آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 19 يونيو 2014 الساعة : 8:43 مساءً التكنولوجيا في حياتنا.. أحببت الكتابة منذ نعومة أظافري، وتنفست ونضجت من خلالها، تدرجت من كتابة الخواطر ثم للقصص القصيرة. تطورت الكتابة من القلم وخربشاته للطباعة بالكمبيوتر والآن عبر اللمس عبر شاشة. اكتسبت الكتابة حيوية من خلال المشاركة المباشرة عبر المنتديات ومن ثم الفيسبوك حيث تجد التفاعل السريع وتوصلك مباشرة للتفاعل مع الجمهور وكان لتأثير اللهجة العامية البيضاء بدون عقد وفلسفة لغوية تأثير سريع لأن تخرج الكلمة عبر الشاشة من القلب للقلب. تغير نمط الكتابة بالتدرج ليتحوَّل الآن إلى الأكثر قبولاً ب 140 حرفاً بتغريدة من تويتر تصل لآلاف من الجمهور دون أي عناء يذكر وبمجهودك الشخصي الخالص الذي يعتمد على مدى تقبل الجمهور لك وسلاسة حروفك لإيصال المعلومة التي يبحث عنها القارئ. لست أكتب سيرتي الذاتية، ولكني أحكي بحروفي قصة جيلي وأجيال سبقتني مع التطور الإلكتروني والفكري للمجتمع الذي تحول إلى عبء على الكاتب إن لم يواكب العصر ويعرف حاجة الناس وتأثير كلمته التي يخطها عليهم. بات الكاتب يعيش صراعا ليكتب ويخرج مكنونات ذاته وما يطلبه الجمهور، وقد يتوافق مع ما يطلبه الجمهور فهو منهم ولكن يكبل بقيود دينية وسياسة واجتماعية ويقابل بتقييد حرية التعبير ومقص الرقيب حتى لا تتحول حروفك إلى خنجر يرتد عليك. وصارت الكتابة مجهوداً لو كانت تنتهي بسؤال ماهو المسموح لي ومن سيقرأ؟ لو كانت مخطوطاتنا شخصية فلا يهم من يقرأ ولكن عندما أنشرها الآن فإني أهتم بأن تروها أنتم وأن تتجاوبوا مع مضمونها وأن تفهم كما قصدت بكتابتها وأن تصل لمن عنيته بها. مع تسارع الحياة والضغوط التي نواجهها بات من الصعب أن تكتب مقالة طويلة تنهك قواك العقلية وتستهلك وقتك لأجل صياغتها بشكل محترف وبمصادر موثوقة وأن تهتم بالتدوين اللغوي وأن تتجنب الحشو، فقارئ اليوم «يطلب الزبدة» وبمعلومة سلسة بلغة بسيطة من خير الكلام ماقل ودل. بات من النادر أن تجد من يقرأ الكتاب من الجلدة للجلدة، أو الصحيفة الورقية من أول الصحيفة لآخرها، أو من يقرأ مقالات طويلة موثقة بالمصادر، لكن بالمقابل قد تجد تناقلا سريعا إلكترونيا لما يعشقه الجمهور من مواضيع الفضائح أو من ما يلامس احتياجهم الفعلي إيان كان و يصعب على الكاتب ملامسته بكل مقالة. إنها معادلة لعلها ليست معقدة، ولكنها ليست بسيطة وتحتاج لصبر أيوب بعصر السرعة، وأن تختار أن تستثمر فكرك أدبيا بما يرضيك، وهو استثمار طويل المدى قليل العوائد أو أن تستثمر فكرك بما يطلبه الجمهور من السياسي للديني للعامة، وأن تصعد سريعا لا تهوى سريعا. ختاما لا أعلم إن كنتم أكملتم مابدأته فإن فعلتموها فشكرا لكم بقلم أ. عبدالله يحيى ال مسرع صحيفة نجران نيوز الالكترونية