عندما يجتمع الحظُ السيء فتردفه صدمات الأيام المتتاليه لتبعث في النفس المشاكل النفسيه والاجتماعيه حتى يصل بنا الحال إلى تمني الفناء والبعد عن الدنيا المليئه بالمتاعب .. وعندما تُزرع الاشواك في طريق الحياه وتوضع المطبات الواحده تلو الآخرى في إشارة إلى قسوة ذلك الزمن وبشاعة تلك النفس البشريه التي تحتم علينا الخضوع للذل والهوان ..
لم تُدرك تلك الانسانه (س) من الناس أنها ولدت فوُلد معها حظها المتعثر ليصنع امامها أشد انواع العذاب والهوان .. بل لم تكن تأمل في ظلم أولي البشر أصحاب القلوب الميته والمشاعر القاسيه .. في ظل الألم خلف الألم والعناء خلف العناء في مسيرة لا تكادُ تنتهي , فما إن تنتهي فصول قصةٍ من التعب والضيق والمشاكل , حتى تزُف الآخرى سيناريو آخر من الآسى والتعب !!
ولدت بين أخ قاسي كان بداية المرض في صدرها بعد أن مارس العنف القاسي والضرب المبرح على صدرها حتى كسر ما كسر وتسبب في نزيفٍ دائم يبارحها كل شتاء , كل ذلك لقاء كلمةٍ عابره لا تستحق ما وجه لها من ضرب !!
عانت تلك الانسانه كثيرا وكانت الضربه الموجعه مرض ولدها –رحمه الله-آثر جلطةٍ ألمت به فتخلى عنه الجميع وبقيت هي واختها معه كل ليله يطعمانه ويسقيانه ويحرصان على السهر قربه متبادلين الاوقات في ذلك خوف أن ياتيه الصرع فيبتلع لسانه ويفارق الحياه .. ومع اقتراب سكرات الموت وشعورها بذلك كانت تعاني أشد العذاب وتتخيل الفراق ومعاناته !!
لياتي القدر المنتظر ويأخذ الأب في ليلة اكتست بالمطر الشديد .. وتخلى فيها أصحاب القلوب الميته عن اسعاف الأب من أخوان وأخوات حتى اضطرت لأخذ الأب بنفسها وبمساعدة الجيران إلى المشفى , إلى أن اتى إخوتها وأخذوها إلى المنزل وبقوا عند الأب في انتظار ساعة الفرج التي لطالما تمنوها , وبعدها التم شملُ الاقارب من ابناء العمومه ومن تربطه الصله في المنزل وكانها بذلك شعرت بأن سندها قد فارقها لياتي الأخ ويرمي الخبر عليها , ذلك الخبر الموجع والقاسي والذي اصمتها لساعات دون كلامٍ ولا حتى دموع , لتذهب لفراشه وتلتحفه وتذكر ذلك الأب الحنون والعطوف وتلك الايام الجميله التي لطالما جمعتهم ..
لم تتوقف المعاناه هنا فبعد وفاة الأب وعمل الأخ الكبير في الشمال بعيدا عنهم وكذلك الأخ الآخر الذي ذهب مع زوجته في منطقتها وتركهم مع ثلاثة من الأخوه أصغر منها , أحدهم لازال يمارس دورته العسكريه ويرجع عليهم ليلا مخمورا ليريهم العجب العجاب من تصرفات غريبه وضرب واصوات جعلت الجيران يتذمرون منها , مما اضطرها هي وامها على اتخاذ اسلوب الربط واقفال الابواب عليه خوفا عليه من الشارع وتحمل المعاناه معه , أو أولئك الاخوين الذين لايزالون يدرسون لاحول لهم ولا قوة , أما عن أشقاء أمها والذين تخلوا عنهم عندما كان أبوهم حياً , وابتعدوا عنهم بعد وفاته ولم تشفق قلوبهم على أختهم وبنات أختهم !!
ليقطنوا ذلك البيت بعد تخلي الجميع عنهم وتعيش تلك الانسانه الحالمه وسط المعاناه والآسى والهوان من أخوتها وزمانها الذي لم ينصفه يوماً ..
هي فعلاً صدماتٌ مهلكه ,, عندما يتحالف الحظُ السيء مع البشر السيئين !!
اسأل الله أن يعوضها خيراً على صبرها وكفاحها وأن ينتقم لها من كل من سلب راحتها وصحتها ,, كما أسأل الله لي ولكم الخير والتوفيق وأن يقينا شر هذا الزمان وشر أولئك البشر اصحاب القلوب الميته والمشاعر القاسيه .. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية