قال الاتحاد الدولي للاتصالات في تقرير سنوي أصدره يوم الخميس إن الفجوة الرقمية تتسع بين دول العالم رغم تراجع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات وإن كوريا الجنوبية تتصدر دول العالم في تنمية هذا القطاع في حين جاءت قطر الأولى عربيا. وقال ابراهيم الحداد المدير الاقليمي للمكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات لدى اعلان التقرير في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الخميس ان كل المؤشرات الرئيسية لاستعمال تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم ارتفعت باستثناء عدد خطوط الهاتف الثابت الذي يشهد تراجعا منذ عام 2005 . واوضح تقرير "قياس مجتمع المعلومات" الصادر عن الاتحاد التابع للامم المتحدة انه بحلول نهاية عام 2011 ارتفع عدد المشتركين في الهاتف المحمول بأكثر من 600 مليون ليصل الى حوالي ستة مليارات مشترك على مستوى العالم اي بنسبة 86 مشتركا لكل 100 نسمة. وقال الحداد ان أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات تراجعت بنسبة 30 في المئة من 2008 الى 2011 وكان أكبر الانخفاض في الدول المتقدمة. واعتمد التقرير على قياس مؤشرين أساسيين يتعلق الاول بتنمية تكنولوجيا المعلومات والاخر بسلة أسعار الخدمات في هذا القطاع. وحسب المؤشر الاول لم تتغير مراكز البلدان الخمسة الاولى على مستوى العالم عن عام 2010 اذ جاءت كوريا الجنوبية في الصدارة تليها الدنمرك ثم ايسلندا وفنلندا وهولندا. وكانت كوريا الجنوبية واليابان صاحبة المركز السابع الدولتين الوحيدتين من خارج اوروبا في قائمة العشرة الاوائل. وجاءت قطر صاحبة المركز الثلاثين عالميا في المركز الاول عربيا تليها البحرين ثم الامارات والسعودية وعمان ولبنان والاردن ومصر وتونس والمغرب. وكان اكبر تحسن في مراكز الدول العربية من نصيب السعودية التي تقدمت ست درجات الى المركز 47 عالميا في حين تقدمت البحرين خمس درجات الى المركز الاربعين. وقال التقرير ان البلدان في المراتب الثلاثين الأولى عالميا هي بلدان عالية الدخل مما يؤكد الصلة القوية بين الدخل والترتيب في دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات. واضاف "هناك فوارق كبيرة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية حيث تبلغ قيم دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات وسطيا في البلدان المتقدمة ضعف ما تبلغه في البلدان النامية." وكانت اوروبا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تضيق الفجوة الرقمية بين دولها حيث أصبحت أكثر تجانسا من حيث تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تليها منطقة كومنولث الدول المستقلة في حين جاءت منطقة الدول العربية في المركز قبل الأخير الذي احتلته افريقيا. وفيما يتعلق بالاسعار قال التقرير انها انخفضت في كل مناطق العالم في الفترة من 2008 الى 2011 لكن ما زالت هناك فوارق كبيرة من حيث معقولية التكلفة. وما زالت الأسعار مرتفعة في افريقيا حيث بلغت قيمة مؤشر سلة الاسعار 31.4 لعام 2011 مقابل 8.8 في منطقة اسيا والمحيط الهادي و8.0 في الدول العربية و5.5 في الامريكتين في حين تدنت القيمة في كومنولث الدول المستقلة واوروبا الى 2.9 و1.5 على التوالي. وأشار التقرير الى ان الدول النامية تمثل اسواق نمو رئيسية لايرادات الاتصالات لأنها تأثرت بدرجة اقل بالركود الاقتصادي العالمي في 2008 وتعافت منه بسرعة. واضاف ان الاستثمارات تراجعت منذ عام 2007 في مجال الاتصالات في البلدان المتقدمة وتزايدت في الدول النامية التي تتمتع بمعدلات اعلى في عوائد الاستثمار في الاتصالات. وقال "سجلت غانا ومصر والهند أعلى معدلات عوائد الاستثمار صاحبتها زيادة في تغلغل الخدمة المتنقلة الخلوية بنسبة 20 الى 30 في المئة ما بين عامي 2009 و2011."