لا يكاد يوجد شارع أو معلم من معالم منطقة نجران (يُطلق) عليه أسم أحد شخصياتها على امتداد التاريخ..ونجران حالها حال غيرها من مناطق الوطن العزيز..غنية برجالاتها وشخصياتها التاريخية وفرسانها الجديرة بتخليد ذكراها..سواء من خلال أطلاق أسمائهم على شوارعها أو مدارسها أو أي من معالمها التاريخية والحضارية..ولست أدري لماذا غُيبت تلك الشخصيات عن المشهد التنموي للمنطقة على امتداد خطط التنمية المتوالية..وسوف أفترض هنا..أن أبناء المنطقة من ذوي النفوذ الإداري والحضور الاجتماعي ..لم يقدموا تلك الشخصيات بالشكل الذي يرتقي إلى مكانتها التاريخية إضافة إلى افتقار المكتبة النجرانية إلى المراجع والمؤلفات التي تؤرخ وتقدم هذه الشخصيات وانجازاتها بالشكل المطلوب..فسقطت تلك الأسماء النبيلة من أجندة المسؤول القادم من خارج المنطقة..ولا يمكن أن نلومه على أخفاق أبناء المنطقة أنفسهم..في تسويق أو تقديم شخصيات ورجالات منطقتهم ..بالشكل الذي (يجبر) المسؤول على الوقوف طويلا عند تلك الأسماء..وتقدير قيمتها المعنوية والتاريخية للمنطقة وأبنائها..وفي بعض الأحيان قد يكون الشعور بالنقص أمام تلك الأسماء أوعدم التوافق مع أطروحاتها ومواقفها والتراكمات التاريخية لدى بعض المتصحرين فكريا وقبليا..سببا في (تعمد) تجاهلها وعدم طرحها على طاولة النقاش وهذا إجحاف بحق تاريخ المنطقة وتلك الشخصيات وما قدموه من أعمال ذات قيم اجتماعية وحضارية وإنسانية..ويجب أن يرتكز التقييم على معايير واضحة ومحددة بعيدا عن النظرة الضيقة والفهم المحدود لانجازات الرجال..وكلنا ثقة في القائمين حاليا على تخطيط وتسمية الأحياء والمخططات والميادين الجديدة بأمانة منطقة نجران..بالأخذ في الاعتبار تلك الأسماء المتلألئة في سماء التاريخ ضمن قوائمهم (و) الأهم من أطلاق تلك الأسماء على معالم وشوارع المنطقة..هو اختيارها وتحديدها بعناية تامة من خلال الوصول للأشخاص الثقات الذين يقدرون القيمة الحقيقية لتلك اللآلي والدرر النجرانية الخالصة ! مخرج ... فرق كبير بين أن تشتاق و أن تتذكر .. ذاكرتنا (مليانة) بالبشر .. ولكن قلة قليلة.. من نفتقدهم! [email protected] كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية