أعلن فريق إنستاجرام يوم أمس عن تحقيقه إنجازين مهمين: أولهما أن منصة إنستاجرام أضحت الآن مجتمعاً عالمياً يضم أكثر من مليار شخص، والإنجاز الثاني هو بدء عهد جديد للفيديو المحمول من خلال إطلاق تلفزيون إنستاجرام IGTV، بحيث أن التطبيق الجديد للفيديو الطويل سيكون موجود كعلامة تبويب داخل تطبيق إنستاجرام الحالي، والذي نما إلى أكثر من خمسة أضعاف حجم سناب شات منذ أن حصلت فيسبوك عليه في عام 2012، ويبدو أن الدور قد حان لمنافسة منصة مشاركة الفيديو الأكبر يوتيوب التابعة لشركة جوجل. وشدد كيفن سيستروم Kevin Systrom، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لإنستاجرام خلال حدث الإعلان عن المنتج الجديد في سان فرانسيسكو على عدد الاشخاص الذين يقضون وقتًا كبيرًا في إنستاجرام هذه الأيام، وكان دخول المنصة إلى مجال مقاطع الفيديو الطويلة متوقعًا على نطاق واسع، حيث ظهرت سابقًا تقارير تشير إلى هذا الأمر، ويمكن من خلال تلفزيون إنستاجرام IGTV مشاهدة مقاطع الفيديو بالوضع العامودي لمدة عشر دقائق، بينما اقتصرت مقاطع الفيديو في السابق على دقيقة واحدة. وتقدم منصة مشاركة الصور بعض الاستثناءات لمنشئي المحتوى الذين لديهم جمهور ضخم، حيث يمكنهم نشر ما يصل إلى 60 دقيقة من الفيديو، على أن يتم تسجيل جميع مقاطع الفيديو الخاصة بتلفزيون إنستاجرام بشكل مسبق وليش مباشرًا، وذلك مع قيام اشلي يوكي Ashley Yuki، مديرة المنتج بالإشارة إلى أن الفيديو المباشر هو شيء سوف تنظر في أمره الشركة مستقبلًا. وبشكل يعاكس تطبيق إنستاجرام الرئيسي، الذي يعرض فيديوهات ميزة القصص على شكل فقاعات أعلى الصفحة ويعرض مقاطع الفيديو التي تم تحميلها كجزء من خلاصة تغذية الأخبار العادية، فإن مقاطع الفيديو سوف تظهر ضمن IGTV كسلسلة من الصور المصغرة المستطيلة في أسفل صفحة صانع المحتوى، بحيث ينتقل الفيديو إلى وضع ملء الشاشة بعد النقر على أحد تلك الفيديوهات. ويتواجد في الركن السفلي الأيسر لكل فيديو الأيقونات الثلاثة نفسها التي تتواجد الآن ضمن إنستاجرام وهي القلب أو الإعجاب والتعليق وأداة المشاركة، بحيث توفر هذه الأيقونات نفس الوظيفة كما هو الحال في التطبيق الرئيسي، ويحاكي أسلوب إنستاجرام فيما يتعلق بتلفزيون IGTV ما فعلته المنصة مع Boomerang، وهو التطبيق المستقل لإنشاء حلقات فيديو مدتها ثانية، والذي يتواجد أيضًا داخل التطبيق الرئيسي للشبكة الإجتماعية. وأوضحت المنصة أن تلفزيون إنستاجرام IGTV سوف يكون موجودًا كتطبيق مستقل وكميزة داخل تطبيق المنصة الرئيسي خلال الوقت الحالي، ويعكس هذا القرار إستراتيجية فيسبوك الشاملة، حيث قامت الشبكة الإجتماعية بفصل خدمة الدردشة خاصتها ماسنجر Messenger عن تطبيقها الأساسي في عام 2014، ولكن يمكن أن تتغير إستراتيجية التطبيق في حال حققت الفيديوهات الطويلة نجاحًا كبيرًا، وخاصة مع المراهقين. وأوضحت المنصة على مدار الحدث ما هو السبب الذي دفعها إلى إطلاق منتج مخصص للفيديوهات الطويلة، حيث أنها تحاول جذب الجيل الجديد من المستهلكين الذين يستهلكون بشكل متزايد مقاطع الفيديو على الأجهزة المحمولة، واستشهد كل من سيستروم ويوكي ببيانات تشير إلى أن المراهقين يشاهدون التلفزيون بنسبة أقل 40 في المئة عما كانوا يفعلون قبل خمس سنوات فقط. وقال سيستروم: إن الأدوات التي نشاهد من خلالها الفيديوهات أصبحت قديمة وانتهت صلاحيتها، وفي حال قمت بالتفكير بذلك الأمر، فإننا ما زلنا نشاهد مقاطع الفيديو المهيأة للتلفزيون على شاشة عامودية ، وبالرغم من أن فكرة سيستروم حول النهاية الحتمية لأي فيديو لا تتم مشاهدته بالوضع العامودي سابقة لأوانها، لكن لا شك أن الهواتف الذكية والفيديو العامودي قد استحوذوا على شريحة كبيرة من نسب مشاهدة الفيديو، حتى أن خدمات الاشتراك مثل نيتفليكس تقدم الآن الفيديوهات بالوضع العامودي للأجهزة المحمولة. ويحاول تلفزيون إنستاجرام منافسة يوتيوب بشكل مباشر فيما يتعلق بالاستهلاك وصناعة المحتوى، وبالرغم من أن منصة يوتيوب تمتلك أكثر من 1.9 مليار مستخدم شهريًا مسجلين وتعتبر مكان مناسب لصناع المحتوى لنشر الفيديوهات الطويلة، إلا أن إنستاجرام تأمل أن يتم استخدام المنصة من قبل صناع المحتوى المعروفين مثل نجمة Vine السابقة Lele Pons، التي لديها أكثر من 25 مليون متابع على إنستاجرام. ويتم إطلاق التطبيق مع مجموعة من نجوم الفيديو المختارين مسبقًا، بما في ذلك ناشرين مثل National Geographic، التي لديها أكثر من 88 مليون متابع على المنصة، بالإضافة إلى علامات تجارية مثل Benefit cosmetics، على أن يكون المنتج الجديد متفوح لأي شخص يستخدم إنستاجرام خلال الأسابيع المقبلة، حيث يجري التسويق للمنتج الجديد كمكان لمشاهدة الترفيه، بدلاً من مشاركة تحديثات الحياة مع مجموعة من الأصدقاء المقربين. وقال سايستروم لمجموعة من الصحفيين بعد الحدث: نحن نركز الآن على بناء التفاعل، ولا توجد إعلانات في IGTV في أيامه الأولى ، ومن الواضح أن هناك طريقة للمبدعين وصناع المحتوى للحصول على عائد مادي، حيث يتم عرض الإعلانات بالفعل على بعض مقاطع الفيديو الخاصة بالمبدعين على فيسبوك، كما أعلنت الشركة عن مجموعة من الأدوات الجديدة المصممة لمساعدتهم على كسب المال. ويتواجد عدد من الاختلافات الرئيسية بين IGTV ويوتيوب كمنتجات، وأكبرها هو طريقة التعامل مع التنسيق، إذ أصبحت منصة يوتيوب وجهة العرض الأولى عبر الإنترنت ليس فقط لمنشئي المحتوى الرقميين، بل أيضًا لصناع المحتوى الموسيقي والتلفزيوني، وذلك نظرًا لاستخدامها التنسيق الأفقي بشكل كبير، كما يمكن ليوتيوب توفير تجربة مشاهدة شخصية بالإضافة إلى تجربة اجتماعية، حيث يمكن المشاهدة على الهاتف أو بث مقاطع الفيديو عبر التلفزيون أو تشغيله على جهاز حاسب لمشاهدته من قبل مجموعة من الأصدقاء المتجمعين. ويرجح أن تواجه خدمة التلفزيون الجديدة العديد من التحديات التي واجهتها منصة يوتيوب سابقًا، وينبغي على الشركة معرفة كيفية تعويض منشئي المحتوى عند وصول الإعلانات، إذ تحصل الشخصيات المؤثرة في إنستاجرام على دخل من خلال الشراكة مع العلامات التجارية في المقام الأول، كما أن صناعة مقطع فيديو طويل وتحريره تتطلب عملاً مكثفًا أكثر من مجرد التقاط صورة. وقد يرغب المنشئون في الحصول على تعويض مباشر من المنصة مقابل هذا العمل، إذ كافحت منصة يوتيوب على مدار العام الماضي من أجل تحقيق التوازن بين مخاوف منشئي المحتوى بشأن انخفاض الدخل من الإعلانات مع عدم رضا العلامات التجارية عن إعلاناتهم التي تعمل جنبًا إلى جنب مع المحتوى المثير للجدل. تجدر الإشارة إلى أنه في حال تحقيق تلفزيون إنستاجرام للنجاح الذي تراهن عليه المنصة، فسوف يكون على الشركة أن تأخذ بعين الاعتبار ما الذي قد يحدث عند استخدام الناس للتطبيق ليس فقط من أجل دروس الطهي، ولكن لنشر المحتوى الأكثر إثارة للجدل، وإذا رغبت بالحصول على مساعدة للنجاح في ذلك فإنه ينبغي عليها النظر إلى تجربة يوتيوب، أو حتى تجربة الشركة الأم التابعة لها فيسبوك.