يطغى الشعور بالحماسة على أكثر من 100 ألف شخص، يتوقون إلى أن يصبح لديهم منزل على كوكب آخر. وقد سجل هؤلاء أسماءهم للذهاب برحلة في اتجاه واحد إلى كوكب المريخ، وذلك بحسب ما أفاد به مشروع "مارس وان بروجيكت" لتنظيم البعثات المأهولة إلى المريخ. ويهدف المشروع إلى استعمار الكوكب الأحمر في بداية عام 2022. وتدور أسئلة مادية وتقنية عدة، حول هذه المغامرة التي لم تتضح أعماقها بعد، وأهمها: هل سيكون المال كافيا؟ هل سيتمكن البشر فعليا من العيش على المريخ؟ ولكن يبدو أن هذ الأسئلة لم تمنع 30 ألف أمريكي من تسجيل أسمائهم في الرحلة. وقال المدير التنفيذي ومؤسس مشروع "مارس وان بروجيكت،" باس لانسدورب، إنه بات يمكن التعرف على بعض المرشحين الذين سجلوا أسماءهم للذهاب إلى المريخ، وذلك عبر الموقع الإلكتروني للمشروع. وتتضمن عملية التسجيل بعض الشروط، من أهمها أن يكون الشخص قد تخطى ال18 عاما. كذلك، يتم احتساب رسوم التسجيل بحسب جنسية الشخص الذي يتقدم بطلب التسجيل، إذ تبلغ كلفة التسجيل للأمريكيين 38 دولارا، وللمكسيكيين 15 دولار. وأوضح المشروع أن تحديد رسوم التسجيل يتم على أساس الناتج المحلي الإجمالي للفرد في كل دولة. وقال لانسدورب إن "الرحلة التي ستضم الطاقم الأول ستبلغ كلفتها حوالي ستة مليارات دولار. ومن المتوقع أن تسدد الشركات الممولة للمشروع ووسائل الإعلام التي ستدفع حقوق البث لتوثيق الحياة على المريخ، هذه القيمة. ويهدف المشروع إلى اختيار مجموعة تتألف من 40 رائد فضاء، خلال العام الحالي، للذهاب إلى الكوكب الأحمر في أيلول/سبتمبر 2022. وسيخضع رواد الفضاء لفترة تدريب تمتد لثمانية أعوام في مكان منعزل، حيث سيتم تدريبهم على كيفية إصلاح نظم الحياة، وزراعة الخضار، ومواجهة الأمراض الصحية التي قد تنجم عن العيش على المريخ. ويسمح لكل شخص بأخذ ألفي كيلو ونصف من الحمولة اللازمة. وأوضح لانسدورب أن الأوكسجين والماء سيتم تصنيعهما على المريخ، حيث سيعمد رواد الفضاء إلى تصفية المياه من التربة، حتى تتبخر، وتتكثف، ومن ثم تتم إعادتها إلى حالتها السائلة. ويعتبر الإشعاع مصدر قلق كبير، إذ تمنع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن يتعرض رواد الفضاء لمستويات عالية من الإشعاع التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان بمعدل ثلاثة في المائة. وقال مسؤول ضبط الأشعة في "ناسا" إدي سيمونيز إنه يجب الحفاظ على معايير التعرض للإشعاع التي تشترطها "ناسا"، مضيفا أن "الحد الأدنى المسموح به لبقاء رائد الفضاء على الكوكب والتعرض للأشعة يبلغ حوالي 360 يوم، فيما الحد الأقصى يبلغ 500 يوم." وأشار سيمونيز إلى أن "الأشعة تدمر خلايا الحمض النووي، التي يمكن أن تؤدي إلى موت الخلية أو إلى تغييرات دائمة تسبب أمراض السرطان." وحول ما إذا يمكن بالفعل القيام بهذه الرحلة، أوضح سيمونيز أنه في المرحلة الحالية، لا توجد وسيلة تكنولوجية يمكن أن تحمي رواد الفضاء من تعرضهم لفائض من الأشعة، وقال إن "أي مهمة من شأنها أن تتجاوز ال 500 يوم قد لا تكون قابلة للتنفيذ."