يعتبر نقص السكر الليلي لدى الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري من أخطر مضاعفات مرض السكر وأكثرها حدوثاً، وقد ذكرت إحدى الدراسات الطبية أن ثلث أطفال السكري يعانون من انخفاض السكر الليلي وان حوالي 3٪ منهم قد يصاب بالاغماء أو التشنج بسبب نقص السكر الليلي. ومن أعراض نقص السكر الليلي التعرق وحدوث الأحلام المزعجة وزيادة ضربات القلب وإذا لم يعالج هذا النقص في السكر فقد يؤدي إلى الإغماء والتشنج. وفي العديد من الحالات يكون نقص السكر الليلي من غير أعراض واضحة ويكتشف الأمر فقط عن طريق تحليل سكر الدم. إن تكرار نقص السكر الليلي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تعود الجسم على هذا النقص في السكر وعندها لا يشعر الطفل بهذا النقص ولا تكون هناك أعراض لهذا النقص في السكر وسرعان ما يصاب بالتشنج أو الإغماء. إن وسائل الكشف عن نقص السكر الليلي عديدة وأهمها التحليل المتكرر خاصة أثناء النوم وفي فترة الفجر وهناك وسائل أخرى حديثة وهي جهاز الساعة الذي يعمل على تحليل السكر بصفة متكررة وان كان يصعب استخدامه في الأطفال الصغار وجهاز تحليل السكر المستمر الذي يحلل السكر بصفة مستمرة ولمدة ثلاثة أيام. إن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بنقص السكر الليلي هم الأطفال الذين يتعاطون إبرة الانسولين العكر قبل العشاء والأطفال الذين يكون تحليل السكر لديهم أقل من 100 ملجم فينصح هؤلاء الأطفال بأخذ الانسولين العكر قبل النوم مباشرة بحيث يكون أوج عمله أثناء فترة الافطار وهناك بعض أنواع الانسولين الجديدة مثل اللانتوس وليفمر والتي تستمر في عملها لمدة يوم كامل ولا تسبب انخفاضا شديدا في السكر كما ان استخدام الانسولين قصير المفعول المسمى بالهمولوج مباشرة قبل طعام العشاء قد يخفف من انخفاض السكر أثناء النوم. إن استخدام مضخة الانسولين قد تؤدي إلى زيادة انخفاض السكر عند بعض الأطفال إلا ان الانتظام في التحليل المتكرر وضبط الجرعات المستخدمة وخاصة جرعة ما قبل العشاء والجرعة المستمرة في المضخة أثناء النوم قد تقلل من عدد انخفاضات السكر أثناء النوم وهناك دراسة جديدة ضمت عددا كبيرا من مرضى السكري من النوع الأول من الكبار أوضحت الدراسة ان الكافيين وهي المادة الموجودة في القهوة قد تقلل من مستوى الانخفاض في السكر ولكن لا تعني هذه الدراسة انها دعوة لتناول القهوة للأطفال فللقهوة العديد من السلبيات. وينصح دوماً بأن المريض يزود بإبرة الجلوكاجون وهي الإبرة التي تعطى عند انخفاض السكر المصاحب للتشنج أو الإغماء وينصح أيضا بتناول وجبة خفيفة عندما يفيق المريض من التشنج أو الإغماء ومراجعة غرفة الإسعاف بعد ذلك. وهنالك أسباب نادرة لحدوث نقص السكر وتكرره وهو نقص بعض الهرمونات مثل هرمون الكرتيزون وهرمون النمو وهرمون الجلوكاجون وبعض الأمراض التي تؤدي إلى نقص امتصاص الطعام مثل حساسية القمح وقد أوضحت دراسة محلية ان حوالي 5٪ من الأطفال السعوديين المصابين بالنوع الأول من السكري لديهم هذا المرض وهو حساسية القمح المؤدي إلى نقص امتصاص الطعام وقلة الوزن وبالتالي نقص السكر. إن المتابعة الدقيقة والفحص المتكرر يبقى العلاج الأمثل لنقص السكر الليلي كما ان مشاركة الطبيب لنتائج هذه التحليلات المنزلية مهمة للحد من التذبذب في مستوى السكر في الدم والعمل على إيجاد نظام دوائي معين للاقلال من انخفاضات السكر. ٭ استشاري الغدد الصماء والسكري