(رويترز) - قال نشطاء ومقيمون ان قوات الامن قتلت اكثر من 40 شخصا في سوريا يوم الجمعة بينما شيع السكان في حمص 14 شخصا من اسرة واحدة قالوا انهم قتلوا على ايدي رجال ميلشيات في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في سوريا منذ بدء انتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الاسد قبل عشرة اشهر. وناقش مجلس الامن التابع للامم المتحدة مسودة قرار اوروبي عربي جديد يهدف الى وقف عشرة اشهر من اراقة الدماء. وقالت روسيا ان المسودة الاوروبية العربية في شكلها الحالي غير مقبولة ولكنها اضافت انها مستعدة "للمشاركة" بشأنها. وانضمت روسيا الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر تشرين الاول وقدمت مسودة خاصة بها . ولم يحدث تراجع في اعمال العنف يوم الجمعة عندما تفجرت من جديد احتجاجات مناهضة للاسد بعد صلاة الجمعة. وقال احد السكان ان نيران الدبابات ومدافع المورتر قتلت 15 شخصا في حماة في رابع يوم من الهجوم على الاحياء المتمردة في المدينة التي سحق فيها الرئيس السابق حافظ الاسد انتفاضة اسلامية عام 1982 مما اسفر عن مقتل عدة الاف. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان 22 شخصا قتلوا في مناطق اخرى في سوريا من بينهم 12 شخصا قتلوا عندما فتحت قوات الامن النار على جنازة في بلدة نوى الجنوبية وقتل خمسة اخرون في مدينة حلب الهادئة نسبيا واربعة في حمص. وقال ناشطون ان عشرة قتلوا في مدينة حلب الهادئة عادة. وقال احد النشطاء في مدينة حمص ان نيران المدافع الالية جرحت خمسة اشخاص في حي القصور واضاف ان المدينة تشهد حالة من الهدوء بعد اعمال عنف وقعت يوم الخميس قتل خلالها 16 شخصا بقذائف المورتر التي اطلقتها قوات الامن. وقالت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية ان "ارهابيين" قتلوا رجل امن في حمص يوم الجمعة وان قنبلة قتلت طفلا واصابت عددا من المدنيين وافراد الامن في حي الميدان بالعاصمة دمشق. واضافت الوكالة ان انفجار قنبلة اسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين وثلاثة من رجال الامن في بلدة البوكمال الشمالية الشرقية وان مفجرا انتحاريا اصاب اثنين من رجال الامن عند نقطة للتفتيش في محافظة ادلب الشمالية الغربية. وتوجه مراقبون عرب الى ضاحية دوما في دمشق حيث حاربت قوات حكومية مسلحين قبل يوم مع اقتراب المعارك من العاصمة السورية دمشق. ودعت الجامعة العربية الرئيس السوري الى التنحي في اطار التحول الى الديمقراطية وهي دعوة رفضتها دمشق. وتقول الحكومة السورية انها تقاتل جماعات "ارهابية" تدعمها قوى خارجية قتلت 2000 من قوات امنها وجيشها. وانتقد فيتالي تشوركين سفير روسيابالاممالمتحدة مسودة القرار الاوروبي العربي بمجلس الامن الدولي والذي يقر خطة الجامعة العربية. وقال ان روسيا تحث على عملية سياسية تقودها سوريا في سوريا وليس "نتيجة عملية سياسة مفروضة من الجامعة العربية لم تحدث بعد او تغيير النظام على الطراز الليبي." واضاف بعد ان وزع المغرب المسودة على الدول الخمس عشر الاعضاء في مجلس الامن في نيويورك "نحن الوفد الروسي لا نعتبر هذه المسودة اساسا يمكننا الاتفاق بناء عليه . "ولكن هذا لايعني اننا نرفض المشاركة مع رعاة هذا القرار. سنواصل المشاركة." وقالت بريطانيا وفرنسا انهما تأملان طرح مسودة القرار للتصويت هذا الاسبوع بعد بيان يوم الثلاثاء للامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري بشان سوريا. وتدعو المسودة التي حصلت رويترز على نسخة منها الى "انتقال سياسي" في سوريا. وعلى الرغم من عدم دعوتها الى فرض الاممالمتحدة عقوبات على سوريا فانها تقول ان المجلس قد "يتخذ اجراءات اخرى" اذا لم تمتثل سوريا للقرار . وروسيا وايران من بين الدول القليلة التي ما زالت تناصر حكومة الاسد. وفي علامة اخرى على العزلة التي يعانيها نظام الاسد قالت مصادر دبلوماسية ومصادر في المخابرات ان خالد مشعل زعيم حركة حماس غادر فعليا مقره في دمشق. وقال مصدر في المخابرات "مشعل لن يعود الى سوريا." ويقول محللون ان مشعل محرج بسبب القمع الدموي الذي تقول الاممالمتحدة انه أسفر عن مقتل أكثر من خمسة الاف شخص في سوريا. والكثير من ضحايا قوات الامن السورية سنة متحالفون مع جماعة الاخوان المسلمين التي يعتمد مشعل على دعمها لحماس. وتحولت مدينة حمص الى ميدان حرب منذ بدء الاحتجاجات ضد الاسد في مارس اذار. وانضم منشقون مسلحون الى المقاومة في الاشهر الاخيرة. وقال نشطاء وسكان ان رجال ميليشيا موالين للاسد قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية يوم الجمعة في حمص. وأضافوا أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو ضربوا باسلحة بيضاء حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في المدينة التي تقع على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق. وأظهرت لقطات مصورة على موقع يوتيوب التقطها النشطاء ولم يمكن التحقق منها من مصدر مستقل جثث خمسة اطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات ايضا جثث ثلاث نساء ورجل في منزل. ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام المستقلة الى البلاد. وقال صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف) يوم الجمعة ان 384 طفلا على الاقل قتلوا منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار كما سجن عدد مماثل. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان قوات الامن قتلت 43 مدنيا يوم الخميس بينهم 33 في حمص منهم تسعة أطفال. وبدأت أعمال القتل الطائفي المتبادلة في حمص قبل أربعة أشهر بعد هجمات عسكرية شنتها قوات يقودها ضباط من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد على أحياء سنية في المدينة. وهيمنت الاقلية العلوية على النظام السياسي والاجهزة الامنية في سوريا التي يعيش فيها 23 مليون نسمة طوال الخمسة عقود الماضية.