بناء حضاري يسبق الزمن في الوقت الذي تقاس فيه أعمار الأمم وإنجازاتها بالقرون ، تبقى لغة الزمن في وطننا الكبير" المملكة العربية السعودية" هي الساعات و الأيام والأشهر والسنوات القليلة جدا ، التي كانت كفيلة بحمد الله في صنع حضارة نفتخر بها جميعا. لا أقول هذا مبالغة فالشاهد الحقيقي على ذلك أننا نحتفل باليوم الوطني ال"82 " ، في ظل نهضة حضارية شاملة حولت الصحراء القاحلة إلى أرض وارفة ، تقف فوقها أضخم المشروعات الحضارية التي ستبقى شاهدا حيا على ما فعله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) ومن معه من الجند المخلصين، لتوحيد أجزاء هذا الوطن الذي يصفه البعض بأنه (قارة) لكبر مساحته وتعدد مناخاته وتضاريسه الجغرافية وتنوع آثاره وعادات وتقاليد أهله ، وفوق ذلك كله وحدة قلوب يعيشها كل من يعيش على ثراه الطاهر الذي يضم الحرمين الشريفين . لاشك أن هذه المناسبة الغالية علينا جميعا جاءت هذا العام في ظل نجاحات كبيرة تحققها المملكة عاما بعد عام ،في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية ، بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ، الذي يسير بوطننا الغالي إلى التقدم المتسارع والأمن والأمان ورغد العيش (ولله الحمد) ، في ظل اضطرابات وصراعات كثيرة تحيط بالعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. وبهذه المناسبة الغالية يطيب لي ،باسمي ونيابة عن جميع منسوبي جامعة نجران أن أتقدم بأسمى وأجمل التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ، وكافة ابناء الشعب السعودي النبيل ، في ذكرى هذا اليوم من تاريخ وطننا الغالي ، هذه الذكرى العزيزة التي تتكرر كل عام بالمزيد من الرخاء والأمن والتطور والخير للوطن والمواطنين . ففي اليوم الأول من الميزان من كل عام تطل علينا ذكرى ملحمة الكفاح والتنمية التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – تلك الرحلة التي استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً لتتوج بإعلان قيام المملكة العربية السعودية الدولة التي تستظل براية التوحيد الخفاقة وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع الشريعة السمحاء من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأن ما يشهده العالم اليوم من صراعات وعدم استقرار في شؤونه الداخلية وما أبداه هذا الشعب من تلاحم مع قيادته الحكيمة ليؤكد للجميع أن أبناء هذا الوطن قادة وشعب يداً واحدة في وجه أي متربص بأمن واستقرار المملكة ، وهو ما أذهل جميع المراقبين من السياسيين ووسائل الإعلام العالمية . وها نحن منسوبو التعليم العالي ونحن نحتفل بالذكرى الغالية لنستعرض أبرز ما تحقق لنا في هذا العصر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والذي قفزت في عهده الميمون أعداد الجامعات الحكومية وفي فترة وجيزة وبطريقة فريدة وغير مسبوقة من 8جامعات إلى 25جامعة ، بالإضافة إلى عشرات الكليات والجامعات الأهلية وهو الأمر الذي سيتحقق معه بإذن الله التوازن المنشود في التنمية ويحفز في الوقت ذاته روح الإبداع والتميز والمنافسة والمبادرة والبحث العلمي لمؤسساتنا العلمية للمساهمة في التنمية الشاملة لوطننا الغالي . سائلين المولى عز وجل أن يديم على وطننا نعمة الإيمان و الأمن والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة . مدير جامعة نجران أ.د. محمد إبراهيم الحسن