الثامن عشر من ديسمبر يومٌ سنوي مخصص للاحتفال بلغة القرآن والبيان والبلاغة والجِناس والطباق، اللغة العربية شمسٌ مشرقة في سماء الحضارة البشرية رغم ما تتعرض له من صدمات ومحاولات وأد بائسة، مؤلفات عربية وأجنبية كثيرة تحدثت عن اللغة العربية ومكانتها وميزتها وليس ذلك بمستغرب فتلك اللغة بحد ذاتها حضارة فهي لسان العرب وبها أنزل الله كتابه الكريم «القرآن» معجزة المعجزات وشفاء الصدور، الاحتفال بيوم اللغة العربية يتطلب جهوداً كبيرة وعظيمة فالأسرة لبنة المجتمع الأولى والمدرسة والمؤسسات الثقافية والأكاديمية جميعها مؤسسات يجب أن تقوم بدورها تجاه ذلك اليوم كل حسب إمكاناته وقدراته لكن ما يهم هو أمران لا ثالث لهما، الأول يختص بالتعليم الذي إن نجح فإن المجتمعات ستنطلق نحو المستقبل بخطى واثقة وإن حدث عكس ذلك فالبقاء في المؤخرة قدرٌ لا مفر منه، مناهج اللغة العربية الحالية لا تحفظ للغة العربية قيمتها وفنونها ومكانتها فهي كالجسد بلا روح محصلتها النهائية ضعف في اللغة ومهاراتها وفنونها وتلك مصيبة تُنذر بموت اللغة العربية مستقبلاً فالجيل الحالي بحاجة لبرامج تمحو أميته التي خلفها التعليم ومناهجه المسماة بالمطورة وهذه حقيقة لا تخفى على المختصين في الشأن التربوي والتعليمي، المدارس العالمية جميع مناهجها باللغة الإنجليزية وهذا أمرٌ يتطلب التصحيح والوقوف عنده خاصة في ظل عدم وجود المحتوى العربي ضمن خطط الدراسة، الأمر الثاني أين فعاليات الأندية الأدبية والمؤسسات الأكاديمية والمعرفية عن ذلك اليوم؟ أين البرامج واللقاءات والندوات والقراءات النقدية للتراث القديم؟ أين التجديد النقدي والمعرفي؟ أين البرامج العلمية التي تُبرز للمجتمع جهود الأدباء والمفكرين ممن خدموا اللغة العربية وفنونها؟ لو كانت هناك جهود ولقاءات وندوات وفعاليات لترسخ ذلك اليوم في النفوس فكثيرون لا يعلمون عنه شيئاً ولتم تسليط الضوء على قضايا شائكة تحيط بلغةٍ يخشى محبوها أن تنقرض ويموت يومها فطريق المحافظة عليها يبدأ من المدرسة وينتهي بالمؤسسات الأكاديمية والثقافية والأدبية. صحيفة الشرق*