*كتبت لي إحداهن قائلة: لقد سئمت من حياتي لا حياة تسر وكل الأمور في عسر ,الناس من حولي ذهاباً وأياباً وأنا لا أشعر بهم حياتي كلها أصبحت مؤسفة فقط ابكي على كل شيء ,وأصبحت ذات حساسية لكل كلمة توجه إلي وكأنني المعنية بها ..أصبحت في عزلة عن الناس .فلا أمٍ أشكي لها ,ولا أبٍ أشكي له , وكل الناس يروني بأنني أسعد إنسانة على وجه الأرض ,وأنا عكس ذلك ,لقد أصبح هذا الشعور ملازمني لا أدري كيف أتخلص منه...! قلت لها : مادمتي تعيشين في براثين البكاء والأستسلام لدموع اليأس ستعيشين حياة البؤس والشعور بالحرمان أجعلي من نفسك زهرة صغيرة نمت بين الأشواك وأبت إلا الأحتفاظ بجمالها وألوانها ورائحتها العطرة التي تجذب أيادي العشاق لملامستها ,ولكنهم لا يستطيعون قطفها لعظمتها أمام هذه الأشواك غردي كعصفورة سقط عشها وهي تردد الحمدلله أن لي جناحين لأطير وانقذ نفسي من هاوية السقوط المؤلم ورددي أمام المرآه بأنك الأحلى والأجمل من وجوه كساها الجمال ولكنها لم تكتسي الأخلاق هكذا هي أرواحنا تتعب من الذين لا يقدرونها حق تقديرها وكأنهم تناسوا بأننا بشر من روحٍ وجسدٍ ودم حتى إننا نتأثر بضوءِ القمر وبما يسمى المد والجزر .... قرأت في مقولة تقول :"لست حريصة على بقاء أحد في حياتي من أستغنى عني فاليتأكد أنني مستغنية عنه تماماً" ويظل الناس للناس *وحكت لي إحداهن قائلة: مشكلتي في الحياة أنني لا أريد أحداً أن يكون أفضل مني إطلاقاً حتى أصبحت لا أرى إلا نفسي فأصبحت مكروه من الجميع الكبار ,والصغار حاولت أن أجذبهم لي وفق مكانتي العالية ولكن دون جدوى لأنني أتعالى عليهم في كل امر(أسفاري ,وحقائبي ,وملابسي ,وشهادتي ,ووظيفتي ) حتى أصبحت وحيده ..! الناس تكرهني هكذا قالت بأختصار شديد...! قلت لها : أمتثلي للآية الكريمة "وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ "159 آل عمران . لو أستغللتي هذه النعم في جذب الناس إليكِ لكنتي سيدة البيوت الأولى ,هناك من لا يحتمل الناس مجالسته. هناك من ينفر الناس منه كلما صادفهم و يحاولون عدم مجالسته لأنه يشعرهم بأنه أعلى منهم منزلتاً و مكاناً الحياة (خُلق ودين) ولكن من يفهم .. يظل الناس للناس *أخيراً خرجت أنا وأخي في إحدى الأيام لتبضع من إحدى المجمعات ,وأختتمتها بجولة في سوق الساعات ذات الماركات العالمية لأشتري ساعة,فوقفت بجانبي سيدة قديرة من إحدى الدول العربية وكانت تنظر بشغف شديد في الساعات و رأيتها تفتح محفظة نقودها وتتمتم "ينقصني 54ريال لأشتريها" فقتربت مني تهمس لي في أذني قائلة : ممكن خدمة ياأبنتي؟. قلت : على قدر أستطاعتي سأخدمك . قالت :أريد 54 ريالاً لأتمم مبلغ ساعة أعجبتني ..أريد أن أهديها لأبنتي وسوف أعطيك رقمي لتواصل معي لإرجاع المبلغ في أقرب فرصة ممكنة ففتحت محفظتي وأخرجت منها المبلغ وأعطيتها وقلت لها أكملي المبلغ لشراء هدية أبنتك ولا أريد أرقام وأثباتات لضمان إعادة المبلغ .. لقد أختارني الله لسد عجزك لإسعاد أبنتك بأمومتك فقالت :رزقك الله من أوسع ابوابه قال تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}سورة المائدة ويظل الناس للنا كاتبة ومحررة صحفية نجران نيوز الالكترونية