تفتق ذهن إدارة جامعة نجران عن حل يثير الكثير من الاستغراب والتساؤلات كذلك, عن مدى إدراك هذه الإدارة لقيمة العلم والوقت! مع الأزمة الحالية التي تعيشها نجران جراء حرب الحوثيين، لجأت الجامعة إلى تأجيل الامتحانات مدة أربعة أشهر وحتى بداية العام الدراسي الجديد.. هكذا ببساطة ودون تفكير في العواقب أو أي حل بديل! وهذا ما يمكننا أن نسميه "حلول المكاتب المكيفة"، فأصحاب هذا القرار لا يقدرون حجم الجهد الذي يبذله الطلاب وذووهم وحجم الضغط النفسي طول مدة العام الدراسي ليزيدوا المدة 4 أشهر إضافية! فضلاً عن أن الانقطاع الطويل عن الحضور داخل الجامعة سيؤثر بلا شك على معدلات الطلاب خاصة التخصصات العلمية التي تعتمد على الجانب العملي والمعملي. هذا الحل يكشف أيضاً عن خلل كبير في تفكير هؤلاء؛ فتبريرهم للقرار أنه: "بسبب الظروف الحالية"! حسناً يا سادة، ماذا لو استمرت الظروف الحالية حتى بداية العام الدراسي وربما بعده؟! نعم إنه التفكير السطحي الذي يعتمد طريقة "على ما تفرج" في إدارة الأمور. بالمقارنة تتضح الأمور، ففي كارثة فوكوشيما التي ضربت اليابان في 2011، وهي زلزال أعقبه موجات مد كبيرة أثرت على محطة نووية مهددة بكارثة تسرب إشعاعي.. لا يوجد أسوأ من هذا الكابوس! ومع ذلك لم تتوقف العملية التعليمية، لقد تم إنشاء فصول مؤقتة واستمرت الحياة! نعم هذه حلول من يدرك قيمة العلم والوقت، وكذلك الأمثلة لا تحصر عن واقع الحربين العالميتين وغيرها. يوجد بدل الحل الواحد عدة حلول، لكن الإدارة اختارت الحل المريح لها فقط! فلماذا لم يتم توفير أماكن للطلاب في جامعاتنا الكثيرة مع صرف البدلات وتوفير ما يلزم وتحديد اختبارات تناسبهم؟ ولماذا لم تلجأ الجامعة إلى حلول التعليم عن بعد لطلاب التخصصات النظرية؟ ولماذا لم تعتمد طريقة أخرى في تقييم الطلاب غير الاختبارات التحريرية؟ ولماذا لم يتدخل وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل إذا كانت الحلول خارج السلطات الممنوحة لإدارة الجامعة؟ إن أكبر قيمة قد يكتسبها الإنسان خلال حياته العلمية والتي ينبغي أن يكسبها لطلابه هي إدراك قيمة الوقت والعلم ولكن : يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلّا لنفسك كان ذا التعليم!