* كاتب سعودي كان يهيم في غياهب التطرف في زمن مضى ثم اصبح بقدرة قادر منذ سنوات تائه في دهاليز"اللبرله".غلبه طبعه القديم فرفع مؤخرا عقيرته مناديا بعودة تطبيق فكرة"المستبد العادل"على الشعوب العربية والإسلامية بدلا من"الركض خلف الديمقراطية الغربية في مجتمعات مغموسة بالنزعات الدينية والعصبية"على حد قوله.من عجائب الأقدار ان كاتبنا "المتلبرل"هذا قد توافق مع الكاتب الامريكي الصهيوني توماس فريدمان في المناداة لنفس الفكرة ولكنه إستكثر ( وهو إستكثار على الباطل ) أن تكون المطالبة بتطبيق هكذا فكرة تصدر من كاتب امريكي.لماذا؟!! لأننا,اي الشعوب العربية والإسلامية"أدرى بشعابنا"كما يقول الكاتب المحترم وبالتالي فالمناداة يجب ان تصدر من بين ظهرانينا نحن وليس من"الخواجات"!!!. إذا الأمر برمته من وجهة نظر كاتبنا الجهبذ لايتعلق بالفكرة المتهافتة والبائسة ذاتها التي ينادي بها والتي لم تعد صالحة لعصرنا وواقعنا الحالي وإنما لأن"الأجانب"هم الذين ينادون بتطبيقها!! كالعادة,فعندما يود كاتب مفلس ما ان يبرر لفكرة متهالكة ما أنزل الله بها من سلطان وعفى عليها الزمن وتجاوزها فما عليه إلا ان يضرب على وتر"الغرب وديمقراطيته وأفكاره"الذي تتوجس منه الشعوب العربية والإسلامية خيفة حتى وإن كان في حضارتنا العربية والإسلامية نظائر وبدائل عظيمة ونافعه كتلك التي تنظم أحوال وشؤون الشعوب الغربية وتعلي من قيمة الإنسان وتحفظ كرامته وتكفل سبل عيشه الكريم.مثل هذه النغمات النشاز التي يستخدمها بعض الكتاب السعوديين ال"متلبرلين" تطرح علامة استفهام كبرى حولهم وحول"ليبراليتهم"المزعومة التي ما إن يحصحص الحق وتتطلع الشعوب العربية والمسلمة لتنشق نسائم الحرية حتى ينبروا لطرح مثل هذه الآفكار التي هي في الواقع الأفكار الأم التي نشأوا عليها وصارت جزء لايتجزأ من تكوينهم النفسي والفكري والآيدلوجي. بمعنى آخر فإن مثل هؤلاء الكتاب الذين يرتدون "شماغ" الليبرالية ليسوا في حقيقة الأمر سوى الوجه الآخر القبيح للتطرف والإقصاء ونبذ الآخر وتمجيد الظالم والسكوت المطبق على الفساد والمفسدين.هؤلاء الكتاب ليسوا سوى أيد وأعين وأنوف للديكتاتوريين العرب الذين يحتاجون فقط الى"شماغين"أساسيين لإبقاء الوضع كما هو عليه.الأولى"شماغ" ليبرالية لا شنب ولا لحية لها.والآخرى"شماغ"متطرفة بشنب حفّ ولحية أرخيت. يكفي فقط أن نقرأ عنوان هذه الفكرة"المستبد العادل" لنكتشف كم هي متناقضة وكم هو جلي الدافع السياسي لمن أطلقها اولا ثم كيف إستفاد منها وروج لها وإستخدمها كل من بني أمية وبني العباس لتبرير إغتصابهم حكم الدولة الإسلامية من أهل بيت الرسول الكريم الأطهار ثم كيف بعد ذلك إلتقطها الشيخ محمد عبده وأعاد إحيائها مرة أخرى لظروف ودواع مختلفة في فترة حرجة من فترات الإستعمار والغزو الفكري الغربي التي مرّت على العرب والمسلمين. لاأفهم كيف يمكن لعاقل أن يتقبل فكرة أن يخرج العدل من رحم الإستبداد؟!! في مقالاته اليومية وكذلك مقالات مشابهة لآخرين يهاجم كاتبنا الفذ الفرس ويصمهم بكل قبيح ويحاول أن يرسم صورة شيطانية عنهم وكل هذا معروف...ولكن ماذا لو علم هذا الكاتب الفلته أن فكرة"المستبد العادل"التي يتوق لتطبيقها في المجتمعات العربية والمسلمة قد جاءت أولا للتراث الإسلامي من عند هؤلاء الفرس"الشياطين"كما يحاول أن يصورهم!!أظن انه سيفغر فيه وسيقع في"حيص بيص" التبريرات...بل سيحاول ربما بعد ذلك أن"ينط" بنا الى متاهة اخرى ويجتر فكرة أخرى عقيمة من تلك التي حشا بها تجاويف دماغه وهكذا من"جرف" الى"دحديرة"!!يقول المفكر المغربي العربي محمد عابد الجابري:"المرجعية الفارسية هي التي كرست في الفكر العربي الإسلامي نموذج "المستبد العادل"وذلك من خلال الأدبيات المترجمة أو الموضوعة حول حزم "أردشير" الذي استطاع أن يلم شمل الأمة الإيرانية بالتحالف مع رجال الدين". كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية