في ليلته الأسطورية تنتشر الخيوط الغجرية الذهبية على جنبات الطريق وهامات المنازل و واجهات العمران لتطرز المكان بأجمل البريق واللمعان شكلًا ومضمونًا ، فنعدُّ لحظات الزمن بكل أجزائها لتسفر في مخيلتنا كلمة العيد نعم لقد بدأت ساعات العيد ، ما ألذها من لحظات من سكّر الحياة الذي نضع منه كميات كبيرة دون أن يسبب لنا الضرر ، واقترب صوت منادي أذان الفجر، لحظات غير عادية لمن انتظرها بصدق الود ، وبدأت بعده قرقعة هون في ساعات الصباح الأولى ، يطرب مع حبيبات الهيل وأعواد القرنفل الزكية ، ونار تشتعل لتقدم القهوة السمراء العربية ، لتمتزج فحواها مع روح العود الشذية ، ننتظرها بفارغ الصبر ، فهي لازالت تذكرني بنفس الفحوى التقليدية المحبوبة للعيد ، وهي إن تكررت في أيام أخرى فلا نشعر بطعمها كما شعرناه في صباح العيد ، يرتقبها الكبير قبل الصغير لأنها ذكراه الخالدة التي لن يسمح للزمان أن يشتريها منه أيًّا كان الزمان فهي ملك ذكريات قديمة بختم نحت من صخر غير قابل للكسر محفوظ لا تستطع مطابع اليوم أن تنسخ مثل أصالته ولو حاولت إنها ذكريات العيد بالأمس بحلية اليوم لن يمحو الوقت عادات استقبال الصباح مع أبي وأمي اللذان بقيا أجمل ذكريات الأمس وتظل المراسيم التي رسماها لنا ولازالا يحتفظان بها كل ليلة ويوم عيد هي الأروع وهي الأجمل لنا هي لذة طعم العيد ، هنيئًا لنا ( لمة العيد ) مع لفيف الأقارب عواطف تلد مجددًا كل ليلة ويوم عيد لن أفي العيد حقه مهما تنمقت عباراتي وتراقصت المعاني في مضمونها اسمح لي أيها العيد أن أختارك صديقًا لما تحمله من أمثل قيم وأسمى مبادئ تعلمت فيك أن طرق أبواب الأقارب بابًا بابًا من أجل التواصل والسلام وما يميز هذا العيد العظيم عيد الأضحى المبارك هو النحر وما يترتب عليه من ثواب مضاعف وأجر كبير ، أولها فداءً لوجه الله تعالى وثانيها صدقة متقبلة لمن أراد أن يثني الأجر والثواب ، أتعطر يا عيد وأترنم هائمًا بأجوائك الخلابة داخل النفوس التي عرفت قيمة وجودك في الوجود فما أجمل أن نقاء النفوس بالعيد و والتحلي بصادق الحب والإخاء للجميع دون زيف أو فتور في المشاعر العيد فرحة يجب أن تكون معطاءة من قلوب سليمة لا يتحرك لها الفك مبتسمًا إلا بنية صادقة عن ود وحب وعاطفة حانية لمن اختار العيد بقاءهم معك في الحياة ، فمن أعماقي أهلًا بالعيد وحتما سنبقى : (أهلًا أهلًا ) كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية