استطاعت وزارة التربية والتعليم في غضون سنتين أن تختصر الزمان والمكان، من خلال نظام "نور" الآلي الذي صمّم على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال التعليم بدول العالم المتقدمة ، حيث ارتبطت من الرياض بكل مدارس ومديريات التعليم المنتشرة في أنحاء المملكة عبر شبكة معلومات مركزية تنظم انسياب العمل بين تلك الجهات التابعة لها والجهات الأخرى خارج نطاقها مع الجودة والكفاءة في النتائج، الأمر الذي لفت أنظار العالم في قمة مجتمع المعلومات بجنيف ، فمُنحت المملكة على أثره جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات . وتعد هذه الجهود ثمرة الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في العمل على تحويل المملكة إلى مجتمع قائم على المعرفة ، وإلى تطبيق نظام التعاملات الإلكترونية الحكومية في كافة الجهات العامة والخاصة بالمملكة ، لما تقدمه هذه الأنظمة التقنيّة الحديثة من تعاملات تنعكس إيجاباً على النهوض بمستوى الخدمات التي تقدم إلى المواطن من جهة، وتدعم حركة الاقتصاد الوطني من جهة أخرى. واستهدف نظام " نور" الذي بدأت وزارة التربية والتعليم في تطويره رسمياً في شهر صفر 1432 ه بالشراكة مع برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسر"، أحدث الأساليب في هندسة البرمجيات، ليصل إلى جميع مدارس التعليم العام التي تربو على 33 ألف مدرسة، ويقدم خدماته الإلكترونية مباشرة إلى أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة، ونحو 500 ألف معلم ومعلمة، وأولياء أمور الطلبة، علاوة على الجهات المشرفة والمساندة للعملية التعليمية في المدرسة، وإدارات التربية والتعليم، وجهاز الوزارة. وتقول المؤشرات أن عدد مستخدمي نظام "نور" سيزيد خلال الأشهر المقبلة عن عشرة ملايين مستخدم، حيث يهتم النظام بتحسين الخدمات المقدمة لمنسوبي قطاع التعليم في المملكة بمن فيهم الطلاب وأولياء الأمور، وفق خطة استراتيجية تعمل على اتخاذ القرارات المناسبة للتعليم بطريقة أفضل، مع السرعة في الإنجاز. وفي أول عرض له خارج حدود الوطن، تمكن نظام "نور" الآلي من منح المملكة جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات لعام 2012، وذلك في حفل أقيم مؤخراً في جنيف، ضمن فعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تعد النشاط الرئيس للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة من أجل تشجيع تحول الدول لمجتمع المعلومات ونشر المعلوماتية واستخداماتها وثقافتها في العالم. ويأتي النظام كجزء من منظومة متكاملة للتحول الإلكتروني تشمل أنظمة متعددة مثل نظام "فارس" لأتمتة الشئون المالية والبشرية والإدارية ونظام "إنجاز" لأتمتة الأعمال المكتبية والأرشفة وتدفق المعاملات ونظام "الخارطة التعليمية" لأتمتة العمليات المكانية والجغرافية والربط الشبكي الواسع الذي يغطي جميع المدارس بشبكة الإنترنت ونظام "لقاء" للاجتماعات المرئية عبر المملكة. وقد تم البدء بدراسة متطلبات هذا النظام من قِبل خبراء أكاديميين من قسم علوم الحاسب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بينما تم تنفيذ المشروع بواسطة شركة مجموعة التقنيات المتكاملة وهي شركة متخصصة في تقنية المعلومات، وقامت بتصميم البرنامج، لتتولى شركة ديلويت Deloitte مشروع ضبط وتأكيد جودة مخرجات النظام. وشارك في إكمال عقد هذا النظام المتقدم وتسميته باسم "نور" واختيار شعاره، عدد من منسوبي الوزارة، عملوا على تحديد الاحتياجات الحقيقية من الخدمات الالكترونية، عبر استطلاع آراء أجرته وزارة التربية والتعليم على نطاق واسع مع الجهات المستفيدة من المشروع بشكل مباشر أو غير مباشر في أهم مديريات التعليم والمدارس لضمان التأكد من تحقيق أقصى درجات الرضا عن العملية التعليمية. ويتضمن نظام "نور" ميزات عديدة يستفيد منها كل أطراف العملية التعليمية، حيث هنالك خدمات الكترونية تشتمل على نحو 2700 وظيفة يؤديها النظام لتخدم الأطراف المختلفة من الطلاب والمدرسين وأولياء أمور الطلاب بالإضافة إلى مديريات التعليم والإداريين في الوزارة بمختلف مستوياتهم، حتى تمكنهم من اتخاذ القرارات بطريقة متطورة متقدمة بما يكفل تحقيق العدالة والجودة والفاعلية لمصلحة الطلاب و للنظام التعليمي. وتم تركيب النظام في مركز البيانات الرئيس للوزارة، ليخدم كل فئات المستفيدين من النظام من خلال الانترنت، بسرعة فائقة وصل استهلاكها العام الماضي إلى 420 ميقابت في الثانية، علماً بأن هنالك ترتيبات خاصة لضم بعض المدارس القليلة التي لم يتم ربطها بالنظام، من خلال نظام خاص لا يرتبط بشبكة الانترنت مع إجراءات واضحة لضمان تضمين البيانات مثل إرسال سجلات الطلاب وتفاصيل الشهادات لإدخالها في موقع تتوفر فيه خدمات الانترنت دون فقدان أي بيانات. يهدف نظام " نور" في المقام الأول إلى رصد درجات الطلبة بدقة متناهية وجودة عالية، إضافة إلى عدم التأخر في رفعها إلى الموقع، حيث اختصر النظام الخمسة أسابيع التي كان ينتظرها الطالب من أجل رصد درجاته ليصل إلى ستة أيام فقط، كما أتاح للمدارس إدخال درجات الطلاب والطالبات وتدقيقها إلكترونياً من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، إضافةً إلى المدارس السعودية بالخارج. ومكّن النظام ، المعلم والمعلمة التأكد مباشرة من تدوين الدرجة الصحيحة للطالب والطالبة واعتمادها شخصياً، دون الاعتماد على المدخلين للنتائج كما في النظام التقليدي السابق، إضافة إلى أن النظام يقوم بعدد من الإجراءات التي تضمن خفض نسبة الخطأ أو انعدامها، ومنع الثغرات المتوقعة، وفقاً للرابط الإلكتروني www.NoorResults.moe.sa . ومن أهم إنجازات نظام نور ، تأسيس وتشغيل نظام المرحلة الثانوية، وتأسيس وتشغيل نظام المرحلة المتوسطة، وتأسيس وتشغيل نظام المقررات، وتأسيس البناء المعلوماتي، وتأسيس وتشغيل نظام المرحلة الابتدائية، وقبول ونقل وتوزيع الطلاب آليا على النظام. وسيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة إتاحة خدمات الإشراف التربوي والإرشاد الطلابي إلى جميع المدارس والإدارات التعليمية. ويستفيد من هذا النظام جميع منسوبي الوزارة ، يتقدمهم سمو وزير التربية والتعليم، ثم معالي نائبه، فمسؤولي الوزارة من وكلاء وموظفين، ومديري مدارس، ثم المعلمين والمعلمات، والطلاب والطالبات، إلى أن تنتهي القائمة بولي الأمر، بينما يقدم نظام نور عشرات الخدمات، لكل من : الطالب، والمعلم، وولي الأمر، وإدارة المدرسة، والإرشاد والتوجيه، والإشراف التربوي، وإدارة التعليم، وديوان وزارة التربية والتعليم .