حتى وإن توفي الإنسان يبقى أثره وعلمه وعمله باقٍ وشاهد, ويبقي ذكره وإن دفنت السنين جزءاً منه, وخلد الأدباء والكتاب البارزين أسمائهم برواياتهم ومؤلفاتهم التي تعد شاهدا على ظروف الحياة ودليل على عمق الثقافة العربية التي انفردت بجمال الكلمة وتميز المحتوى. الكاتب والروائي عبدالرحمن بن داود العبيدي – عراقي – توفي قبل نحو ثلاثة عقود, كان من الأسماء التي لها حضوراً في الثقافة العربية والإثراء المعرفي والثقافي والأدبي, كان يرى أن جل ما يملكه من علم وموهبة لا يجب أن يخلد باسمه, بل باسم والده صاحب الفضل في دعمه وتعليمه بعد الله. توفي العبيدي بعد أن كان ذا حضور قوي, لا سيما فيما يخص الثقافة والأدب والرواية, وطبعت له مؤلفات تاريخية نفذت من المكتبات وأصبح اقتناؤها من مفاخر محبي الكتاب العربي, وفقد المهتمين الأمل في الحصول على " أجزاء " من رواياته خصوصا بعد الحروب التي شهدتها العراق في السنوات الأخيرة, وإندثار مؤلفات عديدة دكتها الحروب ولم تذر لها الظروف فرصة لتظهر مجدداً. احدى دور النشر أعادت لمؤلفات العبيدي الحضور القوي في معرض الكتاب بالرياض, عده مهتمين بالأدب والرواية التاريخية حسنة المملكة وحسنة المعرض. إحياء مؤلفات العبيدي مجدداً شهدت إقبال غير مسبوق لتروي عطش المتلهفين للتمعن في هندسة العبيدي التي لم يكررها الزمن, واستطاعت إحدى دور النشر الوصول لورثة الكاتب الحصول على حقوق إعادة طباعة رواياته. له عدد من الروايات مثل فتاة الجزيرة وحديث الشيخ وقادم من وراء السنين والرجال الثلاثة والقرار وغيرها من الأعمال الأدبية الخالدة.