ارفع رأسك أنت سعودي يحق لي ولكل مواطن أن يرفع رأسه في بلد خصه الله بالرسالة الخاتمة مهبط الوحي ولواء الإسلام ورمز وحدته منحها الله حكاماً هداة مهتدين نحسبهم كذلك والله حسيب من خلق. شعبها عريق عراقة لغته ومعطاء عطاء المؤمن الذي يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة خيرات بلدي وأعطياته عاشت عليها شعوب وقامت بها حضارات .كل ذلك جميل إنشائياً وخبرياً ولكن ما نشر في بعض الصحف أخيرا بعنوان "خريجون يتنازلون عن تخصصاتهم مقابل لقمة العيش" يقع على رأس السعودي الشامخ وقع المطرقة على جرح دام لا سيما مع ما رافق الموضوع من تحليل كاف وواف ويزداد الجرح عمقا ويغزر نزفه حين تتأمل الوجوه العابسة والهامات المنكسرة والعنفوان المخذول. حاولت أن أستقرئ أبعاد الصورة هل ما أراه في وجوه أولئك تعب من طول المكوث على أعتاب الجهات الحكومية والشركات وما يمكن أن يطلق عليه مؤسسات أملا في سماع نداء الإغاثة ؟، أم هو انعكاس لإحساس المحبط الوجل الذي ينتظر الفرج ويكاد يفقد الأمل وجدت أن الصورة أكبر من ذلك دونها كل رصف للكلام ، وتمنيت أن تعلق صور أولئك الشباب في أعمارهم الغضة، المحبطين في طموحاتهم ما جدوى أن تخرج الجامعات أرتالا من الخريجين لا عائد على البلد من شهاداتهم ولا حاجة لسوق العمل بها ما الداعي لأن توصد أبوابها أمام الطموحين من أبنائنا لولج تخصصات لا يشغل الكثرة منها سوى الأجانب وما جدوى التفنن في التعجيز وتفويت الفرص على الوطن من جراء اختراعات معوقات للقبول بتلك الجامعات لا مبرر ولا مسوغ لها في نظر الغالبية ممن لا يملكون القدرة على اجتيازها قبل ولوجها إلا مزيدا من العناء وتكسير المجاديف لقد تخرج أجيال قبل أولئك تسمو بهم الهمم ويفخر بهم الوطن لم يعيبهم ولا يحد من إبدعاتهم كونهم لم يمروا بمقابلات (خل وهات).