لا زال موقف الائتلاف السوري المعارض غامضاً من مسألة المشاركة في مؤتمر "جنيف – 2" المزمع إقامته أواخر الشهر المقبل. وبينما قال رئيس الائتلاف أحمد الجربا إنهم سيتخذون قرارهم خلال اجتماع يعقد الأسبوع المقبل، أكدت نائبته سهير الأتاسي أن قادة المعارضة اتفقوا خلال مؤتمر لندن على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية في سورية. وقالت إنه لن يكون هناك مكان لبشار الأسد في أي حكومة مستقبلية. واشترط الجربا عدة شروط للمشاركة في المؤتمر وضمان نجاح المحادثات، في مقدمتها جعل أي اتفاق بين الطرفين ملزماً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهو ما يخول باستخدام القوة. وكان مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي عقد أول من أمس في العاصمة البريطانية لندن قد دعا المعارضة السورية المعتدلة إلى "إلزام نفسها بشكل كامل"، والحرص على الحضور والمشاركة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن محادثات "جنيف 2" تقدم للسوريين "أفضل أمل لتحسين أوضاعهم المعيشية". وأضاف في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المؤتمر "نتصور في مجموعة أصدقاء سورية أن حل الأزمة قد يتضمن تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة وتحظى برضا متبادل. كما نؤمن بأن مؤتمر جنيف - 2 يجب أن يتضمن تحولاً سياسياً كاملاً، دون وجود أي دور مستقبلي للأسد". وأضاف الوزير البريطاني أن أي حكومة انتقالية لا يمكن التوافق عليها إلا بقبول الائتلاف الوطني السوري، مما يعني ذهاب النظام الحالي بأكمله. وفي ذات السياق أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله في أن يعقد المؤتمر كما هو مخطط له، وأن يبادر الائتلاف السوري للمشاركة الفاعلة. وقال مخاطباً المعارضة السورية "يمكن أن تحققوا على طاولة المفاوضات ما قد يستغرق وقتاً طويلاً ويكلِّف الكثير من الأرواح للوصول إليه في ميدان القتال". لكن الائتلاف لا يزال يتمسك بشروط عديدة قبيل إعلان المشاركة في جنيف - 2، وأوضح رئيسه أحمد الجربا في تصريحات صحفية عدداً من الخطوات الضرورية لضمان نجاح محادثات جنيف، ومنها توفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها حاليا القوات الحكومية. وإطلاق سراح النساء والأطفال الذين تؤكد المعارضة أنهم محتجزون لدى النظام حالياً. إضافة إلى تقديم المزيد من الدعم للمعارضة المسلحة، ويتضمن ذلك توفير أسلحة مضادة للطائرات لتحقيق توازن على الأرض. وكذلك رفض مشاركة إيران التي تشارك في الأزمة عبر تورط عشرات الآلاف من المسلحين في القتال إلى جانب النظام. وأضاف الجربا أن المعارضة لن تجلس للتفاوض في ظل احتمال وجود الأسد، لأن الشعب لن يقبل ذلك وسيعتبر ممثليها خونة باعوا شعبهم. واستدرك بعد استبعاده المشاركة، حيث قال إن المعارضة ستجتمع قريبا ربما في اسطنبول في أول نوفمبر المقبل لإجراء تصويت على الحضور. وهو ما يحاول كما يبذل وزراء خارجية غربيون وعرب التأكيد عليه.