اليوم هو ثالث أيام عيد الفطر المبارك، عيد الفطر صاحب الذكريات الجميلة واللحظات التي نتذكرها دائما كأجمل أوقات العام وأكثرها فرحا. ما زلنا نتذكر كيف كانت أيام العيد في الماضي القريب «في الثمانينات والتسعينات الميلادية» حينما كنا أطفالا يركض بعضنا خلف بعض، ونتجمع في ساحات الألعاب الشعبية البسيطة في الحواري والمخططات، تلك الأيام التي كنا ننتظرها بفارغ الشوق حتى نجمع العيديات من الكبار ونخطط الميزانيات والمشاريع لها من قبل العيد، ثم ننفق جل ما جمعناه من مبالغ رمزية بسيطة في شراء الألعاب والحلويات، وكذلك الألعاب النارية الصغيرة «الطراطيع» التي كنا نعتبرها جزءا لا يتجزأ من العيد السعيد. كثير من الذين كانوا أطفالا في تلك الفترة الزمنية، هم الآن مبتعثون في مشارق الأرض ومغاربها في مهمة وطنية بالمقام الأول، ألا وهي العودة بأعلى الشهادات والدرجات ليخدموا دينهم ثم وطنهم بما تحصلوا عليه من علوم وخبرات، يقضون هذا اليوم الأول من عيد الفطر المبارك وهم بعيدون جدا عن تراب وطنهم الحبيب، مشتاقون لجمعة أهاليهم صباح العيد، ويتذكرون كل لحظة عاشوها في العيد على مدى السنين التي سبقت ابتعاثهم، إذ إنه من الصعب بمكان مقارنة هذه الأيام في مملكتنا الحبيبة بأي بلد آخر، خاصة خارج البلدان الإسلامية والعربية، حيث الغربة الحقيقية في أماكن لا نرى فيها أي مظاهر للعيد السعيد ولا لرمضان، لا احتفالات في المدن ولا لافتات تهنئة منتشرة في كل مكان، ولا روح المحبة والفرح المطعمين بالنكهة السعودية الخاصة التي تفوح برائحة العود والطيب، وتتلبس بالثوب والشماغ في صباح أول يوم في مصلى العيد، صدقوني لا يعرف طعم هذه المظاهر والمعاني الرائعة إلا إخواننا المبتعثون والمبتعثات، وكل من في حكمهم. إن كنتم تعرفون مبتعثا أو مبتعثة بادروهم بالسؤال والمعايدة والدعاء لهم في هذا اليوم الجميل، فسيعني لهم الشيء الكثير، وقد تكونون أنتم في مكانهم يوما من الأيام وتنتظرون بفارغ الصبر أن يتصل بكم أهاليكم وأحبابكم في أول يوم من العيد ليشاركوكم فرحة هذا اليوم الجميل.. كل عام وأنتم وهم بألف خير. إضاءة: أقف احتراما وإجلالا لذلك الإمام في أحد جوامع مكةالمكرمة «جامع المهاجرين» الذي كان يخصص جزءا من دعاء القنوت في التراويح والتهجد ليدعو لإخواننا المبتعثين بالتوفيق والنجاح، في خطوة أكاد أجزم أنه لم يسبقه إليها إمام، وعسى أن نرى المزيد من ذلك مستقبلا.