(رويترز) - قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء ان الازمة السورية بالغة الخطورة ولها "تداعيات هائلة" على العالم. وقال بان في كلمة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في الوقت الذي اندلع فيه المزيد من المعارك وتعرضت ضاحيتان في دمشق للقصف "لا نعرف كيف ستتطور الاحداث لكن ما نعرفه هو اننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الازمة العميقة البالغة الخطورة." وأضاف أن الازمة لها تداعيات هائلة محتملة على المنطقة والعالم. وقال نشطاء في المعارضة ان ضاحيتين كبيرتين في دمشق تعرضتا يوم الأربعاء لقصف بالدبابات بعد تجدد هجمات من الجيش السوري الحر على قوات الرئيس بشار الاسد. وذكر نشطاء أن المدفعية والمدافع المضادة للطائرات ضربت ضاحيتي حرستا وعربين اللتين تسكنهما أغلبية سنية واستعادتهما قوات الاسد قبل شهرين من أيدي مقاتلي المعارضة. وسمع أزيز طائرات هليكوبتر حربية تحلق فوق المنطقة الواقعة على الطرف الشرقي من العاصمة. واستعادت قوات الاسد السيطرة على ضواحي دمشق في يناير كانون الثاني بعد أيام من القصف بالدبابات والمدفعية مما أدى الى تراجع المقاتلين والحد من احتجاجات الشوارع ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 42 عاما. وكان الهجوم على دمشق وانسحاب مقاتلي المعارضة يوم الثلاثاء من مدينة دير الزور بشرق البلاد أحدث انتكاسة للمعارضة المسلحة التي تواجه أيضا اتهامات بالتعذيب والوحشية من منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان. لكن بينما أحرزت قوات الاسد تقدما على ساحة المعارك بدا الرئيس السوري وكأنه يفقد المزيد من المكاسب على الجبهة الدبلوماسية بعد أن تبنت موسكو حليفته التقليدية نبرة جديدة أكثر حدة بعد شهور من المجاهرة بمساندة النظام السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمحطة كومرسانت الاذاعية الروسية "نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا." وأضاف "أدى ذلك للاسف.. الى بلوغ الصراع مثل هذه المرحلة الصعبة." كما تحدث لافروف عن فترة "انتقالية في المستقبل" لسوريا لكنه واصل رفض مطالب من دول غربية وعربية باستقالة الاسد قائلا ان هذه المسألة "غير واقعية". ولم يتضح على الفور ما اذا كان هذا التغيير في النبرة سيترجم الى تغير ملموس في الطريقة التي قد تتعامل بها القوى الدولية مع هذه الازمة بعد ان شهدت انقساما بسبب سوريا. وقال نجاتي طيارة وهو معارض بارز ان التغير في الموقف الروسي هو تغير في النبرة وليس في المضمون وان موسكو ما زالت تعتبر تأييدها للاسد جزءا من لعبة اقليمية لكنها تفقد تأييد الشعب السوري الذي يمكن أن يكون له رد فعل عكسي في حالة سقوط النظام السوري. وأجبرت قوات المعارضة السورية التي لا تملك اسلحة كافية على التراجع في أنحاء البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية واستخدم الجيش أسلحته الثقيلة لتعقب أفرادها في البلدات والمدن وكان أحدث انتصار في دير الزور. وقال بيان من اتحاد تنسيقيات الثورة في دير الزور ان الدبابات دخلت احياء سكنية خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور. وأضاف أن الجيش السوري الحر انسحب لتجنب مذبحة للمدنيين. وبعد اخفاقهم في الاحتفاظ بأجزاء كبيرة من الارض يقول محللون ان المقاتلين بدأوا فيما يبدو يلجأون الى تكتيكات تمرد مشيرين الى هجمات بسيارات ملغومة في مدينتين رئيسيتين بسوريا في مطلع الاسبوع وتخريب خط رئيسي للسكك الحديدية. وأسفرت هجمات بسيارات ملغومة في العاصمة دمشق وثاني أكبر المدن السورية حلب عن مقتل 30 على الاقل خلال مطلع الاسبوع وتقول وسائل اعلام حكومية أن مقاتلي المعارضة دمروا أيضا جسرا يمر من عليه خط للسكك الحديدية يربط بين دمشق ودرعا. ويحذر دبلوماسيون من أن القتال يمكن أن يتطور الى حرب أهلية بين الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد والاغلبية من السنة. كما أن الاسد ربما يواجه ضغوطا من داخل حكومته. وأظهرت وثائق وصفت بانها مسربة من داخل الحكومة السورية ان الحكومة تحاول اثناء حلفاء الرئيس عن الانشقاق. وتقول حكومة دمشق ان "ارهابيين" مدعومين من الخارج قتلوا ألفين من أفراد الجيش والشرطة وتنفي اتهامات بالوحشية والعنف العشوائي. وفي تطور جديد قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان مقاتلي المعارضة ارتكبوا جرائم خطيرة وتحدثت عن حالات خطف وتعذيب وقتل بدم بارد. وقالت واشنطن انها "ستشجب بالقطع" انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها مقاتلو المعارضة لكنها أكدت على أن أغلب الانتهاكات ترتكبها قوات الاسد. وفي محاولة جديدة لتشكيل جبهة دولية موحدة وزعت فرنسا مسودة بيان صاغته دول غربية لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يأسف للاضطرابات ويساند مساعي السلام التي يبذلها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان. وأعلنت روسيا أنها ستؤيد النص بشرطين أولا عدم توجيه انذار للاسد وثانيا أن يعلن عنان عن التفاصيل الكاملة لخطة السلام التي وضعها. وأوفد عنان فريقا من خمسة خبراء الى دمشق يوم الاثنين لبحث سبل تنفيذ خطة السلام بما في ذلك وضع الية للسماح للمراقبين الدوليين بدخول البلاد. وشككت سوريا في جدوى مثل هذه المهمة. كما نفى لافروف تقارير اعلامية عن دخول سفن حربية روسية المنشأة البحرية التابعة لها في ميناء طرطوس السوري. وقال لافروف ان ناقلة وقود روسية تزود سفنا حربية روسية تشارك في عمليات لمكافحة القرصنة في خليج عدن بالوقود راسية في الميناء.