احياناً تختلط في داخلنا مشاعر خيبة املاً قاتلة فتحطم مجاديف تفاؤلنا واصرارنا اللذان اعتدنا ان يلازمانا ليزيحوا عنا لجة الامواج وغضبها .. لنجد انفسنا بلا مرسى ولا حتى حلم ، فنزداد حنقاً وغيضاً على اصحاب الكذب والوعود المزيفة ، اولئك الذين وهبناهم ثقتنا ليساعدونا ويحفزونا ... لكنهم في آخر الأمر لم يزودونا إلا بالألم بدل من الامل المنتظر منهم .. فكم هم كثيرون الذين شعروا بخيبة املاً حارقة اضرمت النار في صدورهم ، فحطمت مستقبلهم وطموحاتهم ، وسحبت حماسهم المستمر لتبدله بالتكاسل وعدم الاكتراث .. هذا ما نراه في واقعنا اليوم حقوق تسلب وتغتصب امام اعيننا.. كم من طموح هاوي اندثرت اتعابه ادراج الرياح سواءاً في مجال الاختراع او الابتكار ليسقطوا حقوق ابتكاراتهم العبقرية لتبقى في دواليب الزمن المنسية ، وكذلك ضياع وعدم الاهتمام باللوحات التشكيلية لبعض الفنانين الموهوبين فتختفي دون سابق إنذار ودون احتضان أعمالهم في معارض كبرى كما هو الحال بدول الغرب ، لتبقى الاعذار الواهية سبيلهم للخلاص من ألسنة الصحافة والمجتمع .. عداعن هذا الخيبة الكبرى للخريجين والخريجات بدرجات عالية ، فلا وظائف كافية تضمن لهم رغد العيش أسوةً بغيرهم ، فتجتاحهم خيبة املاً لعدم توفير المناصب الوظيفية حسب مستواهم التعليمي.. لتتعدد خيبات الامل في مجتمعنا ليكون تأثيرها السام على أفراده فتحتضر العقول عن الابداع وتسأم النفوس من العطاء وتستقيل الطموح عن متابعة اهدافها ، كل هذا بسبب قلة التحفيز والتشجيع ، فيتناقص جهد الافراد وتهمل اعمالهم بسبب خيبة الامل وعدم إنعاش هذه المواهب بأكسجين الدعم المعنوي والمادي قبل إندثارها ... لذا فلنأخد بأيديهم ولنجعل هذه الفئة الناجحة الموهوبة تغرد خارج السرب دون اسواراً شائكة ، ليحلقوا بعيداً بين زحام الغيوم ومساحات السماء الشاسعة كي يصنعوا مستقبلاً زاهراً لهذا البلد الحبيب. كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية