اختتمت لجنة مبادرة السلام العربية أعمالها اليوم بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان باعتبار قطر الرئيس الحالي للجنة مبادرة السلام وفقا لقرار قمة سرت العربية الأخيرة. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وأكدت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية في بيانها الصادر عقب ختام الاجتماع على ما أتفق عليه في الثاني من شهر مارس الماضي بشأن المهلة الزمنية للمباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وألا تنتقل المباحثات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا مع الأخذ في الاعتبار بصدد المفاوضات المباشرة الضوابط المذكورة في بيان مجلس جامعة الدول العربية في 24 يونيو الماضي وبيانات اللجنة في 12 نوفمبر 2009 و2 مارس و26 مارس من عام 2010. وقال البيان إنه في ضوء التعهدات الأمريكيةالجديدة وما جاء في الرسائل التي وجهها رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الإسرائيلي في تحقيق السلام تؤكد اللجنة على ما اتفق عليه في 2 مارس الماضي بشأن المهلة الزمنية للمباحثات غير المباشرة. وأكد على ما جاء في بياني اللجنة الصادرين في يومي 2 و26 مارس الماضي والتمسك بالموقف العربي القاضي بأن السلام مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما في ذلك الانسحاب من الجولان السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأعادت اللجنة التأكيد على أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك القدسالشرقية معربة عن رفضها القاطع لأي حلول جزئية أو مرحلية بما في ذلك اقتراح الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة. ولفتت اللجنة في بيانها إلى أن المباحثات غير المباشرة لن تثمر في أجواء يسودها التوتر بسبب الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية والتي كان آخرها قرارها القاضي بتهجير السكان الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وكذلك التهديدات الإسرائيلية بشن الحروب في المنطقة الأمر الذي ترفضه اللجنة رفضا قاطعا. وأشارت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام إلى التحرك نحو طرح الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في القدس على محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف والطلب من الأمين العام اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك. وطلبت من كافة وزارات الخارجية والسفراء العرب في العواصم التي تعمل بها هذه المنظمات التنسيق الفوري مع الأمانة العامة تحو تحقيق هذا الهدف وتكليف المجموعة العربية في اليونيسكو بطرح موضوع الضم غير المشروع للحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية الإسرائيلية على اليونسكو. وأكدت اللجنة مجددا مطالبها برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والطلب من الولاياتالمتحدة اتخاذ مواقف واضحة من هذا الحصار الظالم واللا إنساني موضحة أنها سوف تعقد اجتماعا على المستوى الوزاري في نهاية الفترة المشار إليها للاتفاق على الخطوات المطلوب اتخاذها في ضوء نتائج المباحثات غير المباشرة مع التأكيد على ما سبق للجنة أن أعلنته بأنه في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار عمليات الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية فإن الدول العربية ستدعو مجلس الأمن للانعقاد للنظر في الصراع العربي الإسرائيلي بمختلف أبعاده وتأكيد الطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية عدم استخدام الفيتو باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك.