أصدرت الإدارة الأمريكية الجمعة قراراً فرضت بموجبه عقوبات جديدة على حزب الله اللبناني، بتهمة تقديم الدعم للحكومة السورية، وحّملته مسؤولية المساهمة في استمرار العنف الذي يقوم به نظام الرئيس بشار الأسد، من خلال توفير الدعم اللوجستي والتدريب والاستشارات لعناصره، بإشراف أمينه العام، حسن نصرالله. وبحسب بيان لوزارة الخزينة الأمريكية، فإن حزب الله خالف قرار الحظر المفروض في واشنطن على نشاطات الحكومة السورية والجهات الداعمة لها التي تنتهك حقوق الشعب السوري، معتبرا أن العقوبات تظهر "الدور الأساسي" الذي يقوم به حزب الله بدعم عنف النظام المستمر ضد شعبه. وقال بيان الوزارة إنه منذ بداية "الحملة الشجاعة" للشعب السوري عام 2011 للمطالبة بحقوقه المشروعة، وفّر حزب الله التدريب والاستشارات والدعم اللوجستي المكثف للحكومة السورية "في حملتها المتصاعدة القسوة" بمواجهة المعارضة. وأضاف البيان أن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، يشرف بنفسه على عمليات الدعم المقدمة للنظام لسوري من اجل مساعدته على قمع شعبه، مضيفاً أن الحزب "درب عناصر حكومية سورية داخل سوريا، وسهل تدريب عناصر أخرى عبر الذراع الإرهابية الإيرانية المتمثلة بقوة القدس التابعة للحرس الثوري، من أجل طرد المعارضة من مناطق تسيطر عليها." ونقل بيان وزارة الخزينة الأمريكية عن وكيل الوزارة لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن المالي، ديفيد كوهين، قوله: "الدعم المتزايد المقدم من حزب الله للحكومة السورية في قمعها لشعبها يفضح الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية ودورها المزعزع لاستقرار المنطقة. ويضيف كوهين: "الشعب السوري والمجتمع الدولي لن ينسيا - حتى بعد زمن طويل من سقوط الأسد - أن حزب الله وراعيته إيران، ساهما في قتل أعداد لا تحصى من السوريين الأبرياء." وأكد البيان أن حزب الله ينسق مساعداته لسوريا مع "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن قائد تلك القوة، وهو الجنرال الإيراني قاسم سليماني، يخضع بدوره لعقوبات أمريكية للسبب عينه. وذكر البيان الأمريكي أن إيران تقدم لحزب الله منذ سنوات طويلة كافة أشكال الدعم، عبر التدريب والتسليح والتمويل، كما تقوم قوة القدس بدعم جهود النظام السوري لقمع المعارضة ما يظهر "الجهود المشتركة (لتلك القوى) من أجل وضع مواردها العسكرية وشبكاتها الإرهابية بهدف التسبب بالعنف والمعاناة للشعب السوري وحرمانه من حقه المشروع بالتطلع للديمقراطية." يشار إلى أن حزب الله مسجل منذ عام 1995 على قائمة التنظيمات التي تتهمها السلطات الأمريكية بالتورط في نشاطات إرهابية. وقد سبق للأمين العام لنصرالله أن أكد عدة مرات وقوفه إلى جانب النظام السوري، معتبراً أن ما يجري على الأراضي السورية هو عبارة عن مؤامرة أمريكية وإسرائيلية تهدف إلى "تدمير سوريا" التي ترتبط بعلاقات تحالف وثيقة مع حزب الله وإيران ضمن ما يعرف ب"محور الممانعة." كما استقبل الرئيس السوري، الأسد، مندوب المرشد الإيراني، سعيد جليلي، في دمشق الثلاثاء، وقد خرج الضيف بعد الاجتماع ليقول إن طهران لن تسمح ب"كسر محور الممانعة،" مشدداً على مواصلة دعم بلاده لسوريا. بالمقابل، تقول المعارضة السورية إن الدعم المقدم من حزب الله وإيران إلى سوريا ينبع من أسباب عقائدية على صلة بالروابط المذهبية بين إيران وحزب الله من جهة، وبين أركان النظام السوري.