آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 23 أكتوبر 2014 الساعة : 4:41 صباحًا التغيير مما قرأت وشاهدت وتعلمت علم يغيب عن اذهان الكثير منا وهو علم مهم وغاية في الاهميه فيه الابداع وفيه التطوير وفيه حياة التجديد والبهجه ومن المفترض ان هذا العلم يُدرس في مناهجنا او يردد في مجالسنا او نبحث عنه لكي نتعلمه ونغرسه في نفوسنا وهذا هو علم (( التغيير )) والذي يعني الانتقال من حالة نعيشها الى حالة افضل منها لكي لانصاب بالملل والكآبه والجمود من الروتين الذي نعيشه وهذا هو طموح الانسان الطبيعي السوي الحر الذي يشخص واقعه الذي يعيشه ويرغب في تغييره الى وضع افضل مما هو فيه فإذا كان سعيداً ينبغي ان يكون اسعد وإذا كان يعاني من أمور في حياته كيف يمكن أن يعالجها ويغيرها . ويأتي عكسه الانسان الجامد الرجعي فلا يملك حب التغيير والطموح اليه وليس لديه سوى العادات والتقاليد يتمسك بها ويضخمها وترديد عبارات تدل على العجز والكسل مثل (الدنيا فانيه )(ومد رجيلك على قد لحافك )(وتتغيّر الجبال ماتغيرت الطباع)( والله لايغير علينا ) وغيرها كثير وعند مناقشته يتضح لك حجم المعاناه التي يعيشها والقيود المكبل بها وضحالة الفكر ولا حيلة له سوى الشكوى وترديد عبارات ورثها من عجَزَه ومن شب على شئ شاب عليه وهذا مربط الفرس للسذج والاغبياء وينطبق عليهم قانون انشتاين للسذاجه وهو (ان تعمل نفس الامور وبنفس الطريقه وتتوقع نتائج افضل ) وهذا مستحيل اذ لابد من التغيير بوعي حتى تتوقع نتائج افضل فالإنسان بطبيعته خلق ليتغير لا ان يبقى على حال واحد وباستطاعته على مامنحه الله من عقل وفكر ان يصنع المعجزات اذا توفر عنده الطموح وحب التغيير فإذا حب الانسان الشئ ابدع في انجازه . ما اجمل التغيير فهو دواء لداء الروتين والكسل بكسر حواجزه واظهار طاقات كامنه عند الفرد يشعر من خلالها بالنجاح بعد تصحيح السلبيات لديه واستبدالها بالايجابيات وعندها يشعر بالرضا والثقة بالنفس وسيؤمن بأن قرار التغيير بيده وأمره راجع اليه فما اجمل ان يرى الفرد بأنه ( صانع التغيير ) وهو خياره وقراره وينبع من نفسه وعندها سينعكس ذلك على المجتمع الذي يعيش فيه وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم التغيير سيداتي وسادتي هو الحل وقد يأتي على مستوى الفرد وقد يأتي على مستوى المجتمع وقد يأتي على مستوى المنظمه وفي جميع نواحي الحياه ومن هنا تأتي اهمية وعظمة هذا القانون الذي يقودنا اليه ويحثنا الدين ووسائل الاعلام النزيهه والحره المقرؤه والمرئيه وكذلكم العلم ومن يحصل على العلم او المؤهل ولكن بدون ان يتغير يصبح كالحمار يحمل اسفاراً اكرمكم الله فهو متعلم جاهل وقد يكون الأمي الذي على الفطرة افضل منه فهو يملك الفضيله ولا ينهى عن الرذيله وهذا هو العلم الذي لاينتفع به والذي قال فيه سيد الأولين والأخرين صلي الله عليه وسلم ( اللهم اني اعوذ بك من الكسل والعجز والجبن واعوذ بك من علم لاينفع ومن نفس لاتشبع .. الخ الحديث ) ويجب ان لاننسى آية عظيمة نرددها دائماً تحث على تغيير المجتمع لانفسهم للافضل حتى يكون الله معهم ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) مايهمنا هنا وبالمقام الاول هو تغيير الفرد لافكاره بغية ايجاد بدائل وحل المشاكل الفرديه والاجتماعيه التي تودي الى الاحترام المتبادل والتسامح والعيش الكريم وتحفز على العمل المشترك لحل المشاكل الاجتماعيه والبحث عن المجهول وتوسيع آفاق الرؤيه للمستقبل وبغض النظر عن المحيط والدارج او من اتى بالامثال والمقولات كبيراً او سيداً او مسود فعلى الفرد أن يغير نفسه بتطوير افكاره وبالمبادئ والقيم الانسانيه العظيمه والتي تجعل الفرد والمجتمع محل اعجاب المجتمعات الاخرى عوضاً عن نظرة الخزي والعار من انعدام القيم والسلوكيات السلبيه والتي كلنا نعرفها وفي الختام ليس من المستحيل أن يستطيع الفرد أن يغير نفسه للافضل وسيتأثر به الأخرين فالمجتمع ليس إلا افراداً فإذا تغير كل فرد للافضل وخلق مناخ للتغيير تأثرت به اسرته والآخرين وخصوصاً الاجيال الناشئه وتغيرت الامور للأفضل واما اذا بقيت العقليات على ماهي عليه وتخاف التغيير خوفاً من الاسوأ بدلاً من خوض التجارب فلا قيمة للحياة خصوصاً انني لا اتوقع ان هناك اسوأ مما نعيش فيه ولابد حينئذٍ من تطبيق قانوناً آخر لانشتاين يقول لابد من تغيير العقليات التي اوجدت المشاكل المزمنه بعقليات افضل منها من اجل حل مشاكلنا . وكل عام وانتم بخير . أ. حنظل اليامي صحيفة نجران نيوز الالكترونية