طالب أحمد مسعود رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد الأسبق بفصل الاتحاد السعودي عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفقًا لما هو معمول به في كل الأنظمة العالمية الساعية نحو التفريق بين الجهة المشرعة والمنظمة، مشيرًا إلى أن الوضع مختلف في المملكة، فهناك جزء من الاتحاد ينتخب والجزء الآخر يعيّن بواسطة رعاية الشباب، مبينًا أن تقرير لجنة تطوير الرياضة قد صرفت عليه مبالغ مالية كبيرة، مناشدًا المسؤولين أن يخرجوا ما فيه للناس حتى يتم تنفيذ ما جاء فيه، نافيًا حدوث أي نوع من التصادم بين عمل اللجنة والرئاسة العامة لرعاية الشباب. كذلك أرجع مسعود ما يحدث في الأندية الرياضية من صراعات إلى تكوينها المعتمد على الإداريين الهواة، مبينًا أن هذا الوضع لن يسمح بتطور الكرة السعودية، رافضًا ما يحدث من بعض الأعضاء ممّن يدفعون المال ويتدخلون في القرارات الإدارية للنادي، مشيرًا إلى أن الحاجة إلى الداعمين ماليًا ليست بالمطلب الضروري لأي نادٍ إذا تمتع بعقلية إدارية تعرف كيف تجذب المال إلى النادي، منوّهًا إلى إمكانية تحويل الأندية الرياضية إلى شركات مساهمة عامة أسوة بالمصانع والمحال التجارية على أن يكون لها سجل تجاري وتمنح التصديق من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. في سياق هذا الحوار سنقف على الظروف التي مر بها المرزوقي في فترة رئاسته لنادي الاتحاد، ومن الذي سعى إلى إقالته، ولماذا تضافر أعضاء الشرف واللاعبون على تنحيته، وماذا حل في فترة رئاسته الثانية، وتجربته في جمعية البر.. وغير ذلك من المحاور الأخرى. * هناك تدهور في المجال الرياضي في المملكة أبرزه الغياب السعودي عن كأس العالم، إضافة إلى فقدان بعض البطولات على مستوى الأندية.. فكيف ترى هذا الضعف؟ أشكرك على هذا الحوار، وأجمل ما فيه أنه ليس خاصًا بنادي الاتحاد، وإنما بصفة عامة. الرياضة في السعودية تحتاج إلى دعم كبير من المسؤولين أصحاب القرار، بمعنى أن الموسم الرياضي لدينا لا أحد يعرف متى يبتدئ. الرياضة لدينا ليست لها هوية. ينبغي أن يبدأ تطوير الرياضة من المدارس لأنها هي الأساس الذي لا يمكن تجاهله، وأن تكون هناك حصص رياضية كافية ودرجات عليها؛ بهذه الطريقة يمكن أن نضرب عصفورين بحجر عندما نتمكن من تخريج رياضي ومتعلم. هذه إحدى النقاط الأساسية، وأذكر أنه كان هناك تكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز برئاسة لجنة تطوير الرياضة. تحسين الوضع الرياضي * بصفتكم عضوًا في هذه اللجنة.. ماذا أنجزتم؟ أنجزنا شيئًا كثيرًا. قمنا بدراسة كبيرة أنفقت عليها أموال كثيرة ومن أهم توصيات هذه الدراسة أن تبتدئ الرياضة من المدارس، وأن يتم تحسين الوضع الرياضي في المدارس، وأن تقام عليها الملاعب الكافية والمدربين الكافيين. الدراسة رفعناها لسمو الأمير عبدالمجيد الذي نعتقد أنه رفعها بدوره للجهات العليا التي تتخذ القرارات المناسبة. لا اصطدام * سمعنا أن اللجنة اصطدمت بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وأن هناك ازدواجية أو خلافًا حول بعض القضايا الرياضية؟ هذا غير صحيح. اللجنة لم تصطدم بالرئاسة، والرئاسة كانت متعاونة جدًّا، وكان هناك عضو من الرئاسة في اللجنة، وهو الأستاذ سعيد جمعان، وهو أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم. لم يحدث اصطدام بل حصلنا على المعلومات المطلوبة، والتوصيات وضعت بناءً على دراسات ميدانية وواقعية ومن جهات متخصصة. إداريون هواة * مشروع الإصلاح الذي يتبناه الملك عبدالله طال كثيرًا من الميادين الاقتصادية والسياسية والقضائية.. فمتى نرى الإصلاح في المجال الرياضي؟ وما الجانب الذي ينبغي إصلاحه في الرياضة؟ في البداية لابد من فصل رياضة الاحتراف عن رياضة الهواية؛ لأن هناك فرقًا شاسعًا بين الاثنين. أن يكون في النادي الواحد جميع الألعاب بما فيها كرة القدم الاحترافية، ويكون مجلس الإدارة من الهواة فمن الصعب أن يتم الارتقاء بأي من الألعاب داخل هذا النادي، وبالتالي داخل المنتخب؛ لأن المنتخب يأتي من الأندية. لذلك لا بد من فك الألعاب الاحترافية، وكرة القدم هي النشاط الرياضي الاحترافي الوحيد، ولا بد أن يصبح المسؤولون عنها من المحترفين، وبعد ذلك يمكن أن نرى فرقًا كبيرًا في كرة القدم، لأن الأندية ليست لها ملاعبها التي يمكن أن تقام عليها المباريات، ولا تسع أكثر من 10 آلاف متفرج، ولا توجد حولها مواقف كافية للسيارات، ولا توجد داخلها المنشآت الخاصة باللعبة سواء من الناحية الطبية أو غيرها. نظام موحّد * هل هناك نظام للأندية الرياضية؟ نعم؛ هناك نظام موحّد لها. لكن لم يتغيّر النظام وظل الفكر على ما هو عليه. النادي المحترف لا بد أن تكون أنظمته ولوائحه مختصة بالاحتراف. الأندية الأخرى التي تحمل مسمّى (نادٍ رياضي ثقافي اجتماعي) هي أندية هواة. هناك حاجة لأن تكون هناك أماكن رياضية يلجأ لها شباب البلد ويقضي فيها وقته ويمارس فيها هوايته. نحتاج للاثنين. هناك فوضى في إدارة هذه الأندية، هل هناك رقابة على هذه الأنظمة؟ لا توجد رقابة مباشرة، لكن الرئاسة العامة تراقب الوضع. بالنسبة للأندية الهواة فالوضع يعتبر طيبًا ويمكن تطويره، لكن هذه الأنظمة لا تصلح للأندية المحترفة. من ينتخب لمجلس إدارة نادٍ يتم انتخابه بصورة عادية من أعضاء الشرف وغيرهم ويخدم تطوعهًا في النادي. لعبة كرة القدم لعبة احترافية وهذا الوضع لا يجدي. لا بد أن يكون هناك نظام خاص للأندية المحترفة ونظام خاص للاعب المحترف. اللاعب المحترف يديره مجلس إدارة هاوٍ ومتطوع. كيف يستقيم هذا الأمر؟ فساد منتشر * لماذا لا يكون هناك رئيس للنادي أو مدير متفرغ، وجهاز إداري للقضاء على هذه الفوضى التي تكون سببًا في انتشار الفساد المالي والإداري؟ الفساد منتشر لأن النظام نفسه لا يعطي المحاسبة للإدارة أو مجلس الإدارة. في النهاية لا بد للمجلس أن يقدم ميزانيته وتحديد الدخل والمنصرف، لكن لا توجد محاسبة على هذه الميزانية. المحاسبة الرئيسية ينبغي أن تكون من الجمعية العمومية. أكثر أعضاء الجمعية العمومية أفراد لا يستطيعون محاسبة مجلس الإدارة. هذه هي نقطة الخلل. النظام يقول إن الجمعية تتكون من ثلاث فئات: الأولى هي العضو العامل ويحتاج كل شخص لتسديد رسوم عضوية مقدارها 250 ريالاً، ويصبح عضوًا عاملاً وصوته له كلمة. هذا العضو مثله مثل العضو الذي يدفع 10 أو 15 مليونًا. هذا يعني أن هناك خللاً. من ضمن الأعضاء العاملين اللاعبون أنفسهم. كيف يمكن للأعضاء أن يصوتوا لاختيار أعضاء الإدارة ورئيسها وهو لاعب محترف يتقاضى رواتب في النادي؟ مرة أخرى أقول إن هناك خللاً. لذلك فإن النظام الحالي ينبغي أن يخضع للتطوير حتى يمكن تطوير لعبة كرة القدم في المملكة إلى ما هو أفضل مما هي عليه الآن. أعضاء بلا خبرة * هل أنتم في نادي الاتحاد تسيرون على هذا النظام، وهل لديكم مراجعة حسابية للميزانية، لأنه يقال إن المحاسب القانوني في كل الأندية الرياضية يتبع لمجلس الإدارة وهذا خلل كبير؟ هو لا يتبع لمجلس الإدارة ولكن يعينه المجلس أو بالأحرى تعينه الجمعية العمومية. لذلك فإن أكثر أعضاء الجمعية العمومية تنقصهم الخبرة والدراية وأكثرهم من المشجعين. القليل منهم من يعرف ماذا تعني كلمة ميزانية، وكيف يتم إعدادها؟ وكيف تناقش؟ وما هي بنودها؟ رئيس شعبي * نادي الاتحاد أصبح في الآونة الأخيرة مادة خصبة لوسائل الإعلام التي تؤكد انفجار الأوضاع فيه.. ما السر في ذلك؟ السر يكمن في كون الاتحاد ناديًا شعبيًّا وتشجّعه مختلف الطبقات، ولا توجد أي قيود على المشجعين، ويمكن لأصغر واحد منهم أن يتحدث مع رئيس النادي ويناقشه ويواجهه. في بعض الأندية الأخرى قد لا يكون ذلك ممكنًا، لاسيما إذا كان الرئيس من أحد أصحاب السمو، لذلك يكون هناك نوع من الحاجز. هذه الأمور تحدث عفويًّا. إذا كان رئيس النادي من الأمراء فمن الطبيعي أن يحس مشجع النادي نحوه بشيء من التقدير والمكانة. أمّا إن كان إنسانًا عاديًا فيمكنهم أن يحادثوه بصورة أكبر. * كيف هي أوضاع الاتحاد المالية؟ أصبح النادي تأتيه مصادر دخل ممتازة تفوق أحيانًا 60 مليون ريال من الاستثمارات عن طريق شركة الاتصالات وغيره، هذا خلاف المداخيل الأخرى والإعانات التي تأتي من رعاية الشباب. دخل النادي ارتفع في الفترة الأخيرة إلى مبالغ كافية وكبيرة. وجود هذه المبالغ يساعد الإدارة على القيام بأعمالها كلها. دعم وضغط * ولكن هناك مَن يقول إن الأموال تأتي من شخصيات معينة أفسدت الإدارة لدرجة طغى معها المال على الفكر الإداري، ما تعليقك؟ هذا صحيح ولكن أعزوه إلى حب الناس للنادي. من لديه أموال يريد أن يدعم النادي بطريقة أو بأخرى. لا مانع لديّ من أن يقوم أي شخص بدعم النادي، وأن يتم إعلان اسم الداعم، شريطة ألا يكون ذلك سببًا في التدخل في إدارة النادي. بعض من لديهم أموال يدفعون للنادي ويحاولون أن يضغطوا على إدارة النادي لاتخاذ بعض القرارات، وهذا خطأ كبير ومن السلبيات الكبيرة التي لا بد من تغييرها. كل هذه الأموال تضخ لصالح كرة القدم وليس للألعاب الأخرى. ما يذهب إلى هذه الألعاب المظلومة قليل جدًّا. كل الدعم أو 99% منه يذهب لكرة القدم. رأي واستشارة * نلاحظ أنك بعيد عن نادي الاتحاد في الوقت الحالي .. فلماذا أنت بعيد عن كرسي الرئاسة؟ قضيت فترتين في رئاسة النادي، وبتوفيق من الله تعالى حققت نجاحًا، ولابد أن تعطى الفرصة للآخرين ليقدموا ما لديهم، وألا يبقى الشخص في المنصب على الدوام. لكني معهم بالرأي والاستشارة، وعندما كان الدكتور خالد المرزوقي رئيسًا للنادي كنا معه بالفكر والاستشارة. إساءة وتجريح * خلال فترة الدكتور خالد المرزوقي كانت التجربة الإدارية ناجحة.. فلماذا استقال برأيكم؟ أعتبر خروج الدكتور المرزوقي لم يكن له داعٍ في المرحلة الحالية ونحن كاتحاديين خسرناه، لكن النقطة الأساسية هي أن هناك بعض الجماهير الذين يسيئون للإدارة ولرئيسها وتصل الإساءة إلى حد القذف وتخرج عن إطار النقد. هذه بلا شك تؤثر على الإنسان. لا بد للجمهور أن يكون أكثر وعيًا. صحيح أنهم يشجعون النادي ويريدون له الفوز والتوفيق ولكن هذا ليس سببًا يبرر للآخرين الإساءة لرئيس النادي أو للإدارة أو القذف في سمعتهم. هؤلاء لا يعلمون ما يدور خلف الكواليس، وربما لو عرف لقام بتقبيل رؤوس هؤلاء المسؤولين. أتمنى من الإعلام الرياضي أن يقوم بتوعية الجماهير الذي يسيء للآخرين. لا بد للجمهور أن يدرك أن هؤلاء الإداريين أتوا خدمة لناديهم ولا ينالون مقابلاً ماديًا. عندما تصل الإساءة إلى مستوى الأسر والأشخاص سيبتعد الإداريون بدون شك. ما الذي يدفعهم للاستمرار؟ هل يعقل أن أخدم النادي وأبذل أموالي وأسعى لإسعاد الجماهير بفوز فريقها ويكون جزائي الإساءة والقذف؟ أمر مرفوض * ولكن الأمر يرجع لخلافات وصراعات إدارية داخل النادي؟ وهذه موجودة أيضًا للأسف الشديد، وهذا يعتمد على مجلس الإدارة والتجانس بين أعضائه. الخلافات بين أعضاء المجلس الواحد هي التي تتسبب في ذلك. عندما يخرج أحد أعضاء المجلس ويتحدث عن زميله بصورة سيئة فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً. أتمنى من أعضاء مجالس الإدارة أن يحلوا مشكلاتهم داخل المجلس. لكننا لا نعرف أن يكون للآخر رأيه أو أن نتقبل هذا الاختلاف في الآراء. معظمهم يتصورون أن من ليس معهم في الرأي هو ضدهم، مع أن اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي. إذا جلسنا على طاولة واحدة إمّا أن أقنعك بوجهة نظري أو أن أقتنع بما تقوله. الجميع ينبغي أن يقبل بالاختلاف. هذه طبيعة البشر. * الأسماء المعروفة مثل إبراهيم أفندي وحسين لنجاوي وأحمد مسعود وغيرها من الشخصيات التي ارتبطت بتاريخ النادي لفترات طويلة غائبة عن النادي.. ما الأسباب وراء الابتعاد؟ هذه الأسماء غابت لأسباب كثيرة منها الصراعات، ولم ترد هذه الشخصيات الدخول في هذه الصراعات واكتفت بالابتعاد. استقالة وصراعات * تسلمت إدارة الاتحاد لفترتين وحققت نجاحًا ملحوظًا.. ولكن لماذا أقلت في الفترة الأولى؟ بسبب صراعات داخل النادي. اتفق اللاعبون مع بعض أعضاء الشرف ورفعوا خطابًا للمغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد، وبكل طيبة نفس حدثت مفاهمة قضت بأن أتقدم باستقالتي، وقد كان أن ذهبت أنا ومعي الإدارة كلها رغم أني كنت المقصود الرئيسي. تغييب الجمعية العمومية * ما كان موقفك عندما رأيت اللاعبين يتقدمون بهذا الطلب للرئاسة؟ أرى أنه من المفترض إذا كان في النظام الذي يعين ويختار رئيس مجلس الإدارة هو الجمعية العمومية فمن المفترض أن تكون الإقالة من الجمعية العمومية نفسها وليس الجهة المشرفة على النشاط الرياضي. هذا رأيي حتى لا يتقدم شخص بطلب للرئاسة لإقالة مسؤول ما من إدارة النادي. * هل هناك نظام يمكن أن يمنع هذه التدخلات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى لا تهيمن على الأندية الرياضية؟ هذا النظام لا بد أن يصدر من جهة أعلى. * هل نظام الأندية صادر من مجلس الوزراء؟ أبدًا. النظام صادر من رعاية الشباب. الرياضة في مجلس الشورى * ألا توجد مطالبات بأن يعاد مراجعة هذا النظام بواسطة مجلس الشورى أو مجلس الوزراء على غرار الأنظمة الأخرى في الدولة؟ مجلس الشورى بدأ يتناقش مع الرئاسة، وأذكر أن مجلس الشورى أصبح يساءل رئاسة الشباب عن جزء من ميزانيتها التي صرفت في الصيانة، ونشرت الصحف أن مجلس الشورى قال للرئاسة إنها صرفت 700 مليون على صيانة مبانيها من الميزانية البالغة مليار و200 مليون. الرئاسة ردت بأنها صرفت 400 مليون وليس 700، وتساءل أحد الكُتّاب الذي لا علاقة له بالرياضة عن التفاوت في المبلغ بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومجلس الشورى وأن الحقيقة لم تتضح بعد رغم أن النقاط التي طالب المجلس بإيضاحها كثيرة، ولم تتم الإجابة إلا على نقطة واحدة. فصل ضروري * هل ترى أن الحل قد يكون في فصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ لا بد أن يحدث هذا. النظام العالمي أن اتحاد اللعبة لا بد أن يكون بعيدًا عن الجهة المشرعة والمنظمة التي هي في المملكة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. اتحاد اللعبة يمثّل اللعبة وكل أطرافها لا بد أن تكون موجودة فيه، وأن يتم انتخابهم حتى يدافعوا عن حقوق أنديتهم. الوضع عندنا مختلف. جزء من الاتحاد لدينا ينتخب والجزء الآخر يعين بواسطة رعاية الشباب. * نعود إلى اللجنة التي أمر بتكوينها خادم الحرمين الشريفين بعد النتائج السيئة للمنتخب السعودي، ويبدو أن من أهدافها تحديد الأخطاء، ما النتائج التي توصلت لها اللجنة، لأننا لم نسمع شيئًا عنها؟ العيب ليس في اللجنة، والخطأ ليس خطأها، وهي رفعت توصياتها. بالمناسبة لم تكن لجنة واحدة بل مجموعة لجان. هناك لجنة لكرة القدم، ولجنة مالية، ولجان أخرى. التقرير كان متكاملاً. * ما أبرز الحلول التي وضعتموها؟ الحلول كانت مدروسة وهناك شركات متخصصة قامت بالدراسة ووضعت مقترحاتها. المبلغ الذي أنفق في الدراسة كان مبلغًا كبيرًا. على المسؤولين أن يقوموا بإخراج التقرير، وأن ينشروا ما يهم الناس فيه. * ما رأيك في الإعلام الرياضي؟ الإعلام الرياضي نفسه يعتبر هاويًا، وهو أسهل عمل يمكن أن يمارسه الشخص. كل من لديه قلم يمكنه أن يكتب ما يشاء ويرسله إلى صحيفة ما ويتحدث عن أحد الأندية، وعلى الفور يصبح إعلاميًّا رياضيًّا. لابد أن يكون العمل أكثر تنظيمًا وتقنينًا. الرياضة مجموعة عناصر تكمل بعضها حتى يمكن النهوض بالمستوى، ومن ضمن هذه العناصر الإعلام الرياضي الذي يلعب دورًا أساسيًّا، وكذلك الجمهور الرياضي الذي لا بد أن يكون أكثر وعيًا وأخلاقًا، وكذلك إدارات الأندية ولاعبيها. هناك مجموعة من العناصر. محاسبة الصحفي * هناك من يرى أن بعض الشخصيات الفاعلة في الأندية أصبحت تؤثر في الإعلام الرياضي.. كيف ترى هذا الموضوع؟ وهل ترى أن الإشكالية الرئيسية من الأندية؟ الإشكالية ليست من الأندية. اللاعبون الرئيسيون من خارج الأندية، وهي شخصيات رياضية. لا يمكن أن تمنع هذه الشخصيات من الكلام. أنا كرئيس تحرير أستطيع أن أحاسب الصحفي الذي لا يستطيع أن يثبت ما كتبه بالمستندات الكافية. كذلك لا بد للصحفي أن يكون محترفًا. إذا كان باستطاعة الإداري أن يتحدث كما يشاء للصحفيين، ويقوم رئيس التحرير، أو رئيس القسم الرياضي بإجازة هذه المادة. فالعملية هنا تكون مشتركة وليست على الرياضيين أو الإداريين فقط. عناصر النجاح * أربع بطولات حققتها خلال فترتك الثانية.. ما الأسباب وراء هذه النجاحات اللافتة؟ السبب الرئيسي يعود لأعضاء المجلس الذين عملوا معي، وأعتبر أن كلاً منهم أفضل مني وأحسن مني خلقًا وعلمًا. العمل الإداري لا بد أن يكون متكاملاً. لا بد من وجود من هو ملم بكرة القدم، ومن هو ملم بالنواحي المالية. هذه أحد العناصر الأساسية وهي أن تحسن اختيار العاملين معك في المجلس. العامل الثاني هو أنه كانت لدينا مجموعة من اللاعبين الذين يمكن بدفعة بسيطة أن تصنع منهم لاعبين متميزين. أدلل لك على كلامي حمزة إدريس الذي كان في تلك الفترة أفضل لاعب ونال درعًا آسيويًا، وكانت نفسيته قبل هذه الفترة متدنية، وكان مستواه غير جيد. استطعنا أن نساعده على استعادة مستواه، وذلك عندما ساعد نفسه وأصبح لاعبًا مميزًا. وجود اللاعبين المميزين الذين استطعنا أن نبث فيهم روح الفوز والمسؤولية عامل أساسي. هؤلاء اللاعبون يمكنك أن تستثيرهم ليقدموا لك عطاءً بلا حدود، ولا يتوقفون في فترة ما. العامل الآخر هو أن الناحية المالية كانت جيدة وكنا لا نؤخر مكافآت اللاعبين أو رواتبهم أو مكافآت الفوز. هذه من الأسباب الرئيسية. كذلك كنا معتدلين في الصحافة، ولم نكن نهاجم الآخرين. كل الأندية الأخرى كانت تجمعنا بها علاقات طيبة. لم نكن نعادي أحدًا. ما بيني وبين الآخرين هو البساط الأخضر الذي نفوز عليهم داخله. خارج البساط الأخضر نحن إخوة. كثير من العائلات بها من ينتمون إلى أندية متعددة. معارضة بشدة * لديكم «الداعم» و«المؤثر» و«الفاعل» وهذه الشخصيات تمتلك قرارات رئاسة النادي وتحدد من يأتي ومن يذهب مما عطّل الإرادة الجماهيرية ولم تعد الانتخابات واقعًا ملموسًا وإنما تعود لهذه الشخصيات، ما هو تعليقك على هذا؟ أعجبتني كلمة للأخ محمد بن داخل في صحيفة اليوم عندما قال إنني لا أقبل فرض أسماء، وعندما سألوني في اليوم التالي قلت إنني أؤيده. أنا من المعارضين بشدة لأن يقوم شخص أو اثنان أو ثلاثة بتسيير مجلس الإدارة أو تسيير رئيسه. هذا معناه أن رئيس النادي لا شخصية له. لكن لا مانع من الاستئناس بآرائهم أو استشارتهم، وإذا كان للرئيس رأي مغاير يمكن أن يشرحه لهم مدعمًا بالأدلة المقنعة، ولكن في الآخر الرأي لرئيس النادي. العملية ليست سلطة أو سيطرة. الرئيس هو الذي يضع يده في النار ويعرف المشكلات التي في النادي والحقائق الواقعية. عندما يأتي شخص بعيد عن الأمور التنفيذية اليومية ويقوم باتخاذ قرار ما فمن الصعب أن يوافق الرئيس على ذلك، ولكن أفضل طريقة هي الجلوس معه ومناقشته. إذا كان رأيه مقنعًا يؤخذ به، أمّا إذا كانت مجرد أمور عاطفية أو رغبات لأشخاص آخرين فهذا ما لا يكون. * بالنسبة للاستثمار الرياضي يقال إن رؤساء الأندية كانوا ينفقون على الأندية، الآن في زمن الاحتراف يقال إن النادي هو الذي يحقق الإيرادات، والأندية ليست بحاجة إلى رؤساء أثرياء بل تحتاج إلى من يملكون العقليات الإدارية. ما قولك؟ الفرصة الآن للشباب المتعلم والمتمكن من النواحي الرياضية والإدارية. وعلى أعضاء الشرف أن يختاروا هؤلاء لأنهم سيكونون مكسبًا للنادي. لا حاجة الآن لرئيس أو أعضاء يدفعون الأموال. تستطيع إذا كنت صاحب عقلية إدارية أن تجتذب أموالاً للنادي. تحويل الأندية إلى شركات * هل يمكن أن تتحول الأندية إلى شركات قطاع خاص؟ هذا بيد المسؤولين، وسبق أن تحدثت في هذا الموضوع أكثر من مرة، ولكن يهيأ لي أن رؤيتي تختلف عن الآخرين. إذا كنت تريد أن تقيم مصنعًا تستطيع بسهولة أن تذهب إلى وزارة التجارة لتستخرج سجلاً تجاريًّا، ومن ثم تذهب لوزارة الصناعة لتحصل على التصريح. ما الذي يمنع أن يكون نفس الأمر في الرياضة؟ يمكن أن آخذ سجلاً تجاريًّا وأذهب إلى رعاية الشباب لتعطيني التصريح. يمكن لرعاية الشباب أن تحوّل الأندية إلى شركات مساهمة وينطبق عليها نفس نظام الشركات المساهمة أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة، ويمكن لشخص واحد أن يمتلك النادي. البعض قد يقول إن هذه الأندية لها مشجعوها ومحبوها. المشجع الخارجي لم يدخل إدارة النادي ويهمه في الأخير أن يفوز الفريق. إذا استطاع شخص ما أن يحقق آمال الجماهير في الفوز فهذا هو المراد. فرصة للاستثمار * هل هناك ما يمكن أن يسمى بالاستثمار الرياضي؟ نعم بالتأكيد. الرياضة كلها أموال. شعار النادي لوحده يمكن استغلاله هو وما يتبع الشعار من فانلات وأحذية. كذلك يمكن التفكير في إنشاء المراكز الرياضية. هناك إحصائية تقول إن لكل 4 آلاف شخص في أوروبا هناك نادٍ. مقارنة بالمملكة نجد أن هناك ناديًا لكل 150 ألف شخص. لذلك توجد فجوة تحتاج إلى أن تملأ بالأندية. هذه فرصة كبيرة للاستثمار وإيجاد أندية للشباب ورياضة الشباب واستغلال أوقاتهم في ما يفيد. إشاعة إيطالية * ما قصة شرائك لنادٍ في إيطاليا؟ (ضاحكًا) القصة غير حقيقية، ويبدو أن الإيطاليين من أطلقوها لأنها لم تنشأ من المملكة. ذكر اسم دونادوني وهو لاعب إيطالي لعب في الاتحاد. * أليست لك استثمارات خارج المملكة؟ ليست لديّ استثمارات في الخارج. انجازات جمعية البر * ننتقل إلى جمعية البر الخيرية.. كيف ترى تجربتك فيها؟ أنا من الأعضاء المؤسسين. كنا خمسة أعضاء أسسنا جمعية البر بجدة، وكان هذا قبل 30 سنة. اجتمعنا مع مجموعة من الإخوان -جزاهم الله خيرًا- وقررنا القيام بعمل اجتماعي وخيري وفكرنا في تأسيس جمعية البر وتقدمنا بطلب والحمد لله حصلنا على التصديق، وكان أمير المنطقة في تلك الأيام المغفور له الأمير ماجد بن عبدالعزيز. كان النظام ينص على أن يبارك الأمير هذه الخطوة، وقد كان. وأصبح الرئيس الشرفي للجمعية. بدأنا بمقر تبرع به آل البترجي، وكان عبارة عن فيلا في الشرفية، وأعطونا إياها بدون مقابل. قرر الإخوة أن أكون رئيس مجلس الإدارة، وبهذا كنت أول رئيس لمجلس إدارة الجمعية واستمررت لمدة 13 سنة. لم تكن الجمعية تملك ولا ريالاً في البداية، والحمد لله وصلت التبرعات السنوية إلى أكثر من 30 مليونًا وخلال فترتنا تمكنا من بناء المقر الحالي للجمعية. من أهم الأشياء التي قمنا بعملها رعاية الأطفال الأيتام ومجهولي الأبوين. كانت الجمعية رائدة في هذا المجال والحمد لله كنا متميزين في هذا. العمل الخيري يحتاج أيضًا إلى تنظيم والحمد لله تمكنا من تنظيم الجمعية بالطريقة التي تمكنها من أداء واجبها. الإخوة في مجلس الإدارة أسهموا مشكورين وكلهم من المتميزين ومنهم الأستاذ حمد باحارث ومازن باحارث والمهندس عبدالعزيز حنفي كان في أول مجلس إدارة. كانت هناك مجموعة متميزة. إجراءات منضبطة * لكن قبل 15 سنة سمعنا عن حدوث بعض المشكلات في الجمعيات الخيرية، وأن الأموال تهدر وتصرف في مجالات غير المحددة لها؟ الإدارة التنفيذية كلها من المحترفين الذين يعملون برواتب وليسوا متطوعين. كان لدينا محاسب ومراجع قانوني ممتاز. بعد ذلك مخافة الله. كنا نعمل بأنفسنا ولم نكن نترك الأمر على الموظفين ونقوم بالحضور اليومي ونشرف على توزيع الإعانات. حتى تسير الجمعية بدون مشكلات ويقال عنها هذه الأقاويل لا بد أن تكون إدارتها محترفة، وأن تكون هناك رقابة محترفة من جهة الشؤون الاجتماعية، وتعيين المحاسب القانوني لا بد أن يكون من جهة إشرافية. رأسمال غائب * كيف كان رأسمال الجمعية واستثماراتها، هل كانت مفتوحة أم كان العمل يتوقف على الإعانات والهبات؟ كنا نعتمد على الإعانات والهبات وهذا شيء أساسي... * ألم تفكروا في الاستثمار؟ فكرنا ولكن حتى تستثمر لا بد أن يكون لك رأسمال. بالفعل والحمد لله تمكّنا من إيجاد دخل طيب. لم نكن نصرف كل الدخل وما كنا نصرفه على تشغيل بيت الأطفال ونرفع جزءًا للاستثمار، واشترينا بالفائض الموقع الحالي، وكان سعر المتر 300 ريال ويساوي في الوقت الحالي أكثر من 3 آلاف ريال. بنينا المقر والمشروع ومجموعة من المعارض التي تحقق عائدات. من ساعدنا وأرى أنه من الواجب أن يعرف الناس ما قدمه المهندس صبحي بترجي الذي تبرع بمبلغ من المال لم يسلمنا إياه، ولكنه قام بتشغيله وكان يعطينا من فوائده. هذه كانت إحدى الأفكار التي ساعدتنا كثيرًا. بترجي وضع مبلغًا طيبًا وكانت أرباحه كثيرة وتأتينا بانتظام. هذه من الأفكار الجيدة في الأوقاف وهي صدقة جارية. إذا استطعنا أن يوقف البعض مشاريع استثمارية لصالح الجمعيات فإنها تدر أرباحًا طيبة. زحمة جدة * هناك اتهامات تواجه رجال الأعمال في جدة مفادها أنهم هربوا منها وصاروا يستثمرون خارجها، كيف ترى هذه الاتهامات؟ أنا أرى عكس ما تقول. جدة تشهد مشاريع كثيرة بصورة ملحوظة سواء عمائر أو مشاريع. جدة مزدحمة كثيرًا في هذه الأيام، وهذا دليل على وجود مشاريع بها، قد يكون سبب ما تقول هو الإصلاحات التي نشاهدها في الشوارع والجسور والأنفاق التي يجري إنشاؤها قد سببت مضايقات في الشوارع. - أحمد عمر مسعود.. الاتحادي الأكثر إنجازًا وُلد رئيس نادي الاتحاد الأسبق أحمد عمر مسعود بمدينة جدة في العام 1360ه، وأكمل مراحل تعليمه بها، ثم حصل على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال من أمريكا. بدأ حياته العملية في شركة بترومين في الرياض ثم انتقل إلى مدينة جدة ليعمل مديرًا لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور أحمد زكي يماني. وبعد تقاعده تفرغ للأعمال الحرة وشغل وظيفة العضو المنتدب لشركة التلال، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الراجحي المصرفية للاستثمار. له نشاطات خيرية واجتماعية حيث ترأس مجلس ادارة جمعية البر الخيرية بجدة. ولعل المجال الرياضي أحد أبرز المجلات التي أطل منها مسعود، حيث لم يكن ظهوره مع نادي الاتحاد مقصورًا على الرئاسة فحسب؛ بل كان المسعود أحد لاعبي فريق كرة القدم الاتحادي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الهجرية، لتجيء رئاسته للاتحاد على فترتين، حقق فيهما العديد من الإنجازات، فقد حقق فريق كرة القدم الأول خلال فترتي رئاسة المسعود تسعة بطولات رسمية تشكل أكثر من ثلث بطولات فريق كرة القدم الاتحادي عبر تاريخه. كما تميزت فترته بعدد من الأولويات والأحداث من أهمها حصول الاتحاد على البطولة الخليجية عام 1999والبطولة الآسيوية في العام نفسه، وكأس السوبر السعودي المصري عام 2001 م. وغيرها من الإنجازات الأخرى التي تحققت في فترة رئاسته.