اقتربت نهاية السنة، وحزم كل مدير إدارة في الدوائر الحكومية «بطينه»، استعداداً للطلب السنوي الذي يُطلب منه: - وين ملخص إنجازات إدارتك يا أبو فلان؟! بعض المدراء يجتهد في رصد ما تم تحقيقه في إدارته، خلال الاثني عشر شهراً الماضية، محاولاً بكل ما أوتي من دهاء وفذلكة، أن يجعل القائمة طويلة: - صفحة 1 من ستة، صفحة 2 من 6، ويالله من هالهرج! البعض الآخر مكبّر المخدة، فهو يعرف أن أحداً لن يقرأ هذه الملخصات، وأن الدعوى في النهاية، تحصيل حاصل، فستقوم الإدارة المعنية بإعداد تقرير عن كل الوزارة أو المؤسسة العامة، فيه ما سيلذ ويطيب للمدير العام. وهذا التقرير هو الذي سيرفع للجهة المسؤولة. ومن هذا المنطلق، فإن هؤلاء البعض يقدمون ملخصات هايفة، لا تودي ولا تجيب. في مؤسسة ما، ستستغرب أن تجد ملخصاً لإدارة من الإدارات، تكون أهم الإنجازات فيه: - تنظيم حفلة معايدة الموظفين لعيد الفطر، وتنظيم حفلة معايدة الموظفين لعيد الأضحى. هل لاحظتم الإنجازين العبقريين؟! إدارة يعمل فيها عشرات الموظفين، لا عمل لهم سوى مرافقة المدير العام وتجهيز سيارته له وإدخال الزوار لمكتبه، ومد يد المعايدين لمصافحته!