منح بركان أيسلندا، الذي انفجر في وقت سابق من العام الجاري، فرصة نادرة للعلماء لدراسة الأثار المحتملة للأنشطة البركانية على مظاهر الحياة البحرية في أعماق المحيطات، خاصة أن البركان كان الأول الذي ينفجر تحت منطقة متجمدة منذ ما يقرب من مائتي عام. ويعكف فريق من العلماء، يتواجد حالياً في أقصى شمال المحيط الأطلسي، على دراسة الأثار الجانبية التي قد تنجم عن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وبعض العناصر الأخرى التي قد تصدر عن الأنشطة البركانية، في المياه العميقة للمحيطات. وهذه البعثة، التي تضم باحثين من "المركز الوطني لدراسة الحياة في المحيطات"، في "ساوثامبتون" بالمملكة المتحدة، كان من المقرر إرسالها قبل سنوات عديدة من انفجار بركان "إيجافجالاجوكول"، بجنوب أيسلندا، أواخر مارس/ آذار الماضي. وجاء انفجار البركان بمثابة "فرصة مواتية" للعلماء، لدراسة مدى تأثير الأتربة البركانية على مستوى نسبة الحديد في المياه، وتأثير ذلك على مدى نمو الكائنات البحرية، وخاصة الطحالب والنباتات المغمورة والمعلقة، التي تنمو في أعماق المحيطات. وتُعد هذه النباتات والطحالب البحرية في غاية الأهمية للحفاظ على النظام البيئي، حيث تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يساعد على توازن نسبة الأكسجين، اللازم لبقاء الكائنات الأخرى، في المياه. وعادةً ما يرتبط نمو تلك الكائنات النباتية بمستوى عنصر الحديد في المياه، ويُعتقد أن منطقة القطب الشمالي من المحيط الأطلسي واحدة من المناطق التي تعاني نقصاً في الحديد، حيث تنبض تلك النباتات بالحياة في الربيع، قبل أن تعود إلى الموت في الصيف. وأبلغ البروفسور إريك أشتربرغ، الذي يقود فريقاً يضم 22 عالماً، من على متن السفينة "ديسكفري"، CNN بقوله: "إننا محظوظون جداً لأن البركان أعطانا فرصة وخبرة طبيعية مذهلة." وأضاف قائلاً: "في المعتاد تكون مستويات الحديد هنا ضئيلة للغاية بعد انتهاء فصل الربيع، وإنها (النباتات) لا تنمو جيداً في الصيف، ولكن بعد البركان، هناك الكثير من الحديد في مياه المحيط، لذا فإننا لدينا فرصة مذهلة لدراسة ما إذا كان الحديد سيبقيها حيةً لفترة أطول." وتابع: "نحن نلاحظ ارتفاع مستويات الحديد مقارنةً بالسنوات السابقة، ونعتقد أن ذلك بسبب الأتربة البركانية، نحتاج إلى إجراء مزيد من التحاليل المعملية، قبل أن نؤكد أن البركان ساعد تلك النباتات البحرية على النمو بشكل مطرد." وبدأت الرحلة العلمية في الرابع من يوليو/ تموز الماضي، ومن المقرر أن تستغرق خمسة أسابيع، ووصل أعضاء البعثة حالياً إلى منطقة في شمال المحيط الأطلسي، تقع بين "غرينلاند" و"أيسلندا." يُذكر أن أيسلندا، المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي عبارة عن جزيرة بركانية في شمال المحيط الأطلسي، وهي عبارة عن صحراء متجمدة مكونة من جبال وأنهار متجمدة وبراكين ومناطق زراعية تمتد على طول المناطق المنخفضة القريبة من الساحل.