نظرات دهشة وتعجب ارتسمت على وجه ملكان كومار، الذي يعمل خياطاً في أحد محال العباءات النسائية، خصوصاً بعد ورود أسئلة متكررة من زبونات يتوافدن على محله في سوق الدمام، «عندك عباية الوطواط؟». وأوجد هذا السؤال عدداً من التساؤلات حول الكلمات التي سمعها كومار، والتي لم يفهم منها سوى «عباءة»، إذ لم يتخيل يوماً أن تصبح شخصية «الرجل الوطواط» الكرتونية، ضمن مراجعه لموديلات العباءات النسائية. وب«هزة رأس هندية» يبتسم كومار، ويخرج صوراً كرتونية «للثعلب»، و«الفراشة»، وغيرها من الموديلات، التي تشهد طلبات كثيفة من الفتيات، وتجعل الطلبات لديه بالحجز المُسبق، نظراً لرواجها الكبير خلال الفترة الماضية، بعد ان بدأت في الانتشار بين هذه الأوساط، وبخاصة ممن يبحثن عن «التميز» على حد تعبيره. ربما يبدو غريباً، ان تختار نساء أسماء حيوانات لإطلاقها على عباءاتهن، بما يتلاءم مع طريقة لبس العباءة وشكلها، بخلاف ما كانت عليه في السابق، فهناك اليوم «الثعلب»، و«الوطواط»، و«الفراشة»، وأسماء أخرى دخلت عالم العباءات النسائية من أوسع أبوابه، لتشكل «صيحة جديدة في هذا المجال»، على حد تعبير العاملين في هذا السوق. ولا تجد المرأة أسهل من اسم العباءة في البحث عنها، بدلاً من إهدار الوقت في السؤال عن أحدث الموديلات. ويلفت بشير، الذي يعمل في تفصيل العباءات النسائية منذ 28 عاماً، إلى أنه لم يكن تُُطلق أسماء على العباءات في السابق. وأن المرأة تطلب تفصيلها من دون الدخول في أي تفاصيل معقدة، بخلاف ما يحصل حالياً، إذ يتم اختيار شكل العباءة وتصميمها، اعتماداً على الإنترنت، أو من مجلات الأزياء. إلا أن اللافت في الأمر هو المسميات الجديدة للعباءات، التي بدأت النساء في إطلاقها عليها، والتي دائماً ما ترتبط بالحيوانات، مثل: «الجمل»، و«الثعلب»، و«الخفاش»، مشيراً إلى أن هذه الأسماء تعد «مُستحدثة وجديدة»، في هذا المجال. ويذكر بشير أن فئة الفتيات تمثل النسبة الأكبر في اقتنائها، إذ يقمن بتفصيلها ورسمها وفقاً لأحدث الموديلات والصرعات، لافتاً إلى أن هذه المسميات تأتي من دول مجاورة، ويقبلن عليه بكثافة، على رغم كلفتها الباهظة، التي تصل في بعض الأحيان إلى خمسة آلاف ريال، بحسب الموديل أو الإكسسوارات والقماش المستخدم في حياكتها. ويوضح أن هذه النوعية من العبايات لا تقتصر على الفئات العمرية الشابة فقط، بل تشمل جميع الفئات العمرية، من تسع إلى 50 سنة، نظراً لحرصهن على اقتناء الموديلات الجديدة في عالم العباءات. وتوضح مصممة الأزياء السعودية أفراح البشراوي، أن «معظم النساء يبحثن عن تصميم مميز وفريد من نوعه»، مشيرة إلى أن الفئات العمرية الشابة هي «أكثر الفئات طلباً لهذه النوعية من العباءات، لارتدائها في المناسبات والأفراح». وأكدت أن أكثر الأنواع انتشاراً هي «الوطواط»، ذو التصميم الخاص للإكسسوارات المُلحقة، والأكمام، والألوان المتداخلة بكثرة، مع الحفاظ على اللون الأساسي لها، وهو الأسود»، مضيفة ان «الأشكال المستحدثة للعباءات تلاقي رواجاً كبيراً بين الفتيات، اللاتي يحرصن على البحث عن الجديد في عالم العباءات كل عام».