* ماتزال المجتمعات الإنسانية تعاني من وجود نماذج بشرية .. تجد متعتها في ابتكار احدث الوسائل والطرق لمصادرة وتهميش أراء الغير .. طالما أنها لا تتماشى مع طريقتهم وأدواتهم العقيمة في قراءة ما يدور على أرض الواقع ! *** * هذه النماذج الممنهجة لا يهم لديها مدى صواب أو منطقية الآراء التي يقدمها الغير .. فطالما أن تلك الآراء لا تتفق مع ما بداخلهم من عنجهية وغرور لا يوجد ما يبرره .. فهي تبقى مجرد أفكار هدامة وغزو فكري يجب أن تعد العدة لمجابهته وإقصائه! *** * وغالبا ما يكون المتشدقون في المجالس بحرية الفكر والتعبير عن الآراء.. هم أول من يسقط في امتحانات الحوار.. ومن أول حديث جانبي تنتفخ الأوداج ويتشنج الحوار ويتحول إلى جدل بيزنطي عقيم .. والسبب في كل ذلك أن الأطروحة المقدمة لم تأتي على مزاج سعادة المتشدق (أو) لا تخدم مصالحه الشخصية! *** * ولا يمكن لأحد أن ينكر أنه يحق لكل إنسان أن يرى الأمور من زاويته الخاصة وفق مصالحه ومعطياته وفهمه للموضوع .. ولكن ما (لا) يحق له هو أن يحاول فرض وجهة نظره على الجميع .. ويفترض جازما أنه الحارس الأمين الذي يتعاطي مع الأمور بإيجابية .. والبقية مجرد مهبطين للعزيمة ولا يرون سوى الجزء الفارغ من الكأس! *** * لذا نقول بأنه يجب على كل مسؤول ارتضى لنفسه تحمل المسئولية أمام المجتمع والناس ..أن يؤمن بأن عمله محل نقد دائم حتى في حالات الإبداع الخلاقة .. ومن ينتظر من الناس (شهادة تقدير) على قيامه بواجبه تجاه المجتمع .. سيطول انتظاره .. فالمجتمعات الإنسانية لا توزع الهبات المجانية ولكنها تخلد الأسماء في ذاكرة التاريخ .. وترفع الراية البيضاء احتراما وإعجابا لمن يترك أثرا ومنجزا يشار إليه بالبنان! *** * ودائما أرباب المصالح الضيقة ترعبهم الكلمات أكثر من اللكمات حتى في أفضل حالات النجاح .. ومن العقبات التي قد تواجه التنمية المستدامة .. هو أن يتحول المواطن من ناصح أمين إلى محامي (مجاني) للدفاع عن المسؤول دون توكيل من أحد ! *** . *ويبقى اختلاف الآراء ضرورة ملحة لأي مجتمع يبحث عن الازدهار والنماء وتأسيس حضارة ذات قيم أصيلة ونبيلة .. ودائما هذا الاختلاف في الأطروحات ووجهات النظر يجب أن لا يفسد قضايا المحبة والود والتسامح بين البشر ! *** . * إذا النقد والرأي البناء والمثمر والهادف إلى رقي الأوطان والشعوب وإن قست تعابيره .. تبقى نتائجه ايجابية ومهمة في مسيرة التقدم .. ومن هنا تكمن أهميته والحاجة أليه ! مخرج .. من يعمل وبرفقته ضميره .. لا تفزعه البرامج الحوارية ولا مقالات الصحف الورقية والإلكترونية.. ولا يهاب النقد الهادف مهما علا صوته أو اشتد وخزه ! بقلم أ. يحيى بن محمد آل قريشة كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية