نحن على أعتاب امتحانات ( نهاية العام ) وكثيرة هي استعدادات الأسر من أجل أبنائهم حتى يساعدوهم على النجاح والتفوق، وفي هذا المقال بإذن الله سنعطيكم أيها المربون الموفقون بعض النصائح من أجل دفع ابنائكم نحو القمة. وفي مثل هذه الأيام من كل عام يبادر بعض الأزواج إلى اختلاق أعذار واهية للهروب من المنزل، للتنصل من مسئولية الإشراف ومقابلة الأبناء ومراقبتهم في هذه الفترة ومساعدتهم في المذاكرة والمراجعه النهائية، ليلقوا بهذا العبء السنوي على الأمهات في الوقت الذي يشارك فيه الزوج في النجاح في حين تتحمل الأم وحدها الإخفاق إن حدث. ويزداد العبء على الأم الموظفة خاصة التي يكون عملها خارج المدينة ما يوقع الأمهات تحت ضغط نفسي كبير ما بين إنجاز أعمالهن الوظيفية ومتابعة سير دراسة الأبناء، ومن ثم كان علينا أن نتوجه إلى كل أب بضرورة حشذ المنشار من أجل ابنه, وأن يكون خير عون لأبنائه في هذه الفترة، ولذا نضع هذه الكلمات بين يدي الأب والأم لتكون لهم نبراسًا يهتدوا به في الأخذ بأيدي أبنائهم إلى النجاح والتفوق. أولًا: اشحن البطارية بالتحفيز: فالتحفيز له أثر فعال على الإنسان، خاصة إذا كان الفرد يريد أن يحقق هدفًا معينًا، فإنك حينما تحفز ولدك بأن تقول له: إذا حصلت على درجات عالية سأشتري لك دراجة أو جهاز كمبيوتر، فهذا يدفعه لأن يبذل كل ما في وسعه من أجل نيل جائزته، (فإن النجاح يولد باعثًا داخليًا، عندما يمتدح رئيسك عملك، ينتابك شعور بالنجاح وتستمر في العمل بجد. وكذلك يمكنك استخدام النجاح لتعطي طفلك دافعًا على إيجاد باعث داخلي، فقم بإظهار السلوك الجيد لأطفالك وقراراتهم، وحينها سيشعر طفلك بالنجاح، والنجاح يحثه على الاجتهاد في عمله، فمثلًا عندما تمتدح طفلك على تنظيفه لحجرته، سوف يشعر بتحسن داخلي ويتملكه الشعور بالنجاح، وسوف ينتج عن ذلك أن يكون أكثر حماسًا للمحافظة على نظافة حجرته. وفي الواقع أن كثيرًا من الأطفال يشعرون بأنهم غير ناجحين، وعادة ما يكون هذا الاعتقاد خاطئًا, وإنما وجد هذا الاعتقاد بسبب الفشل المتكرر الذي تسببه التوقعات الزائدة أحيانًا، فقم بتصحيح هذه المشكلة بإلقاء الضوء على الإيجابية، وأظهر فعالياتها، وأوضح لطفلك أين التقدم الذي استطاع أن يحققه، وقم بتشجيعه ليكون واثقًا بنفسه، فهذا يساعده على إيجاد شعور بالنجاح، وعندما يبدأ النجاح فإنه يستمر، والنجاح يستتبع نجاحًا) (والأبناء يحتاجون إلى التشجيع مثلما يحتاج النبات إلى الماء فإن التشجيع يظهر لطفلك نوعًا من الحب يوحي للأطفال أنهم يسيرون على النهج الصحيح، ويحثهم على الاستمرار، والتشجيع يعلم الأطفال أن ما يفعلونه ليس مؤشرًا على ذاتيتهم وكينونتهم، بل إنه منفصل عنها ولا علاقة له بها، إنه يشعر الأطفال بأن تقييمهم يتم على أساس تميزهم وليس من خلال الحكم على أفعالهم فقط، وبواسطة التشجيع نستطيع أن نغرس في أطفالنا فكرة أن الأخطاء تعتبر فرصة للتعلم والاستفادة وليس شيئًا يدعو إلى الخجل منه) ثانيًا: ذكره بالمسئولية: فتذكيرك لطفلك، بأن هذا مستقبله ويجب أن يصر على تحقيق هدفه، وأن نجاحه وتفوقه هو مسئولية أمام الله تعالى وأمام نفسه، فذلك سيجعل طفلك دؤبًا على عمله، فينبغي أن يعود أطفالنا على الإحساس بالمسئولية، لأنهم إذا كانوا اليوم أطفالًا فهم حتمًا شباب ورجال الغد، فالمسئولية لاشك تكبر مع المراحل العمرية، ولابد من غرس بذرتها منذ البداية. ولذلك أنا أسألك، هل تعرف أيها الوالد أن سن تحمل المسئولية يبدأ عند الطفل من سن ثلاث سنوات، نعم ثلاث سنوات!! أتصور أناسًا يقرأون ثلاث سنوات فيصدموا، ولكنها الحقيقة فمن هنا يبدأ سن التعويد والتمرين للطفل على تحمل المسئولية. فإذا ما أردنا تدريب أبناءنا على تحمل المسئولية فينبغي أن نعلم أن (المسئولية ليست شيئًا نمنحه للطفل، إذ يجب على الأطفال تعلمها واكتسابها بأنفسهم، فالمسئولية الذاتية هي عنصر لا غنى عنه من أجل تقدير الذات الإيجابي والاعتماد على النفس، والخطوة الأولى نحو اكتساب المسئولية الذاتية هي تهيئة بيئة تعليمية تسمح بدعم وتشجيع الاعتماد على الذات وتساعد الأطفال أيضًا في تعلم معنى المسئولية والمحاسبة، ولذلك فإن التخلي عن المسئولية الشخصية يجعل تقدير الذات وكذلك العلاقات الاجتماعية المهذبة والمحترمة والطيبة، شيئًا مستحيلًا) ثالثًا: علمه أسس الاستذكار الفعال: من المهم للغاية أن تسعى أيها المربي الفاضل في تعليم طفلك كيفية الاستذكار الصحيح لدروسه, وأن توضح له خطوات فهم وحفظ أي موضوع في المنهج الدراسي، وهذه بعض الخطوات التي من المفيد جدًا أن تعلمها إياه: (1. فكرة عامة عن الموضوع ، وهو ما يسمى بالمسح للموضوع أو للدرس. 2. يعيد القراءة لنفس الموضوع فقرة فقرة، ثم يسأل نفسه بين الحين والآخر حول ما يقرؤه في نهاية كل نقطة هامة في الموضوع، ويحسن أن يكتب السؤال على ورقة منفصلة، وهو ما يسمى بالتساؤل عن النقاط الهامة التي يتضمنها الموضوع، ومن خلال الإجابة على هذه الأسئلة تدون النقاط الهامة، إما في هامش الكتاب، أو في كراسة تحضير خاصة، ويعيد قراءة الموضوع بعناية، ويراجع في ذهنه ما كتبه من نقاط. 3. يعيد على نفسه، دون النظر في الكتاب تسميع تقسيمات الموضوع ونقاطه الهامة، للتأكد من قدرته على استرجاع الموضوع من الذاكرة، وهذا التسميع يظهر تطابق ما حصله، أو وجود فجوات في الموضوع تحتاج إلى إعادة قراءة وفهم، ويحسن أن يكون هذا التسميع بصوت عال، أو تدوين هذه النقاط في ورقة من غير نظر في الكتاب، ثم يعاود النظر في الكتاب ليتحقق من تطابق المعلومات، وجدير بالذكر، أن القراءة بصوت مرتفع لا تستحب إلا في الحفظ، وعند التسميع، وفي القراءة عمومًا يفضل التعود على القراءة بدون صوت، وهو ما يسمى بالقراءة الصافية. 4. يقوم بمراجعة نهائية للموضوع، مع توصيل وربط الأجزاء المرتبطة بالفصل، سواء فيما سبق منه، وما يلحق من الموضوع، ثم يقوم بتكرار قراءة وتسميع النقاط الهامة، لأن التكرار يثبت المعلومات في الحافظة طويلة الأجل، فيمكن الاحتفاظ بها لحين استدعائها لمدة طويلة، أما الفهم والحفظ السريع بدون تكرار، فيجعل العقل يحتفظ بالمعلومة في الذاكرة قصيرة الأجل، فينسى بعد مدة قصيرة، وهذا الفارق لا يتفطن إليه الكثير، حيث يكتفي بمجرد الفهم والحفظ للمعلومات وقت الاستذكار، فيعتمد على هذا الحفظ، الذي سرعان ما يتلاشى من الذاكرة القصيرة الأجل، حيث يحل غيرها من المعلومات فتطرد الذي سبق حفظة على عجالة. 5. يحسن عند استذكار الدرس التالي، إعادة استرجاع تقسيمات الدرس السابق ونقاطه الهامة، للربط بين أجزاء الموضوع في الفصل الواحد) رابعًا: لا للخلافات: تجنب أيها الوالد الحبيب أي خلاف مع زوجتك أثناء فترة امتحانات الأولاد، فهذا يؤثر بشكل سلبي على الأطفال، وقد أكدت دراسة اجتماعية أمريكية أن المشاكل الاقتصادية، والخلافات الزوجية والنمط الغذائي غير المتوازن من أهم أسباب إصابة الأطفال بمرض النشاط العدواني الزائد، وأن نسبة إصابة الذكور بالمرض أكثر من الإناث، وذكرت الدراسة أن 98% من هؤلاء الأطفال يعانون ضعف التركيز، وأن 31% منهم يعانون من تعثر بالدراسة. • وأضاف الخبراء أن المؤشرات الأولية أظهرت أن المشاكل الاقتصادية والخلافات الزوجية من أهم أسباب الإصابة بالنشاط الزائد، مشيرة إلى أن التمييز في التعامل بين الأبناء يلعب دورًا واضحًا في العديد من الحالات. ويرتبط الطفل نفسيًا بكلا الوالدين، فعندما ينفصلا يشعر الأطفال أنهم فقدوا نصف ذواتهم، وتنتابهم مشاعر الفقدان، والرفض والهجر التي تدمر قدراتهم على التركيز في الدراسة. وتزداد هذه المشاعر غير الصحية, عندما يتشاجر أو يقلل أحد الوالدين من شأن الآخر، أو يتفوه أحدهما بألفاظ نابية للآخر أمام أطفالهما فإن ذلك يسبب نوعًا من القلق لدى الأطفال وكذلك الاكتئاب الذي يتولد بداخلهم، لنفس الأسباب. ولهذا يمكننا أن نقول إن الغضب والعدوانية هما بمثابة ردود أفعال طبيعية للانفصال بين الآباء, بالإضافة إلى أن التغيير يخيف الأطفال، فعادة ما يأخذ أحد الآباء الأطفال ويترك البيت، وربما ينتقلون للعيش مع أحد الأقارب، أو بأحد الأحياء الفقيرة، وهذا الانتقال إلى بيت جديد ومدرسة جديدة وأصدقاء جدد يمثل بالنسبة لكثير من الأطفال ضغوطًا جديدة، بالإضافة إلى فقدان أحد الأبوين، وتغيير تام في أسلوب الحياة) وأخيرًا: يجب أن تعلم أيها الوالد أنك تستطيع أن توجه ابنك نحو القمة، من خلال تحفيز فعال، يشعل ويلهب العزيمة، وتذكير بحمل أمانة المذاكرة، وإشارات وتوجيهات بكيفية الاستذكار الفعال، ومحو للخلافات الزوجية من أجل صحة نفسية للأبناء، فبهذه الأربع يستطيع ابنك أن يصل لمراده ومبتغاه ويشارك في تحقيق مجد هذه الأمة. قد تكون هذه المادة قديمة ولكن تم نقلها لكم لمناسبتها مع الوقت الخاص بالامتحانات نتمنى لجميع ابنائنا وبناتنا التوفيق والنجاح ==