قاومت المعارضة السورية في الخارج دعوة دول غربية وعربية يوم الثلاثاء للالتزام بحضور محادثات السلام قائلة إنها لن تشارك إذا كانت هناك أي فرصة لتشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة. وحثت 11 دولة مجتمعة في لندن الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في المحادثات المقترحة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة ما يزيد على 100 ألف شخص لكن الائتلاف وضع قائمة شروط وقال إنه سيقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيحضر. وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لندن إنه لن تجرى أي مفاوضات دون ضمان أن يكون موضوع اجتماع جنيف 2 هو الفترة الانتقالية ورحيل الأسد. وتابع أن المعارضة لن تجلس للتفاوض في ظل احتمال وجود الأسد لأن الشعب لن يقبل ذلك وسيعتبر ممثليها خونة باعوا شعبهم. لكن الجربا لم يستبعد المشاركة صراحة وقال إن المعارضة ستجتمع قريبا ربما في اسطنبول في أول نوفمبر تشرين الثاني لإجراء تصويت على الحضور. وقالت الولاياتالمتحدة وروسيا في مايو أيار انهما ستعقدان مؤتمر (جنيف 2) في محاولة لإنهاء الحرب لكن مسعاهما تعثر في عقبات ضخمة ولم يحدد موعد نهائي للمؤتمر. وقال بيان صادر عن اجتماع يوم الاثنين إن مؤتمر جنيف 2 سيسعى لإقامة حكومة انتقالية مع تشكيلها لن يكون "للأسد ومساعديه المقربين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سوريا". وفي أحدث مؤشر على أن الأسد يشعر أنه في وضع يمكن الدفاع عنه قال يوم الاثنين إنه لا يرى مانعا في ترشحه في الانتخابات العام القادم. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي يستضيف في لندن مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة إن من الحيوي حضور المعارضة المدعومة من الغرب للمحادثات. وقال في مؤتمر صحفي "نحن نحث الائتلاف الوطني السوري على الالتزام الكامل (بحضور المحادثات وأن يقود أي وفد يمثل المعارضة في جنيف ويشكل نواته الأساسية." ويرفض كثير من المقاتلين داخل سوريا وأغلبهم إسلاميون الاعتراف بائتلاف المعارضة في الخارج الذي يؤيده الغرب. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المحادثات هي السبيل الوحيد الممكن لإنهاء الحرب. وقال "هذه الحرب لن تنتهي في ساحة القتال… وإنما ستنتهي من خلال تسوية تفاوضية… البديل الوحيد للتسوية التفاوضية هو استمرار أعمال القتل إن لم يكن زيادتها." لكن جهود توحيد الصفوف منيت بانتكاسة أخرى عندما تكشف أن رئيس المخابرات السعودية قال إن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولاياتالمتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب الأهلية في سوريا ومبادراتها للتقارب مع إيران. وذكر مصدر قريب من السياسة السعودية أن الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين بأن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي قضايا أخرى تخص الشرق الأوسط. وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير. وأضاف أنه لن يجرى مزيد من التنسيق مع الولاياتالمتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال. وزاد غضب السعودية بعد ان تخلت الولاياتالمتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب. وجاء تراجع الولاياتالمتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيماوية. وقال كيري "من الواضح أن السعوديين يشعرون بخيبة أمل" لعدم توجيه ضربة لسوريا. وأضاف أن الرئيس باراك أوباما طلب منه أن يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين وصفها بأنها "بناءة للغاية وأنا مقتنع بأننا متفقون ونحن نمضي قدما." وتشعر السعودية أيضا بالقلق ازاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران التي قد تدعى لحضور محادثات جنيف. وقال كيري إن السعودية والولاياتالمتحدة تشتركان في القلق الشديد إزاء البرنامج النووي الإيراني مضيفا "أكدت مرة أخرى التزام الرئيس أوباما بألا يسمح بأن تمتلك إيران سلاحا نوويا." واجتمع كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس أمس الاثنين لبحث الموقف من إيران. وقال كيري "أكدت من جديد موقفنا – في أي مفاوضات (مع إيران) – ستكون أعيننا مفتوحة وسنأخذ بالأفعال لا بالأقوال وعدم وجود اتفاق أفضل من اتفاق سيء." وقال هيج ان ايران يجب ان تؤيد حكومة انتقالية مقترحة في سوريا تضم شخصيات من حكومة الاسد والمعارضة كسبيل إلى الحوار السياسي وإجراء انتخابات حرة. وأضاف "اذا أمكن لايران ان تبدأ من هذا الموقف مثلنا جميعا فسيمكن إشراكها بسهولة أكبر في المناقشات الدولية في هذا الصدد." وقال عدة مسؤولين من بينهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انهم يتوقعون عقد مؤتمر (جنيف 2) يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني لكن الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة قالت انه لم يتحدد موعد رسمي حتى الآن.