(رويترز) - يتوجه مبعوث السلام الدولي كوفي عنان الى الصين يوم الاثنين بعد ان طلب من روسيا تأييد مهمته لانهاء القتال في سوريا على الرغم من خلافات موسكو مع الدول الغربية والعربية بشأن المسؤول عن القتال. وقالت روسيا ان عنان يحظى بدعمها الكامل وان مهمته قد تكون الفرصة الاخيرة لتفادي حرب اهلية مطولة ودامية ولكن الامر يتطلب مزيدا من الوقت. واشارت روسيا ايضا الى ان الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام في الوقت الذي استعد فيه مسؤولون غربيون لعقد اجتماع لمجموعة "اصدقاء سوريا" بشأن سبل مساعدة المعارضة. وقصفت القوات الموالية للاسد حمص واشتبكت مع المعارضين في معاقل اخرى للمعارضة الاحد في قتال قال ناشطون سوريون انه اسفر عن سقوط 27 قتيلا من بينهم 15 مدنيا. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية السورية ان ستة "ارهابيين" قتلوا. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان ان الامين العام السابق للامم المتحدة اجرى "مباحثات صريحة وشاملة" في موسكو. وأضاف ان عنان عبر عن امتنانه لدعم روسيا الثابت لجهود الوساطة التي يقوم بها من اجل التوصل الى حل سريع وسلمي للصراع الدموي وانه طلب من روسيا مواصلة تقديم الدعم. ولم يتضح ما اذا كانت موسكو ستزيد الضغط على الاسد للامتثال لخطة عنان للسلام التي تتضمن مطالب بوقف اطلاق النار والسحب الفوري للاسلحة الثقيلة من المناطق السكنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية. ووفرت روسيا الحماية للاسد من ادانة مجلس الامن باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين ايدهما الغرب بشأن اراقة الدماء لكنها انتقدت الرئيس السوري في الاونة الاخيرة ووافقت على بيان لمجلس الامن الاسبوع الماضي يقر مهمة عنان. ومن المتوقع ان يغادر عنان موسكو متوجها الى الصين يوم الاثنين. ومن المقرر ان يجتمع زعماء غربيين وعرب في اسطنبول في اول ابريل نيسان لبحث التحول السياسي في سوريا لدعم الثورة ضد الاسد وتضغط الجامعة العربية وتركيا على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل الاجتماع. ووصف وليد الفارس وهو ناشط معارض من حمص قصف المدينة يوم الاحد باستخدام الدبابات والمورتر بأنه أسوأ قصف راه. وأضاف "سقط عشرة قتلى وأصيب المئات." وفي محافظة درعا بجنوب سوريا مهد الانتفاضة وقعت اشتباكات ايضا بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان "يحاول الاف الجنود وما يزيد عن 100 مركبة عسكرية دخول احدى المناطق في درعا اليوم لكنهم يشتبكون مع المتمردين" وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش انه يتم اجبار الناس على السير امام القوات المتقدمة وان سكانا قالوا ان القوات الحكومية تضع الاطفال على الدبابات وداخل حافلات الامن. وقالت اولي سولفانج باحثة الطوارئ في المنظمة "استخدام الجيش السوري للدروع البشرية هو سبب اخر يوجب على مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة احالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية." ويصعب التأكد على نحو مستقل من هذه التقارير. وتمنع السلطات السورية الصحفيين الاجانب وموظفي حقوق الانسان من دخول المناطق المتأثرة بالقتال. وتقول الاممالمتحدة ان نحو ثمانية الاف شخص قتلوا. وتقول سوريا ان المتمردين قتلوا نحو ثلاثة الاف من قوات الامن والجيش وتلقي باللائمة في العنف على عصابات "ارهابية". وفي موسكو قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لعنان انه يقدر جهوده لانهاء العنف. وينضم ميدفيديف الى الرئيس الامريكي باراك أوباما في قمة للامن النووي بكوريا الجنوبية يوم الاثنين. وقال الرئيس الروسي "قد تكون هذه هي الفرصة الاخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها." وفي العاصمة الكورية الجنوبية سول بحث أوباما يوم الاحد مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تقديم مساعدات طبية ووسائل اتصالات الى المعارضة السورية الا أنهما لم يناقشا تقديم أسلحة الى قوات المعارضة. ودعت دول غربية وعربية الى تنحي الاسد لانهاء العنف. وقالت روسيا ان الاسد مستعد لاجراء محادثات مع خصومه بشأن الاصلاح وان المعارضين هم من ينبغي الضغط عليهم للتفاوض. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف انه يتعين اتاحة مزيد من الوقت لمهمة عنان قبل ان ينظر مجلس الامن في اتخاذ اجراءات أخرى. وأصدر مجلس الامن بيانا الاسبوع الماضي هدد فيه سوريا باتخاذ "المزيد من الاجراءات" اذا لم تمتثل لخطة عنان.