرف واختبر إجراءات التفتيش المتبعة من ساعة دخولي إلى أن أصل الحدود، والتنسيق مع الأخ الاستشهادي الذي سينفذ العملية". يذكر أن العملية التي نجا منها مساعد وزير الداخلية السعودي لم تكن الأولى وليست الأخيرة، ضمن أجندة تنظيم القاعدة في اليمن. التنظيم كشف بالتفاصيل ما كان قد تسرب إعلاميا عن محاولة استهداف طائرة المسؤول السعودي، عند محاولتها الهبوط في مطار صنعاء عام 2009، وعلى مدى عامين منذ صعود تنظيم القاعدة في اليمن والعمل مستمر لملاحقة ومطاردة التنظيم من قبل أجهزة الأمن لمواجهة مخططات التنظيم التي تستهدف السعودية والتي سجلت فشلا مستمرا. ومن جهته، تحدث الصحافي المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة فارس بن حزام عن محاولات القاعدة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، حيث أكد أن هذه المحاولة ليست الأولى، بل سبقتها محاولة في نهاية 2004 عندما كان التنظيم نشطا في السعودية عبر استهداف مقر وزارة الداخلية الذي يعد من أضخم المباني في العاصمة، حيث انتهت تلك العملية بالفشل وقتل الانتحاريان في السيارة، دون وجود أضرار على المبنى سوى مجرد زجاج متناثر لا أكثر ولا أقل. وأضاف قائلا خلال الاخبار إن المحاولة الثانية كانت عندما علم تنظيم القاعدة بوجود زيارة للأمير محمد بن نايف لليمن، في يناير 2009 رغم أنها زيارة غير معلنة، وهذا يشير إلى أن هناك اختراقا من قبل تنظيم القاعدة للمؤسسة الأمنية في اليمن. ويضيف "بن حزام" أن المحاولة الثالثة هي تلك التي شاهدها الجميع في رمضان ما قبل الماضي، والتي حاول فيها التنظيم اغتيال الأمير محمد داخل مكتبه في قصره عندما كان يستقبل أحد أفراد التنظيم الذي أعلن عن توبته من أفكار التنظيم، أما الرابعة، فقد وؤدت في مهدها عندما دخل اثنين من عناصر التنظيم إلى الحدود السعودية ومعهم أحزمة ناسفة، ولكنهم قتلوا بعد دخولهم الحدود السعودية في جازان. وحول إصرار تنظيم القاعدة على استهداف الأمير محمد بن نايف، قال فارس: "الأمير محمد أمضى 11 عاما في عمله، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصعود تنظيم القاعدة في السعودية اتضح مباشرة أن "رأس الحربة" ضد التنظيم هو الأمير محمد بن نايف، وهو الذي يتولى إضافة لمهام أخرى داخل وزارة الداخلية، ملف مكافحة الإرهاب بالدرجة الأولى، والقضاء على الخصم الأكبر للتنظيم هو الهدف الدائم، لأننا لم نشهد لهم محاولات استهداف مسؤولين أمنيين آخرين لأنهم يعلمون أن هذه الضربة ستسجل لهم كما سجلت لهم أحداث 11 سبتمبر ومحاولة العسيري في رمضان ما قبل الماضي. وختم فارس بالتأكيد على أن تنظيم القاعدة لا يستطيع الإجابة على سؤال لماذا دائما من يحاولون تنفيذ هذه العمليات هم سعوديون، وقال: "دائما يحاول التنظيم أن يضع أسماء سعودية في الواجهة لكي تكون عامل جذب لبقية السعوديين، ولكن القرار في الأخير لأشخاص غير سعوديين". معتبراً أن هذا الأمر لم تشهده اليمن فقط، بل في السعودية أيضاً، وقال: "خلال نشاط القاعدة في 2002 و2003 و2004 كان هناك قائد مهم للقاعدة من الجنسية اليمنية، وهو خالد الحاج، الذي قتل أوائل 2004 كان يتولى القيادة كاملة، وكان يضع شخصا سعوديا في الواجهة، كعامل جذب لبقية السعوديين، و من باب توطين الوظائف حتى داخل تنظيم القاعدة". وظهر في الفيديو الانتحاري عبدالله عسيري، صاحب محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف الفاشلة، وهو يوضح الساعات التي سبقت محاولة الاغتيال والذي كشف فيه أن هذه العملية بترتيب كامل من المطلوب اليمني محمد الغزالي المكنى رشيد وقال إن التفاصيل سوف تأتيكم وهو الذي آثرني بهذه العملية لمصلحة الإسلام. وعن أسباب إعلان القاعدة كل هذه التفاصيل في عملية فاشلة، أكد الكاتب السعودي يحيى الأمير أنه رغم فشل العملية إلا أنها تمثل حدثا إعلاميا مهما للغاية للقاعدة وهي تحاول استمثاره الآن من خلال مختلف هذه الإصدارات ويبدو أن الذراع الإعلامي للقاعدة يحاول كثيرا الاستفادة منه. وأضاف : "لاحظ أنها ربما تكون العملية الأولى التي تستهدف فردا قياديا في المملكة، ولاحظ أنها تمثل نوعا من استعراض القاعدة لأشكال الاستهداف لديها واستعراض منها ربما لقدرتها أو ما تحاول أن تسميه قدرتها على التغلغل خاصة مع المشهد الذي تمت فيه محاولة الاغتيال الفاشلة". واعتبر أن عملية استهداف الأمير محمد بن نايف، تشكل في الداخل السعودي، وعلى مستوى الأفراد العملية الأكثر نوعية ربما للقاعدة، ولذلك ستظل القاعدة تستثمرها من خلال التضخيم الإعلامي خاصة كلما هدأ النشاط.