الحسين بن اسماعيل آل قاسم بعد تنامي حالات الإجرام في عقر المنازل السعودية , وتوالي الفواجع المؤلمة التي تتقطع لها نياط القلب من قتل وتعذيب لفلذات الأكباد وضحايا الإهمال الأسري من قبل الخادمات في المنازل ,فإنه يجب أن تتعامل كل الأطراف المعنيه ابتداءً من المنزل المستقدم وحتى شركات الاستقدام بحرص وبإحترافيه عاليه ودقّه لامتناهيه , فالقضية قضية أرواح وموت أبرياء في ربيع العمر . بعد فاجعة الطفله تالا , يجب أن تعيد الأسر السعودية نظرتها وبعنايه في تحديد مدى احتياجها للخادمات في المنازل , حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تصبح عادة استقدام الخادمه جزء من ثقافة المجتمع , يجب ان يتعامل معها المنزل السعودي على انها أمر لا ينبغي الاقبال عليه الا عند الضروره القصوى . يجب ان ينظر الى مسألة استقطاب العماله المنزليه على انها عيب وليست ميزه , فالمنزل الذي يحتاج لتلك العماله بيت يعاني من نقص في هيكله الداخلي , وهذا أمر يصنف بالنسبة لي كعيب . في حال استسلم الفرد منّا ووجد نفسه مجبرا على استقدام خادمه منزليه فعليه ان يراعي عدة أمور وان يتحرى فحصها بدقّه فائقه , فإختيار الجنسيه وبلد النشأه للخادمه أمر ضروري , كما ان دراسة السيره الذاتيه للوافده والحرص على تفتيش مصداقيّة ما بتلك السيره كذلك هي أمور بالغة الأهميه , , والمعاملة الحسنه , والتقرّب من تلك الوافده , وإيفاءها أجرها حين يأتي وقته بلا تأخير , ومراعاة بُعدها وإغترابها عن أهلها وذويها , هو اهم واجمل ما يمكن فعله للوصول مع الخادمه الى نتائج انسانيه ترضي الطرفين . ولعل ثمة أمور يجب ان يتوقف عند المرء , ويناقشها بتجرّد وشرف (( عذرا على اللفظ )) , فعندما تَقبل بدخول شخص غريب الى بيتك فهذا أمر غير طبيعي , ولأن الغالبيه يعتبرون استقطاب الخادمات شيئ من الانسانيه وان الخادمه اصبحت جزء من الاسره ومؤتمنه على اسرارها وفرد محسوب كأي فرد من أفراد الأسره , فلازما ان يحضى بحب واحترام الجميع وان يتم معاملتها كأخت او كبنت , حتى تنخرط هي الأخرى في هذا الجو الأسري و وتنجوا من ظلمات الأمراض النفسيه والوجدانيه , وبهذا وبغيره تكون محافظة على اداء عملها كما يرام . اما استقدام الخادمه ومقابلتها بأسوأ وجه , ومعاملتها بقسوه وعدم مراعاتها , فهذا لا يعدو كونه لامبالاه في دخول سلك أجنبي في تركيبة الأسره ,والتعايش بجو فيه من العداء والانتقاميه , مما يشير الى نقص في الأخلاق , وضعف في الشخصيه , وسوء في الطويه , فكيف ترضى ان تعامل أحد أفراد اسرتك بهذه الوحشيه وتأمن من لحظة ينتقم بها منك شر إنتقام !! لذلك من الطبيعي ان تكون النتائج سيئه ومؤلمه واجراميه , فكما تدين تُدان . شركات الإستقدام لا يزال حالها كحال الكثير من القطاعات الخاصه في المجال الخدمي (( سرق , نهب , التفاف على النظام )) , هذه الشركات حديثة العهد يجب ان تتقاسم المسؤوليه مع المستقدمين , وان تتساوى مسؤوليتها عند استقبال طلب المواطن لخادمه , مع مسؤوليتها عند هروب تلك الخادمه او قيامها بأي عمل مشبوه , كما يجب على الشركات ان تستقرئ الطرفين ( الأسره و الخادمه ) بشكل دوري وشهري على الأقل حول رضى كل طرف عن الآخر , ومدى إيفاء كل من الطرفين بشروطه , امّا ان تكون هذه الشركه مجرّد مساهمه في زيادة عدد الوافدين دون اي مسؤوليه فهذا والله عين السٌحت ...