يقول دبلوماسيون إن إيران يعتقد انها زادت عدد أجهزة الطرد المركزي في محطة نووية تحت الأرض بمقدار الثلث تقريبا في ثلاثة أشهر وهو ما يسلط الضوء على صعوبة المهمة التي تواجهها القوى الكبرى في الضغط على طهران لكبح جماح نشاطها النووي. لكن الدبلوماسيين قالوا انه على الرغم من التوسع الكبير في قدرتها على تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو المدفونة داخل جبل لا يبدو أن إيران قامت حتى الآن بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المثبتة في الآونة الأخيرة لكن هذا قد يحدث قريبا. ومن المرجح أيضا أن يظهر تقرير الأممالمتحدة عن برنامج إيران النووي هذا الاسبوع انها تواصل استخدام بعض موادها الأكثر حساسية لوقود المفاعل الأمر الذي يجعل على الأقل بشكل مؤقت أي محاولة للحصول على قنبلة ذرية سريعا غير متاحة. وقال دبلوماسي غربي إن هذا قد يساعد في "كسب بعض الوقت للحوار" مشيرا إلى الجهود الدولية للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ عشر سنوات وتجنب خطر حرب جديدة في الشرق الأوسط. وقد يفسر هذا أيضا لماذا اشارت إسرائيل التي يفترض أنها الدولة الوحيدة في المنطقة المسلحة نوويا في الآونة الأخيرة ان الهجوم على المواقع النووية الإيرانية ليس وشيكا بعد أشهر من التكهنات بأنه قد يكون كذلك. لكن دبلوماسيا غربيا آخر قال إن حقيقة أن إيران تحول بعضا مما لديها من غاز اليورانيوم إلى مسحوق أكسيد للوقود يجب ألا تصرف عن تحديها النووي الأكبر. وقال الدبلوماسي "أنهم لم يردوا على اسئلة (الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة) ولم يوقفوا التخصيب على النحو الذي طلبه مجلس الأمن الدولي لذلك أي شيء آخر يقومون به على الهامش هو غير متصل بالموضوع." وتنفي طهران اتهامات الولاياتالمتحدة وإسرائيل بأنها تسعى لامتلاك اسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي سلمي تماما. لكن مفتشي الاممالمتحدة يشتبهون في انشطة نووية عسكرية في الماضي وربما حاليا. وتثير مسألة متى وبأي بسرعة قد تكون إيران قادرة على تجميع سلاح نووي إذا اختارت أن تفعل ذلك نقاشا ساخنا في الغرب لأن ذلك قد يؤثر على أي قرار من جانب إسرائيل لشن ضربات عسكرية ضد البلاد. ومن المقرر أن تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الفصلي عن إيران للدول الأعضاء يوم الجمعة بعد عشرة أيام من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمر الذي بعث الأمل في إحياء المساعي الدبلوماسية لحل هذه القضية. ومن المتوقع أن يظهر التقرير أن إيران تمضي قدما في تحديها بتوسيع برنامجها النووي المثير للجدل على الرغم من العقوبات الغربية القاسية التي تستهدف قطاع النفط الحيوي والاستمرار في تطهير موقع عسكري تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارته. وخلال محادثات في طهران الشهر المقبل ستقوم الوكالة الدولية ومقرها فيينا بمحاولة جديدة لاقناع إيران بالسماح لها باستئناف التفتيش المتوقف منذ فترة طويلة في شكوك بأنها ربما عملت على تطوير صواريخ مسلحة نوويا. وتريد القوى العالمية أن توقف إيران تخصيب بنسبة 20 بالمئة وإغلاق منشأة فوردو وشحن مخزونها من هذه المادة للخارج. واشارت إيران إلى أنها قد تكون مستعدة لتعليق التخصيب لكنها تطالب برفع العقوبات المفروضة في المقابل وهو الطلب الذي يرفضه الغرب.