يواصل مهرجان " كلنا نحب التراث " فعالياته اليومية التي حظيت بحضور ومشاركة أهالي وزوار منطقة نجران خلال إجازة الربيع لهذا العام 1435ه والذي تنظمة مؤسسة الحقيقة لتنظيم المعارض والمهرجانات وتتوالى الفعاليات اليومية بقصر الإمارة التاريخي بحي أبا السعود في المنطقة لليوم الرابع على التوالي وسط حضور جماهيري كبير لمتابعة فعاليات أغلب الفعاليات والبرامج والألعاب والفنون التراثية النجرانية التي عادت بزوار المنطقة لأكثر من خمسون عاما ، حيث اشتمل المهرجان على أكثر من 20 فرقة تمارس الألعاب التراثية للطفل والأسرة والفنون النجرانية لشباب المنطقة التي نالت إعجاب الجميع على ما قدمه المهرجان لزواره والسائح الأجنبي . وقد ضم المهرجان لأول مرة على مستوى المنطقة أكثر من 32 حرفياً اعتبروا المهرجان باباً للفرص الاستثمارية في مجالاتهم الخاصة ، ومن جانبه أكد الحرفي مسعود قدري اليامي الذي تشهد له المنطقة في تأصيل حرفته الموروثة عن أجداده قبل عقود من السنين وهي دباغة الجلود والعمل منه آلات بمقاييس معيّنة تُطلب من جميع المناطق ودول الخليج "بالحجز" حيث أن آهالي نجران يتغنون بها في أفراحهم ومناسباتهم الى يومنا هذا وتعتبر فن من أشهر الفنون بالمنطقة ومنها الطبول والطِيران والدفوف وكل نوع يكمل الآخر، ونطمح باستمرارية المهرجان في الأعوام القادمة لتجديد ذكرى تراث المنطقة وفتح فرص استثمارية لنا أيضا ، وحرفة أخرى تداولت على مد العصور بين المجتمع النجراني وتعتبر عند تقديمها مدى تأصل الثقافة بينهم وهي تشكيل الخصف (خوص النخيل) بأنواع كثيرة منها "المطرح" الذي يقدم به التمر والحلويات النجرانية وآخر يسمى "المهجان" ويعتبر المائدة التي يوضع عليها الطعام بشكل دائري وآخر يسمى "الزنبيل" ويوضع به الخبز والقمح ويستمر عمرها إلى أكثر من 35 وثلاثون عاما . وفي ذات السياق استقطبت الفعاليات النسائية المقامة خلال صيف نجران العديد من الأسر سواء من كبار السن أو الشباب حيث لاقت ورش العمل المقامة خلال هذا المهرجان استحسان المشاركين والمهتمين بهذا الشأن كما أقام قسم التربية الفنية التابع لمديرية التعليم ورشة عمل بعنوان نجران بعيون فنان تستمر خلال فترة المهرجان لهواه الفن والمبدعين من الأطفال الزائرين للمهرجان بحيث إن تكون هذه اللوحات معبرة عن واقع التراث للمنطقة وهناك اقبال كبير من الزوار للمهرجان والمشاركة في ورشات العمل المقامة كما أقيمت ورشة عمل آخرى لحرفة الخوص والخسف تهدف إلى تسليط الضوء على هذه الحرفة ابتدأ من بداية عملية انتقاء الخوص المناسب وتأهيله لصناعته وتشكيلة وتوضيح الاستخدامات لحرفة الخوص في الماضي حيث كان يستخدم في عمل الأواني المنزلية كالمهجان وهو مايوضع علية الطعام وهو بمثابة السفرة في الوقت الحالي والمزبله التي تتعدد استخداماتها في حمل الأغراض وجني المحاصيل كالتمر وغيرة وأيضا المهفة وهي للتبريد أيام الصيف والمعطب وهو ماتضع به النساء زينتها من ملابس وحلي كما صاحب المهرجان فقرة الكتاتيب وكيفية التعلم بها وهي كمدارس اليوم إلا إن الإمكانيات كانت قليلة في ذلك الوقت حيث كان الطلاب يستعملون الألواح والفحم للكتابة وكان من يعلمهم هو شيخ القرية وقد شارك الأطفال بهذه الفقرة وتعددت أسئلتهم حول كتاتيب الماضي وكيفية التعلم بها ولماذا اندثرت رغم جمالها وبساطتها فالكثير منهم كان يردد ليتها استمرت حتى يومنا هذا .