تتميز بلادنا الغالية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- بمميزات عديدة أهمها وأبرزها حرص قيادتها الكريمة الدائم والمكثف في مجال الاهتمام والعناية بالمقدسات الإسلامية وتطويرها لخدمة زوارها من حجاج ومعتمرين وتوفير أفضل سبل الراحة لهم وهو توجه ملموس منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- وقد حظيت المقدسات وخصوصاً الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بتنفيذ مشروعات كبيرة وعملاقة . وكان للملك المؤسس -رحمه الله- قصب السبق وابناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله في تطوير الحرمين الشريفين حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظة الله الذي استهل عهده الميمون بإصدار توجيهاته الكريمة باستكمال مشروعات توسعة وتجديد عمارة الحرمين الشريفين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وما يصاحب هذه المشروعات من عمليات تطوير وتنمية للمناطق المركزية في هاتين المدينتين والمحيطة بالحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة . وبمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني هذا العام نلقي مزيد من الأضواء على أبرز مشروعات التوسعة في المسجد النبوي الشريف منذ عهد المؤسس - رحمه الله - والخدمات المقدمة لراحة الحجاج والعمار فقد تبنى الملك المؤسس عقد أول مؤتمر إسلامي و اختط نهجاً عظيماً في هذا الإطار كان وما زال من الأسس الهامة في نهج قيادة هذه البلاد حيث كثفت القيادة الراشدة أعمالها فيما يخدم القضايا الإسلامية لعل من أبرز المشروعات العملاقة على المستوى المحلي والإسلامي التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة وضمن المشروعات التي تابعها باهتمام كبير وأشرف على كافة مراحلها أبناء الملك المؤسس . وفي يوم 12- 8 -1368ه أعلن الملك المؤسس عن عزم حكومته على تنفيذ توسعة بالمسجد النبوي الشريف والتي تعد أول توسعة للمسجد النبوي وبعد استكمال التصاميم اللازمة قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز نيابة عن والده الملك عبدالعزيز في ربيع الأول عام 1372ه بوضع حجر الأساس لتبدأ التوسعة السعودية التي أضافت مساحة تقدر بحوالي (6024) مترا مربعا لتصبح المساحة الكلية بعد هذه الزيادة حوالي (16327) مترا مربعا، وعدد الأروقة (14) رواقا وعدد الأبواب (10) أبواب، وعدد المآذن (4) مآذن بارتفاعات ( 47ر50) و(60) و(72) متراً، وعدد الأعمدة الجديدة (706)، وعدد القباب (170)، وبلغ عدد المصابيح (2427) مصباحاً وبلغ مجموع ما أنفق على هذا المشروع أكثر من خمسين مليون ريال . ثم توالت أعمال التوسعة السعودية بإضافات جديدة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أضاف مساحة جديدة على مرحلتين بلغت مساحتها حوالي (40ر550) مترا مربعا وهي عبارة عن أرض خصصت بجوار المسجد وتم رصفها ونصبت فوقها مظلات وزودت بمكبرات الصوت والفرش والمراوح وذلك في عام 1393ه، كما أضاف الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في عام 1397ه مساحة أخرى على شكل مظلات بلغت مساحتها 43000 متر مربع ويعتبر مشروع الملك فهد / رحمة الله / لتوسعة وتجديد عمارة المسجد النبوي الشريف هو الأكبر والأضخم وقد تابع الملك فهد لسنوات عدة مراحل تصميم هذا المشروع حتى قام في يوم الجمعة الموافق 9-2- 1405ه بوضع حجر الأساس لهذا المشروع.. وقد بلغ إجمالي مساحة الدور التي تم نزع ملكيتها لصالح التوسعة حوالي (100) ألف متر مربع وقد بدئ التنفيذ في يوم السبت الموافق 17-1- 1406ه لهذا المشروع الذي بلغ خمسة أضعاف مساحة المسجد قبل التوسعة التي تم ربطها بالمبنى القديم . وتعد الأعمال والمشاريع المباركة للمسجد النبوي وساحاته هي إحدى الدلائل الواضحة التي تشهد باهتمام ورعاية ملوك هذه البلاد بالحرمين الشريفين منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله - وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود ترى أن المسجد النبوي والمشاعر المقدسة تنال العناية التامة من لدنه حفظه الله فيأمر بالتوسعات العملاقة والمرافق الكافية ويأمر بتوريد المظلات كل هذا البذل السخي على توافر الخدمات التي تريح الحاج والزائر والمصلي والمتابعة والاهتمام المستمر من لدنه حفظه الله ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء حفظه الله . ومشروع المظلات أحد المشاريع العملاقة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهي تتمثل في تصنيع وتركيب (182) مظلة تركب على أعمدة ساحات المسجد النبوي أمر بها حفظه الله عندما زار المدينة إثر تسلمه مقاليد الحكم ثم أمر بإضافة (68) مظلة في الساحات الشرقية وبعد اكتمالها ستغطي هذه المظلات مساحة (143000) متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على ثمانمائة مصل، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات صنعت خصيصاً لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية وبأعلى ما يمكن من الجودة والاتقان وقد خضعت لتجارب في بلد التصنيع واستفيد من التجربة في المظلات التي قبلها التي تعمل بحمد الله بكفاءة جيدة منذ ان انتهت التوسعة ومع ذلك فإن المظلات الجديدة قد طورت ودخل عليها تحسينات في شكلها ومادتها ومساحتها وقد صممت بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها يبلغ ارتفاع الواحدة (14.40) سنتمترا والأخرى ارتفاع (15.30) مترا ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الاغلاق بارتفاع (21.70) مترا. وهذه المظلات يصلي تحتها المصلون وتقيهم حرارة الشمس اثناء الصلاة كما تحجب عنهم الماء اذا نزل المطر فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم الى المسجد النبوي وايابهم بعد انقضاء الصلاة. كما أن مشروع الساحات التي أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله باكمالها في الجهة الشرقية من المسجد تقع على مساحة (30500) متر مربع وهي مثل الساحات الأخرى ساحة انتشار ومهيأة للصلاة عند الحاجة وقد صلى فيها المسلمون في شهر رمضان المبارك عام 1429ه وقد أقيم تحتها دوران الأول خصص لحركة الحافلات والسيارات الأخرى، أما الدور الثاني فقد خصص للسيارات العامة كما تضمن المشروع اقامة اربعة مرافق للخدمات تحت الساحة كل مرفق مكون من أربعة أدوار فيها (888) دورة مياه (1823) حنفية وضوء وشمل المشروع ايضا اقامة (44) سلما كهربائيا و(12) مصعدا اضافة الى السلالم العادية والى دورات كافية لكبار السن ولذوي الحاجات الخاصة. فكم ستحقق هذه المظلات على مر الزمان من الراحة والاطمئنان اثناء الصلوات وخطب الجمعة وعند نزول المطر وكل هذه المشاريع باذن الله ستؤدي وبشكل كبير الى راحة الزوار والمصلين وسهولة وصولهم الى المسجد النبوي لأداء عباداتهم بكل خشوع وطمأنينة فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء وبارك في جهوده وجهود سمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتوجيهات سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأعانهم على كل خير، وجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة خير الجزاء لقاء اهتمامه بشؤون المسجد النبوي الشريف .