أبدت سوريا، الثلاثاء، رفضها القاطع لإرسال قوات عربية إليها بدعوى أن الخطوة ستؤدي إلى تأزيم الوضع وفتح الباب أمام التدخل الخارجي في شؤونها، وذلك في رد على دعوة قطرية لإرسال قوات عربية لوضع حد للعنف الناجم عن حملة دموية يتصدى بها النظام لاحتجاجات مناهضة له، في حين أعلنت المعارضة مقتل 30 شخصاً برصاص الأمن. ويأتي الاستنكار السوري رداً على تصريحات أدلى بها أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وفي مقابلة لشبكة CBS الأمريكية، دعا فيها إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا، قائلاً: "أعتقد أنه في مثل هذا الوضع، ولوقف القتل، يجب أن يتم إرسال بعض القوات، لوقف عمليات القتل." واستغرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، لم تسمه وكالة الأنباء الرسمية، سانا، التي أوردت الخبر، صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا. وأكد المصدر رفض بلاده "القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية"، طبقاً للمصدر. وجزم بأن الشعب السوري سيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة بلاده، لافتاً إلى أنه "سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم." وتأتي دعوة إرسال قوات عربية إلى سوريا مع عدم انحسار موجة العنف الدموي وتساقط القتلى جراء حملة عسكرية قائمة لقمع الانتفاضة، رغم نشر بعثة مراقبين لتقييم الأوضاع على واقع الأرض، بموجب مبادرة عربية تدعو لوقف القتل وسحب الجيش من المناطق السكنية. من جانبها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي تعمل في إطار المعارضة، مقتل لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 30 شخصاً برصاص الأمن، توزعوا بواقع 18 قتيلاً في حمص وسبعة في إدلب، إلى جانب قتيلين في ريف دمشق وقتيل في كل من خان شيخون ودرعا وسهل الغاب بحماه. ويتهم النظام السوري من يسميهم ب"جماعات إرهابية مسلحة"، بالوقوف وراء موجة العنف التي فجرها تصديه لانتفاضة شعبية مناهضة له في مارس/ آذار الماضي، قتل فيها أكثر من 5 آلاف شخص، بحسب تقديرات الأممالمتحدة، ووضعت المعارضة السورية الرقم عند ما يزيد عن 6 آلاف قتيل. روسيا توزع مسودة قرار معدلة بشأن سوريا وفي الأثناء، وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي، الاثنين، نسخة معدلة لمشروع قرار بشان سوريا. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية إن النسخة المنقحة تتضمن مقترحات أوروبية إلا أنها تتفادى وضع ضغوط مباشرة عن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تتهم الولاياتالمتحدة والغرب بإطلاق حرب دموية في مواجهة معارضيه، ومن المتوقع أن يعقد المجلس اجتماعاً الثلاثاء لمناقشة مشروع القرار، طبقاً للمصدر. وكانت روسيا قدمت لمجلس الأمن الدولي في منتصف ديسمبر/كانون الأول الفائت مشروع قرار بشأن أعمال العنف في سوريا، لا يتضمن أي عقوبات أو حظر الأسلحة على نظام الأسد، الحليف القوي لموسكو. ورحب مسؤولون غربيون وعدد من الدبلوماسيين بالتحرك الروسي، لكنهم قالوا إن المشروع يتطلب الكثير من التعديلات.