هناك الكثير من الأقاويل والأفكار المتداولة المتعلّقة بالقهوة. منها ما يشيد بهذا المشروب الذي يحل في المرتبة الثانية من حيث الاستهلاك بعد الماء بمعدل 800 مليار كوب في السنة، ومنها ما يضع آثاره السلبية على الصحة في الواجهة. وبالرغم من ذلك لا يمكن أن ننكر انتشارها ووجودها البارز في المجتمعات الغربية والشرقية حتى باتت الرفيق الحاضر في كل الجلسات الإجتماعية أكانت للعمل أو للتسلية بين الأصدقاء. اختصاصية التغذية في شركة نستله- الشرق الأوسط لين الخطيب تحدثت تفصيلاً عن آخر الدراسات العلمية المتعلّقة بفوائد القهوة على الصحة في حال تناولها باعتدال بما لا يزيد عن ثلاثة أكواب أو أربعة في اليوم، ناقضةً الأفكار الخاطئة التي انتشرت خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية عن مضارها على الصحة. لا تقتصر مزايا القهوة على دورها المنشّط وعلى اللذة في تناولها أو على رائحتها المميزة، بل لها تأثيرات إيجابية كثيرة على الصحة بحسب آخر الدراسات مما يقضي على الاعتقادات الخاطئة عنها. القهوة مضرة بالصحة أثبتت آخر الدراسات العلمية أن شرب القهوة باعتدال يعتبر آمناً تماماً ومفيداً صحياً. ويقصد بالاعتدال تناول ثلاثة أكواب أو أربعة في اليوم أي ما يوازي 300 مللغ من الكافيين. ويركز الاختصاصيون على أهمية الاعتدال في شرب القهوة لتجنب أضرارها على الصحة، كما يُطلب الاعتدال في كل المواد الغذائية التي نتناولها أياً كانت فوائدها. علماً أن كمية الكافيين في كوب القهوة تختلف بحسب تكوين حبوب البن وطريقة الغلي وقوة التحميص. مع الإشارة إلى أنه من الضروري احتساب كمية الكافيين التي يتم تناولها في أطعمة أخرى ومشروبات خلال النهار ضمن الكمية المسموح بها كالشاي والمشروبات الغازية والشوكولا ومشروبات الطاقة. ومن فوائد القهوة قدرتها على تحسين الأداء الذهني والجسدي. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة يبدون أكثر نشاطاً في العمل ويتحسّن مزاجهم. وفي الدراسة تساعد مادة الكافيين في القهوة على رفع مستوى التركيز والانتباه. إضافةً إلى دورها في تنشيط الطاقة في الجسم وتحسين الأداء الجسدي لدى ممارسة الرياضة. كما أنها تخفف آلام العضلات بعد التمارين الرياضية والشعور بالإرهاق. تسبب القهوة جفافاً في الجسم يسود اعتقاد بأن القهوة الغنية بالكافيين مدرّة للبول بكثرة وقد تسبب جفاف الماء في الجسم. في الواقع أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن شرب القهوة باعتدال يدر البول بالنسبة نفسها التي يدر فيها الماء البول. لا بل أكثر، تزيد الإثباتات العلمية التي تؤكد أن شرب القهوة باعتدال يعتبر مصدراً مهماً للسوائل ضمن النظام الغذائي، إذ يحتوي كوب من القهوة على 150 مل من الماء أي نسبة 10 في المئة من كمية السوائل الموصى بتناولها يومياً. علماً أن كمية الماء التي يجب تناولها يومياً هي بمعدل ثمانية أكواب. يسبب شرب القهوة ارتفاع ضغط الدم رصدت الدراسات العلمية الحديثة ارتفاعاً بسيطاً في ضغط الدم لدى تناول الشخص غير المعتاد على الكافيين، القهوة. في المقابل تتحسن القدرة على التحمل في حال زيادة الاستهلاك والاعتياد على شرب القهوة خلال يومين أو ثلاثة. لكن بشكل عام، ينصح الأشخاص الذين يعانون حساسية ضد القهوة بالحد من تناولها أو بعدم تناولها إطلاقاً بحسب حاجاتهم وقدرات أجسامهم تجنباً لأي مضاعفات. القهوة تضر بصحة القلب بيّنت الدراسات العلمية أن تناول القهوة باعتدال ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن غير مرتبط بالإصابة بالأمراض القلبية. ويعتبر تناول القهوة آمناً لمرضى القلب ولا يؤدي إلى زيادة معدل دقات القلب كما هو شائع. لكن بشكل عام ينصح مريض القلب باستشارة الطبيب لتحديد الكمية التي يمكن استهلاكها بحسب حالته وقدرة تحمّل جسمه. علماً أن تأثير القهوة يختلف بحسب نوعها وطريقة إعدادها حيث تختلف نسبة مكوناتها الغذائية بين نوع وآخر. تسبب القهوة القرحة والحرقة ثمة مسببات عدة للحرقة أو الحموضة في المعدة أهمها تناول الطعام الغني بالتوابل. لكن في إحدى الدراسات التي شملت 394 مريضاً يعانون الحرقة لم تظهر علاقة بين تناول القهوة ومعدل الحموضة . لكن ينصح الأشخاص الذين يعانون الحرقة بتخفيف كمية القهوة التي يشربونها أو بإضافة الحليب إليها بحسب درجة الحساسية التي يعانونها. إضافةً إلى أهمية اتباع نظام غذائي مناسب لحالتهم. يجب أن تمتنع الحامل عن شرب القهوة بحسب الدراسات، لا يسبب تناول 300 مللغم من الكافيين في اليوم مضاعفات أو تأثيرات سلبية. كما أن تناول القهوة باعتدال لا يؤثر سلباً في الخصب ولا يسبب تشوهات خلقية للجنين كما يعتقد البعض. لكن لأن معدل امتصاص جسم الحامل للكافيين يكون أكثر بطئاً مقارنةً مع غيرها، ينصح بأن تخفف استهلاكها إلى 200 مللغ من الكافيين في اليوم كحد أقصى أو ما يوازي كوبين أو ثلاثة من القهوة.وتنصح الحامل باستشارة الطبيب الذي يحدد لها الكمية التي يمكن أن تستهلكها بحسب درجة اعتيادها وبحسب حاجاتها. تخفف القهوة قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم يؤدي تناول الكافيين إلى خسارة الجسم كمية صغيرة من الكالسيوم بشكل موقت. لكن سرعان ما يعوّض الجسم بعد ساعتين أو ثلاث بتخفيف استهلاك الكالسيوم بحيث يبقى مخزون الكالسيوم في الجسم هو نفسه. لذلك يمكن التأكيد أنه ليس صحيحاً ما يقال عن أن شرب القهوة يؤثر سلباً على صحة العظام، خصوصاً أن معظم الدراسات التي أجريت لم تظهر رابطاً بين تناول الكافيين ومعدل كثافة العظام أو خطر حصول كسور في الحوض. وبالتالي ينصح الذين لا يحبون مذاق الحليب بإضافة القهوة إليه للحصول على حاجة الجسم من الكالسيوم. وفي ما يتعلّق بحاجة الجسم من الكالسيوم، يجب تناول 1000 مللغ من الكالسيوم يومياً يمكن الحصول عليها بتناول الحليب ومشتقاته بمعدل ثلاثة أكواب من الحليب أو ما يعادلها. علماً أن كوب الحليب يحتوي على ثلاث ملاعق من الحليب. تسبب القهوة الإدمان في الواقع لا تسبب القهوة الإدمان بل تصبح متعة تناولها باستمرار عادة. هذا إضافةً إلى تأثيرها الخفيف كمنبّه. لكن لا يعتبر شربها إدماناً. وقد صدر عن منظمة الصحة العالمية أن الكافيين لا يؤثر على الدماغ بالطريقة نفسها التي تؤثر فيها المواد المسببة للإدمان، خصوصاً أن من يوقف تناول القهوة تدريجاً لا يعاني الأعراض الناتجة عن الانقطاع عن تناولها كالصداع والخمول.