هناك شيئان يريدهما الإنسان أكثر من المال، التقدير والتشريفماري كاي آش. الكثير منا يتذمر من مستوى أداء موظفي الحكومة, كلنا بلا استثناء بمن فينا موظفو الحكومة أنفسهم. كلنا نعلم ظواهر هذه المشكلة ونعلم أدق تفاصيلها وكل ما يترتب عليها من إهمال للمواطنين والمشاريع والخدمات المقدمة. قليل فقط هم من حاولوا أن يضعوا انفسهم مكان ذلك الموظف وحاولوا تخيل الوضع من خلال عينيه. فلنتخيل سيناريو طالب فذ وعبقري, يتخرج من جامعة هارفارد أو ستاندفورد يأتي إلى أرض الوطن يحمل الكثير في عقله وأكثر في مخيلته, ما هي الخيارات التي تتوفر أمامه؟ هل نتوقع ان يقبل بوظيفة في الحكومة قد تكون على بند الاجور ويمضي نصف شبابه ينتظر الترسيم, أم أنه سيتوجه إلى أقرب شركة يسيل لعابها لموهبته وتفتح امامه صندوق كنز من الفرص يهز أعلى طموحاته؟ فلنفترض أن عقله نام يوماً وقبل وظيفة في الحكومة, انطلق أخونا صباحا إلى عمله يحدوه الامل أن يغير, أن ينافس, أن يفوز. وجد نفسه اول الواصلين, وكانت جائزته التندر من أقرانه من جهة والطلب منهم ان لا يخرب عليهم من جهة أخرى. يقدم اقتراحاته فتضيع بين دروج المكاتب, يشاركهم مخاوفه فتصطدم بتبلدهم يقدم وينجز ويجتهد ويعمل وينال كما ينال أقرانه بالضبط. في نهاية المطاف يتحول العبقري إلى موظف عادي جداً يعمل بأقل من الحد الأدنى,همه الأكبر إجازته ومن سيوقع له الحضور والانصراف. ماهو الشيء الذي يجعل موظفي الحكومة يعملون أكثر ويجتهدون في إخراج أفضل ما لديهم ما دام نظاما الترقيات والزيادات يساوي بين المهمل والمجتهد؟ وماهو الشيء الذي قد يحفز الموظف أن يقوم بالعمل بشكل أفضل ومختلف, أو يحمسه على تطوير نظام العمل والتعجيل في إنهاء المهام في ظل هذا النظام الجامد الذي لا يميز بين أحد؟ بصراحة لو كنت مكان أحدهم كان كبرت الوسادة ويا قلب لا تحزن, فلا يحج أحد إلا طلباً للمغفرة. محمد آل سرار البلاد twitter:@msarrar