قليلٌ هم من يطلبون العلم لأجل العلم واكتساب المعرفة,ولتنمية قدراتهم الفكرية وتوسيع مداركهم,فغالبية الناس يجتهدون في طلب الشهادة العلمية إما رغبةً في الحصول على وظيفة,وإما لتحسين الوضع الوظيفي. = حمد واحدٌ من الذين نذروا أنفسهم للعلم وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحصيله,فعلى الرغم من ارتباطاته الوظيفية, ومسئولياته العائلية والاجتماعية, وتقدمه في السن؛إلاّ أنّه التحق بجامعة نجران مواصلاً دراسته الجامعية،والمفارقة هنا أن حمد لن يستفيد من شهادته الجامعية في مجال عمله؛لأنه على وشك تقاعد!. = إنّه المخضرم / حمد عبدالله صالح زباره,من مواليد سنة 1379ه ,حاصل على الثانوية العامة عام 1396ه,موظف حكومي بالمرتبة العاشرة ويعمل حالياً مديراً للشؤون القانونية في جوازات منطقة نجران.له أربعة أبناء كلهم جامعيون ,وخمس بنات منهن ثلاث معلمات واثنتان في التعليم العام ابتدائي وثانوي. = أتذكر أنني قبل سنتين تقريباً استأذنته في إجراء حوار صحفي نسلّط فيه الضوء على جوانب من حياته..كفاحه..انطلاقته في مضمار التعليم الجامعي وما صاحبها من محفزات ..معوقات..,ولكنه حينها اعتذر لي قائلاً:”وما هو الإنجاز الذي حققته ويستوجب ظهوري في وسائل الإعلام؟..ثم ما هي الفائدة المرجوّة من ذلك؟ لا أرى في الأمر ما يستحق الاهتمام فكثيرون غيري واصلوا تعليمهم وحصلوا على الشهادات العليا”. = حاولت إقناعه بأن اللقاء معه سيكون له انعكاس إيجابي في نفوس الشباب وكبار السن على حدٍّ سواء,وأن شخصه الفاضل سيكون مثالاً يُحتذى, ونموذجاً للإنسان النجراني المتعطّش للعلم والمعرفة من أيام الفحم والألواح الخشبيّة,ولكن محاولاتي حينها باءت بالفشل وكانت آخر عبارة قالها لي :”أنا الآن في حالة تحدّي مع نفسي وعندما أتخرّج إنشاء الله بالتقدير الذي يرضي طموحي ؛فسأدعوك إلى حفل تخرجي وحينها افعل ما بدا لك”. = وفي هذا اليوم الأحد الموافق 11/6/1434ه تخرج حمد من جامعة نجران – كلية العلوم والآداب – لغة عربية بتفوّق مع مرتبة الشرف ومعدّل (4,57)من(5,5),فألف ..ألف مبروك يا بوعلي أقولها باسمي وباسم منسوبي صحيفة نجران نيوز الإلكترونية,وتمنياتنا الصادقة لك بمزيد من التفوق والنجاح,وأنا على يقين بأنك ستثري الساحة الثقافية في نجران بأعمالك وأبحاثك مستقبلاً إنشاء الله. = وأجدها فرصةً لأقول لحمد ومن هم في عمره من المخضرمين العقلاء: كفاكم قطيعة مع وسائل الإعلام.. أما آن الأوان لتنفضوا عن أقلامكم غبار السنين؟..أما آن الأوان لتتحفونا بما تكتنزون في عقولكم من حِكَم ,مواعظ,تجارب, وأحداث تاريخية هامة؟..بلى قد آن أوان شهادتكم على العصر.. = أمنية: = كانت أمنيتي لهذا اليوم أن يبادر المسئولون في جامعة نجران بتكريم هذا الطالب المثابر الذي يستحق التكريم عن جدارة, وهذه اللفتة من شأنها تعزيز العلاقة بين الجامعة والمجتمع ,وتقوية أواصر التعاون بينهما ولكنها للأسف لم تتحقق.. = بقلم أ. مشعل بن عبدالله اليامي كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية =