أكد أمين منطقة نجران المهندس فارس مياح الشفق إن منح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني سوف يكون لها مردودا إيجابيا في الدعم والاهتمام بالتراث العمراني والدعوة إلى المحافظة عليه وتنميته وتأهيله واستثماره. مشيرا بأن سمو ولي العهد يستحق هذه الجائزة وذلك لإسهاماته الفعالة في المحافظة على التراث العمراني واهتمامه بالتاريخ والتراث فله التهنئة الخالصة بهذه الجائزة كما أن إنشاء إدارة عامة للتراث العمراني في وزارة الشئون البلدية والقروية والأمانات سوف يسهم في حصر وتطوير وتأهيل مناطق التراث العمراني في المملكة لتكون معالم سياحية وثقافية تعكس ما وصل إليه أجدادنا من فن في العمارة وتوظيف للمواد المحلية في البناء والاستفادة من البيئة المحلية وأشار الشفق إن إنشاء إدارة التراث العمراني في وزارة الشئون البلدية والقروية والأمانات سوف يعكس اهتمام سمو وزير الشئون البلدية والقروية في هذا المجال وحرصه على بقاء شواهد التراث العمراني شامخة وإيجاد آلية واضحة لصيانتها والمحافظة عليها من جانبه أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران صالح محمد آل مريح ان التراث العمراني في منطقة نجران يعد شاهدا على حضارة المنطقة عبر الأجيال والعصور المتعاقبة ورمزا لتقاليدها الأصيلة وتاريخها العريق وأشار إن الطراز لمعماري في منطقة نجران يتسم بتنوعه حيث يعد الحجر والطين والأخشاب أهم مقوماته وتتم عملية البناء بوضع الأساس المسمى وثر وهو من الحجارة والطين ثم يبدأ بوضع المدماك الأول وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى تجف وذلك في الصيف أما في الشتاء فيترك يومين أو ثلاثة ثم يقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية الصماخ وهو لياسة السقف من أسفل بالطين والسقف عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر وبعد خمسة عشر يوماً يتم البدء بعمل القضاض وهي الجير الأبيض ثم تتم عملية التعسيف وهو عملية الدرج والتلييس بالطين وبذلك يكون العمل قد أنجز و هناك إضافات يتم وضعها إما لجمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه ويسمى بيت الطين بنجران بالدرب وتنتشر البيوت التراثية على ضفاف وادي نجران وفي المحافظات والقرى والهجر ومن أبرزها قصر الإمارة التاريخي الذي يعد نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية بالمنطقة حيث استخدم قديما مقراً للإمارة وبعض الإدارات الحكومية الأخرى والمبنى على شكل قلعة ذات أسوار عالية أقيمت في أركانه الأربعة أبراجا دائرية للمراقبة ويضم حوالي ستين غرفة وبئراً قديمة مطوية بالحجارة ومسجد. وأضاف آل مريح إن الطراز المعاري للبيوت التراثية القديمة بمنطقة نجران يتميز بأشكال هندسية مميزة تدل على ماكان يتمتع به أهالي المنطقة السابقين من حس فني رائع تجلى في هذه التحف العمرانية التي صمدت ولا زالت صامدة على مر السنين والأزمان. وأشار ان منطقة نجران تضم أكثر من 230 تراثا عمرانيا من العمارة التقليدية المشيدة من الطوب واللبن والطين كما يوجد بالمنطقة العديد من نماذج العمارة التقليدية المميزة ومن أشهر قصر الإمارة التاريخي في أبا السعود وقصر سعدان في الشبهان ولازال المواطنين المهتمين بالمحافظة على التراث العمراني من أهالي منطقة نجران متمسكين بالمحافظة على البيوت التراثية القديمة وذلك لما لها من أهمية لديهم باعتبارها رمزا تاريخيا وارث الآباء للأبناء كما إن بعض أهالي المنطقة قاموا بترميم بيوتهم التراثية وإدخال الطراز المعماري لهذه البيوت القديمة في البيوت الحديثة لمكانتها في قلوبهم