كثير من مقومات مجتمعنا السعودي تعاني تزايد الفجوات والفراغات فيما بينها , بل إن بعض هذه المقومات تعاني من وجود فجوات داخليه بين مكونات هذه المقومات , ومع مرور الأيام تّتسع مساحات هذه الفجوات ويزداد الوضع العام للمواطن ترديا. ونحن نسدل الستار على عام دراسي كامل انتهى دون تغيير وبنفس النمط المعتاد , هناك فجوه كبيره بين مخرجات التعليم الأساسي (الإبتدائي الى الثانوي ) وبين مرحلة الدراسات الجامعيه وما يليها من دراسات عليا, فخريجو الثانويات لم يتم تأهيلهم بشكل مناسب للانتقال الى مرحلة الدراسات العليا , والسبب في ذلك أراه في مستوى المناهج التعليميه في المراحل الاساسيه , والذي لا يساعد ابدا على الارتقاء بعقلية الطالب التي تسهل عليه الدخول في معترك تحديد المصير واختيار المستقبل، فالمقررات الدراسيه في المدارس تحتاج الى ضخ علوم ومبادئ تأهيليه أخرى وفي مجالات جديده تمكن الطالب من استيعاب ما يقابله في ما بعد الثانويه العامه. فجوه أخرى من الفجوات التي تفكّك بها مجتمعنا علما وعملا ، انها معظلة البطاله ، ولا تزال الحكومه تتبنى الكثير من المعاهد الصناعيه والتدريبيه التي لا تخدم منتسبيها بأي حالِ من الأحوال ، بينما سوق العمل يحتاج الى دماء شابه متعلمه مثقفه مؤهله ، الفجوه هنا تتركز بين اصحاب القرار ،وبين واقع متطلبات سوق العمل ، فهم لا يعرفون متطلبات السوق الفعليه التي من خلالها يمكن الحكم على ما يجب وضعه من مناهج وخطط ومقررات دراسيه في هذه المعاهد والكليات ، وحتى الجامعات كثير منها بل ان معظمها تعاني هذا الخلل. فجوه أخرى تكدّر حياة المواطن البسيط ، وتعطل أموره وتفقده الأمل في تسيير ضروريّاته ، هي بلا شك فجوه بغيظه ، ولو كانت قد خُلقت على شكل بشر لهمّ كل مواطن بسيط بتنسيمها أولاً ثم قتلها وصلبها و من ثم حرقها ! انها الفجوه التي يصنعها المسؤول في دائره حكوميه ( كمدير جوازات ، مدير احوال مدنيه ، قاضي مخضرم ..ألخ )بينه و بين المواطن او المراجع بشكل عام ، لأنه يعتقد انه وفور تسلمه لهذا المنصب ، لا ينبغي له الا ان يرتشف القهوه كل نصف ساعه ، وان يستنشق روائح العود الزكيه كل دقيقه ، بل وان رؤية المراجعين امام دائرته سببٌ من اسباب ضيقته ونفاد صبره ، كما انه لا يعرف عن المواطن الا انه كائن يجب طرده كلما وجده امامه، وهنا تتكون الفجوه التي تحجب الرؤيه بين واقع المواطن ومشاكله ، وبين هذا المدير العصري ، بالتالي فإنه لا يعرف شيئ عن مهنته الحقيقيه لذلك ليس بوسعه ان يقدم شيئ . الكثير من الفجوات قد تناثرت في حياتنا وتغلغلت بين مقومات مجتمعنا وعلى جميع الاصعده ، حتى تمخض عنها فجوه عملاقه بيننا وبين المجتمعات الأخرى من حولنا ، و بِتْنا نظن ان بيننا وبين أقراننا فجوات زمنيه جعلتهم يسبقوننا .. أخيرا حافظوا على حياتكم الأسريه دون فجوات ، راقبوا ابنائكم ،،وابقوا متماسكين ،،، كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية