(وُلد نجيب محفوظ في القاهرة 11 ديسمبر 1911م, التحق بجامعة القاهرة في 1930م وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب، انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيرًا برلمانيًا في وزارة الأوقاف (1938م – 1945م)، ثم مديرًا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954م، وعمل بعدها مديرًا لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، وفي 1960م عمل مديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966م – 1971م)، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام) . (مات نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006م إثر قرحة نازفة بعد عشرين يومًا من دخوله مستشفى الشرطة في حي (العجوزة) في القاهرة لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين، وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع) . تلك هي بداية و نهاية قيصر الرواية العربية و العالمية, نجيب محفوظ, فهو رائد الرواية العربية و علم من أعلام الأدب العربي الحديث , قُرن اسمه بالعالمية, لأنهُ تمكن من الفوز بجائزة نوبل العالمية في الأدب عام 1988لقد كانت كتاباتهُ الروائية و القصصية التي بدئها عام ( 1936) بمثابة المرآة العاكسة للحياة الاجتماعية, و السياسية في مصر, حيث يعد أدب محفوظ أدباً واقعياً يحاكي الطبقة المتوسطة ,و الكادحة, و أحياء القاهرة, معبراً عن مشاكلها و, همومها في الحياة, حيث صور الأسرة المصرية في ثوبها الرث, و جلبابها المسمر من حرارة الشمس , و تجلت موهبته في ثلاثيتهُ الشهيرة ( بين القصرين قصر الشوق السكرية ) التي أنتها من كتابتها عام 1952 و تم نشرها عام 1956 نظراً لضخامتها, سؤال يراودني ترى لو كان قيصر الرواية العربية لا يزال على قيد الحياة ماذا كان سيكتب عن ثورة 25 يناير في مصر ؟ أو الثورات العربية ؟ هل سيكتب ضعف ما كتب في السابق عن الحياة السياسية أم أنه سوف يكتفي بما قدم من أعمال روائية, لا زالت تثير الجدل حتى يومنا هذا ؟و من أبرز أعماله الروائية( أولاد حارتنا ) التي نشرها في جريدة الأهرام ( 1959) لتكون عبارة عن لحظة القراءة السياسية و الاجتماعية لمصر ما بعد الثورة ,حيث طرح سؤال على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون السير فيه هل هو ( طريق الفتوات أم طريق الحرافيش )؟و لقد أثارة الرواية ردود فعل قوية, تسببت في وقف نشرها لتصدر عام 1967 عن دار الآداب اللبنانية ألا أن الثلاثية التي كتبها كانت بمثابة, ملحمة عظيمة أبدعاها نجيب محفوظ تصور الواقع الاجتماعي ,و التجربة الإنسانية في الحياة, فالثلاثية عمل أدبي رائع صور ثلاث أجيال في مصر, جيل ما قبل الثورة (1919), و جيل الثورة, و جيل ما بعد الثورة , لتظل الكتابة الواقعية بمثابة القطر الذي لا يتوقف عن العطاء لأنهُ يحاكي الواقع المعاش, لذلك كنت جذوره قوية ,و راسخة في شعوب الدول العربية فالروائي العظيم نجيب محفوظ ليس أرثاً مصرياً فحسب, بل شريان عربي لا تزال روحة الفكرية و الأدبية تنبض بالعطاء لكل العصور, التي لا تزال تتناول قصصهُ و رواياتهُ بالقراءة و النقد و المشاهدة حيث يعد محفوظ أكثر أديب عربي حولت أعمالهُ إلى السينما و التلفزيون و من أهم تلك الأعمال الثلاثية ( بين القصريين قصر الشوق السكرية), الحرافيش , أولاد حارتنا و الكثير من الأعمال التي على ضوئها, توهج نجم قيصر الرواية في جميع الطبقات البشرية, وتظل أكبر هزيمة في حياتهُ حرمانهُ من متعة القراءة, بسبب ضعف نظرهُ, رحل نجيب محفوظ مخلف ورائه كنزاً تراثياً لا ينضب, فالعقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى و لو لم يؤمن بها . كاتبة قصة* نجران